ترجمة الرابطة الأهلية لنساء سورية

تعمل عدة نظريات على تفسير ظاهرة العنف الموجه ضد المرأة من قبل الرجل ، و تبين أن الأسباب وراء هذه الظاهرة قد تكون : صعوبات مالية أو مشاكل أسرية أو مشكلات في التواصل بين الأفراد أو انعدام وغياب الإيمان، و قد تكمن المشكلة في المرأة، حين تقوم في بعض الحالات باستفزاز الطرف الآخر ليتصعد الموقف، لكن قد تكون تلك الأسباب في الحقيقة جزءاً من المشكلة الرئيسة إلاّ أنها وبشكل قطعي ليست الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ظاهرة العنف ضد المرأة، و حتى لو أُزيلت تلك العوامل التي تساهم في تلك الظاهرة فإن العنف ضد المرأة لن يتوقف .
تبدأ المشكلة عندما يلجأ المعتدي إلى العنف والضرب كوسيلة فعالة للحصول على مبتغاه، ويستمر في ذلك لفرض سيطرته الكاملة على الضحية لتحقيق أغراضه، ومن المؤسف أن المعتدي لا يظهر أي ندم أو تراجع نتيجة سوء عمله.
يكشف لنا التاريخ أن قضية العنف ضد المرأة لم ينظر إليها عبر الزمن على أنّها فعل شائن يندرج تحت مسمّى (الجريمة) ، ويثبت ذلك عدم وجود قانون عقوبات وغرامات قانونية ضد الجُناة فمن النادر أن يحبس رجل أو يغرم على ضربه أو إساءَتِهِ لامرأة، كما أنّ المجتمع المحيط بمثل تلك الشريحة من الرجال يتقبلهم بشكل طبيعي.
و لا يمكن التنبؤ في كثير من الأحوال أو الجزم بكون شخصاً ما معتدياً، حيث ينحدر جميع المعتدين من  خلفيات و طوائف  وشخصيات متنوعة، إلا أنّنا قد نجد سِمات عامة في شخصية المعتدي وهي :

1-     ينظر المعتدي إلى النساء على أنّهُنّ أدوات لا كائنات بشرية ، حيث لا يظهر الاحترام للمرأة وهي في نظرة لا تتعدى كونها أداة ووسيلة جنسية و حسب .

2-     غالبا ما يكون لدى المعتدي عدم تقدير للذات، حيث يشعر أنه ضعيف عديم النفع، وقد تكون مظهره خادعاً بأن يظهر للملأ أنّه إنسان ناجح لا عيوب فيه إلا أن شعوراً بالنقص يبقى ملازماً له .

3-     يجد المعتدي لنفسه أعذارا ً داخلية تبرر له ما يقوم به من أفعال مشينة بحق المرأة ، كأن يتذرع بأن يومه كان سيئا  أو أنه كان فاقدا للوعي نتيجة تعاطي المخدرات  أو أنه  تناول المشروبات الكحولية، أو قد يبرر فعلته بأن زوجته أو شريكته قد أثارت غضبه وغيرها من الذرائع التي قد تخطر في باله .

4-     قد يرتدي المعتدي قناع الوسامة والجاذبية التي يخدع بها العالم من حوله ليبدو رجلاً لطيفاً .

5-     قد تصدر عن المعتدي علامات تبين أن سلوكه غير سوي ، كنوبات الغضب أو العنف مع الحيوانات أو الغيرة المفرطة ، أو حب التملك أو استخدام الألفاظ النابية ، الخ ......

. هل أظهر شريكك أي من الخصائص آنفة الذكر ؟

. هل سبق وأن وقعت تحت وطأة الإساءة أو الضرب من قبل شريكك؟
. اذا كان الجواب نعم ! فعليك اتخاذ الإجراءات والخطط المناسبة للخروج من دائرة المعاناة ، والتخلص منها للآبد .
. من النادر أن يتراجع المعتدي عن أفعاله، وغالباً ما تتفاقم المشاكل ،  ويتمادى المعتدي في أفعاله حتى ينتهي الأمر بموت الضحية .
لماذا تستمر المرأة في علاقات تكون فيها ضحية للإساءة ؟

إن السؤال المُلِح هو  لماذا تستمر المرأة التي  تعاني الاضطهاد أو الضرب في خوض تلك العلاقة غير السوية ؟  ويكمنُ الجواب في أن المرأة غالباً ما تتعرض للوم , وكثيراً ما تسمع الجمل التالية : "إما أن تحتملي ذلك ، أو تتوجب عليك المغادرة". " أو أنت واحدة من النساء الشديدات الغيرة" , أو" أنت تستحقين ذلك ", أو" لديك تقدير متدن لنفسك ".
لا يوجد في الواقع إنسان سوي يرضى أن يكون ضحية لإساءة أو يحب أن يتعرض للضرب و الإهانة، وليس صحيحاً أن المرأة المعنفة تعاني من عدم تقدير لذاتها مما يجعلها ترغب في أن تضرب أو تعنف .

تعد أسباب  بقاء النساء في دائرة العلاقات التي تتسم بالعنف والاضطهاد  أكثر تعقيداً من أن تكون ضعفاً في شخصية المرأة،  فقد تجازف المرأة بحياتها إذا تركت شريكها وتعرض نفسها للموت لتصبح الأمور أكثر صعوبة، خاصة عندما تكون معتمدة بشكل كلي على شريكها اقتصادياً واجتماعيا،  فيغدو تركها له أنها ستعيش في خوف أبدي، و قد يكون الأطفال السبب الحقيقي لعدم تركها شريكها، حيث تعرض نفسها لخسارة أبنائها ، وقد تعتقد أن خسارتها لزوجها تعني فشلها في أن تكون زوجة وأُمّاً ، لأن العديد من النساء تربين على أنّ المرأة هي الطرف الأساسي الذي يقع على كاهله مسؤولية الحفاظ على رباط الزوجية والحفاظ على رجلها .

كما قد يَعزِِل المعتدي المرأة تماما عن محيط أصدقائها وعائلتها لِغيرَتِهِ وحُبِهِ للتملك وبذلك يتسنى له احكام سيطرته عليها ، أو قد تفضل الابتعاد عن الآخرين وتنغلق على نفسها لإخفاء آثار الضرب والاعتداء في جسدها، وبهذا يتولد لديها شعور بأن لا مكان لها في المجتمع لتعيش محاطة بالآخرين على نحوطبيعي كغيرها من النساء . وقد تبرر المرأة في بعض الأحيان سوء تصرفْ شريكها بسبب الكحول والمخدرات أو فقدان العمل أو وجود مشاكل فيه وغيرها من الأُعذار.

وقد لا تتعرض المرأة إلى الإساءة بشكل مستمر طوال الوقت حيث تمر حياتها في فترات لا عنف فيها ، يتخلَلُها بعض الرومانسية والمعاملة الجيدة من قبل شريكها ، تشعر فيها المرأة أنّ عليها التغاضي عن زلاّت شريكها وأن عليها الحفاظ على رجلها الجيد، وبذلك تكون مصرّة على الاستمرار في تلك العلاقة مُقْنِعَة نفسها بأن زوجها هو إنسان جيد جوهريّاً إلاّ أن أمور عرضية تحدث له و تتسبّب في نوبات غضب تؤدي به إلى ضربها .

هل تستخدمين أي من الذرائع آنفة الذكر لتبرير أفعال شريكك ؟
هل تريدين حقا الاستمرار ما بقي لك من عمر مع ذلك الشخص على الرغم من شعورك الدائم بالخوف من ما قد يحدث لك معه؟
تأكدي أن دائرة العنف لن تتوقف ! وعليك أتخاذ الاجراءات اللازمة للخروج من تلك الأزمة والبقاء بعيدا عنها .
عليك اتخاذ القرار الآن قبل أن تخسري حياتك !!!

JoomShaper