الرابطة الأهلية لنساء سورية

احذري فائض المائدة وأحسني التصرف فيه. وفائض المائدة مال يُلقى في حاويات القمامة بإصرار ولا مبالاة، وهو ليس مالا فرديا، إنه بمعاني كثيرة لقمة المجهود والمنهك والجائع تستطيلين عليه بقدرتك على الشراء، فتسبقينه إليه فتشترين وتحوزين، وتحولين بينه وبين السلعة التي تختزنينها أياما أو أسابيع، أو تنفقين عليها المزيد لتجعلي منها طبقا زائدا عن الحاجة تعيدين تدويره إلى حاوية القمامة من جديد...



في سوق البيع  تم إغراؤك حتى اشتريت ما يزيد على  حاجتك، وقانون السوق: عرض وطلب، رفعتِ سقف الطلب، قللتِ حجم المعروض، شاركت في رفع السعر حلت بين طبقة من الناس وبين القدرة على الشراء، فخرجوا من السوق صامتين أو يابسة شفاههم أو اشتروا أقل من حاجتهم فكنت جزءا من مشكلة الغذاء في هذا العالم الفقير...

يردد الرأسمالي، وهو ليس في أمريكا وحدها، إن العالم يفيض بسكانه، وأن سلة الغذاء العالمي لا تكفي الجياع، ومع ذلك فهو ما يزال ينفخ، في سوقه، يحرض شهوة الناس للاستحواز والاستهلاك. وشعار اشتري تجدينه أمامكِ في كل مكان: بنصف الثمن، واحدة وواحدة مجانا، الثلاثة بسعر الاثنتين..!!! هذا بينما واقع العالم الإنساني يقتضي تعزيز قيم القناعة، ورفع شعار طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة. وثلث وثلت وثلث، وأوكلما اشتهيت اشتريت؟!!

دخلت السلعة، ونحن هنا نتحدث عن الغذاء فقط، المخزن أو الثلاجة أو المطبخ عليك ان تنتبهي لطريقة الحفظ ولطريقة الطهي على السواء. للطهي والحفظ طرائق أكثر علمية مما حفظتِ عن الجدات والعمات والخالات.

قبل أن أقول لك لا تطبخي أكثر مما تحتاجين، سأقول لك تجنبي الطبق الذي لا يفضله أفراد أسرتك، هذا الطبق هو الأكثر عرضة لينتهي في حاوية القمامة، أو ليقع عبؤه عليك أو على زوجك...

لا تطبخي أكثر مما تحتاجين، (بقية الصحن)، سم على جسمك وأجسام أفراد عائلتك نحن في عصر السمنة التي تصنعها بقايا الصحون، حرام أن نرميها، تقولين، تأكلينها على مضض وقود زائد يجلب لك السمنة والسكري وما شئت من مرض بعد تشترينه بحر مالك فقط لأنكِ لم تحسني التدبير أو التقدير.

شعارنا الشعبي: (يزيد ولا ينقص) يحتاج إلى قلب، (ينقص ولا يزيد)، انتهى الطبق وما نزال نملك رغبة فيه، سنجد للأطباق المساعدة فرصتها، لن تصبح هي الأخرى عبئا فوق العبء...

التدبير نصف المعيشة  قول قديم مأثور ربما عليك أن تحسني  التدبير أن تعيدي توزيع أثقال المصروف أن تنتبهي إلى ما هو واقع في مطبخك وفي حاوية القمامة التي تلتهم بعض ما أنتِ بحاجة إليه.

أعلم أنه رغم كل ما سبق سيكون فائض، في مطبخك، كبير وكثير، اليوم عندك دعوة وتخافين أن ...، وغدا ستخطئين التقدير، وغدا سيُضرب ابنك عن الوجبة لأنها لم تعجبه..

مهما يكن من أمر  فاحذري أمرين الأول حاوية القمامة  والثاني اللقمة الزائدة عن الحاجة..

يجب أن يكون لديك في حياتك  الاجتماعية مصرف مشروع  للقمة الزائدة، إعادة  تعليب بشكل لائق وإيصال كريم لمستحق اللقمة ممن لا يجدها، بنظرة  بسيطة فيمن يعيش حولك ستجدين هذا المصرف وستعفين نفسك من إثم  الإسراف ليس في رمضان وحده وإنما  في سائر الأيام.

مشروع اللقمة الزائدة ليس  صعبا هل رأيت فيمن حولك رجالا ونساء ينبشون وينبشن في الحاويات،  هذا لم يكن ليكون في بلاد رمضان..واذكري وأنت تعودين ابنك أو زوجك على التضحية ببعض وقته الإيصال الكريم وقول الرسول الكريم : اتقوا النار ولو بشق تمرة.

 

JoomShaper