حوار: مي محمود
أكد الدكتور فوزي الشبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أن الصيام  فرصة للتخلص من تراكم المواد الدهنية حول الأمعاء، ومن المواد النشوية حول الكبد فيتخلص منها الجسم أثناء الصيام.
وقال الشبكي: إن الشخص خلال العام يتناول الوجبات بشكل عشوائي وغير منتظم مما يتسبب في الإصابة بالسمنة والعديد من الأمراض، مشيرًا إلى أن الصيام يفيد بعض المرضى في التخلص من الدهون والكوليسترول، كما أنه يفيد مرضى الضغط المرتفع.
وحول كيفية الصيام بشكل صحي، والتأثير الإيجابي لتنظيم وجبتي الإفطار والسحور على بعض المرضى، كان لموقع رسالة المرأة هذا اللقاء مع خبير التغذية الدكتور فوزي الشبكي.
نص الحوار
ـ كيف يمكن للمسلم أن يصحح عاداته الغذائية في شهر رمضان؟
رمضان فرصة ذهبية لتصحيح العادات الغذائية، وراحة الجسم، فبعد أن كان الإنسان يتناول 3 وجبات أو أكثر، ينتظم الأمر في رمضان في وجبتين بمواعيد دقيقة، وهو ما يعني تخفيض كمية الطعام إلى الثلث، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على مرضى السمنة.
ـ وكيف يكون الصيام صحيًا بحيث يحقق الفائدة للجسم؟
حتى يكون الصيام صحيًا، ويحقق فائدة للجسم والعقل هناك بعض القواعد والنظم التي يجب اتباعها في وجبتي الإفطار والسحور:

- حينما تبدأ عملية الإفطار ونظرًا لأن الصيام في الصيف، ومع ارتفاع درجة الحرارة يحتاج الجسم إلى إرواء للتعويض عن فترة الصيام، ويفقد الكثير من الماء نتيجة العرق، فيجب تناول كوب من الماء البارد وليس المثلج عند الإفطار، وذلك لأن المعدة خاوية وتناول المثلجات يحدث ارتباكًا بالمعدة مع تناول سكريات مثل التمر، وذلك لأنه أثناء الصيام تنخفض نسبة السكر في الدم، وبعد ذلك مباشرة ينصح بصلاة المغرب حتى يكون هناك فرصة للجسم لامتصاص السكر.

- وبالنسبة لوجبة الإفطار يجب أن تحتوى على جميع العناصر الغذائية المتوازنة: (نشويات – بروتينات – دهون – معادن ) بحيث تكون النشويات بنسبة 60%، وتتمثل في الأرز والمكرونة والخبز والبطاطس، وبروتينات بنسبة 20% (قطعة لحم أو دجاج أو سمك)، أو بروتينات نباتية ( فول – عدس – فاصوليا )، ودهون بنسبة 15% موجودة في الطعام، بالإضافة إلى فيتامينات ومعادن متمثلة في طبق ( السلاطة ) والفاكهة.

- وبعد صلاة العشاء والتراويح يتناول بعض المشروبات والسوائل لتعويض الجسم المياه التي فقدها أثناء الصيام.

- أما وجبة السحور يجب أن تحتوى على الخضروات الورقية ( الخس – الجرجير – الخيار – الطماطم ) وذلك لاحتوائها على 90% ماء، فضلا عن وجود الألياف فيها بنسبة عالية والتي تحتفظ بالماء في الجهاز الهضمي فترة طويلة، ولا يفتقد إلا بالتدريج، بالإضافة إلى منتجات الألبان (الجبن القريش بالزيت الزيتون والزبادي)، وذلك لأن هذه المنتجات تحتوى على نسبة عالية من الماء بالإضافة إلى أنها سهلة الهضم قبل النوم، وممكن تناول الفول المدمس بكمية قليلة مع الجبن أو البيض، مع  تناول العسل أو المربات.

- كيف نحقق المعدل الطبيعي للغذاء المتوازن في وجبة الإفطار؟

بمجرد تناول الإفطار وشعور الإنسان بالشبع يجب التوقف عن تناول الطعام، وذلك لأن الإسراف في الأكل بعد الشبع يسبب الصداع كنتيجة لزيادة حجم المعدة، والتي تضغط بدورها على الرئة، مما يصعب التنفس، وقد حذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من ذلك: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطن، بحسب امرئ أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه". رواه الترمذي.

وينبغي مراعاة عدم تناول أية أطعمة  بين الإفطار والسحور، والتزام الفرد بذلك يحقق فائدة صحية من خلالها يستطيع الجسم التخلص من الدهون المتراكمة خلال العام.

- وماذا عن تناول الحلويات والمكسرات بعد الإفطار؟

يفضل تناول الحلويات بعد الإفطار بساعتين والاقتصار على قطعة صغيرة، أما بالنسبة للمكسرات فيجب عدم الإسراف في تناولها لاحتوائها على نسبة دهون عالية.

- ينام الكثيرون بعد تناول وجبة السحور مباشرة.. فما رأيكم في هذا؟

وجبة السحور من الأفضل تأخيرها، أما النوم فيتأخر بعد صلاة الفجر بساعة أو ساعتين حتى لا يحدث خمول للجهاز الهضمي نتيجة تخمر الغذاء لوجود طعام غير مهضوم مما يتسبب في خروج غازات تضغط على المعدة، وتسبب صداع ومضاعفات.

- هل الصيام يفيد بعض المرضى؟

الصيام فرصة للتخلص من الوزن الزائد وخاصة لمرضى السمنة، وكذلك يفيد مرضى السكري من النوع الأول، أما الذين يتناولون الأنسولين فيجب استشارة الطبيب في صيامهم، كما أن الصيام مفيد لمرضى تصلب الشرايين لأنه يساعد على التخلص من الدهون والكوليسترول، ومفيد أيضًا لمرضى الضغط المرتفع لأن هناك علاقة بين ارتفاع الضغط وكثرة الأكل، أما مرضى الكلى وأمراض الكبد في مراحل معينة ومرضى القلب فيجب عليهم استشارة الطبيب والالتزام بتعليماته.

JoomShaper