د. سميح خوري

تقدر نسبة اللواتي يكون عندهن مستوى هرمون البرولكتين (هرمون الحليب) في الدم مرتفعاً عن معدله الطبيعي، ويشكين من غياب الطمث او تباعد فتراته، بحوالي 15%، ويتواجد عند نصف هؤلاء النسوة ورم في الغدة النخامية، بينما ثلث الحالات تعود الى علة ذاتية وما تبقى الى اضطراب وظيفي للغدة النخامية او الى كسل الغدة الدرقية.
ان ارتفاع مستوى هرمون البرولكتين عن معدله الطبيعي في دم المرأة له اثر هام، فهو يعمل على كبح نشاط المبيضين ويعطل عملية الاباضة، ويسبب اضطراباً في مواعيد الدورة الشهرية وعدم انتظامها.
والاعتقاد السائد عن مفعول البرولكتين، هو اهميته في تنظيم انتاج هرمون البروجسترون الذي ينمي بطانة الرحم ويهيئها لاستقبال البويضة الملقحة. اما تأثير هرمون البرولكتين عند الرجل، فيتمثل بانتاج وايض هرمون الذكورة (تستوستيرون) في الخصية، فازدياد مستوى البرولكتين في دم الرجل يؤثر سلباً على ايض هرمون الذكورة عنده بحيث يخفض من مستواه الطبيعي.
يكون افراز هرمون البرولكتين في الغالب تحت تأثير تحت المهاد الرادع. ليس من المفاجئ عند حصول خلل في المحور القائم تحت المهاد، (قسم من الدماغ) والقسم الامامي للغدة النخامية والغدة الدرقية، ان نجد ارتفاعاً في مستوى هرمون البرولكتين وكذلك الحال في تكييس المبايض، فارتفاع مستوى هذا الهرمون يؤدي الى كبح منظم نبضات الهرمون المحرر لهرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تنمية الجريب المبيضي واحداث الاباضة.
في حال ارتفاع مستوى البرولكتين، يفض التأكد من سلامة وظيفة الغدة الدرقية، وعمل فحص الرنين المغناطيسي لكل من الغدة النخامية وتحت المهاد لنفي وجود اورام فيهما.
يجب عمل تحليل الهرمون المدر للحليب (البرولكتين) في اليوم الخامس للعادة الشهرية، حيث يتم عمله والمرأة صائمة وفي الصباح الباكر، بعد ان تكون المرأة قد ارتاحت واسترخت تماماً نظراً لأن هذا الهرمون يزداد افرازه بشكل واضح عند الخوف او القلق او الاجهاد.
يعالج ارتفاع هرمون البرولكتين بعقار خاص يجعل تركيزه في مستواه الطبيعي ويعيد وظيفة المبيض الى طبيعتها بنسبة تفوق 80% من الحالات. وعند حصول الحمل، يجب التوقف عن تناول العقار فوراً.

جريدة الرأي