الرابطة الأهلية لنساء سورية

ترجمنا عن موقع الحكومة البريطانية الالكترونية مقالاً تحت عنوان الإرهاب الالكتروني. تناول المقال ذاك على أهميته موضوع الإرهاب الالكتروني من زاوية نظر غربية. ولكن لهذا الإرهاب في ديارنا العربية والإسلامية أبعاداً وآثاراً أكثر خطورة ومأساوية، لا نظن أن مقالا واحدا في هذا المقام يمكن أن يستوعب أبعاد الجريمة وانعكاساتها ولكنها إشارات لا بد منها ربما تدل وإن لم تكف. ..


أنتَ.... لتبقَ واثقاً هادئاً
لا يجوز أن يفجؤك أو يثير أعصابك أن تكتشف في لحظة ما أن هاتف زوجتك أو أختك أو ابنتك قد استقبل مكالمات من مصدر مجهور. أو أن يرن جرس الهاتف في لحظة، بُعد صاحبته عنه، فتتناوله بيدك لتسمع صوتاً غريباً أو كلاماً منكراً من مأفون استطاع أن يصل إلى رقم الهاتف بطريقة ما، يتم تحديدها مفتوحا على نظرية الاحتمالات ومنها احتمال المصادفة حيث يجعل البعض همهم البحث عن صوت نسائي على الطرف الآخر، لمعاكسته أو لفرض نوع من الغلاظة عليه.
أنتَ أيضا.. عليك أن تكون واثقاً من أخلاق مَن حولك من اهلك. و أن تكون مطمئنا إلى سلوكهم. ثقتك بمن حولك لا يجوز أن تزعزعها  مكالمة مأفون  لا تدري كيف تسلل إلى عالمك.
وأنتِ.. احذري  وتدربي على التصرف الحكيم في مواجهة هذه الحالات.. احتاطي أولا لرقمك لا يصل إلى أيدي أصحاب العاهات هؤلاء. احذري صديقاتك واعلمي أنهن ثغرة بقصد منهن أو غير قصد. فقد يسطو شقيق صديقتك،غير السوي، على هاتف أخته، من غير علم منها. فينقل الأسماء والأرقام، ثم يفجؤكِ أو يفجأ من حولك أنه يطلبك باسمك، وربما علم عنك من شقيقته كلمات يحولها إلى قصة وعلاقة.
ثم ثانيا بادري إلى طلب المساعدة ممن حولك من أب أو أخ أو زوج ولا تتردي في ذلك. لا تقولي أتدبر الأمر بنفسي، ففي الشكوى وطلب المساعدة دفع مزدوج عن نفسك.
المشكلة لا تزال القوانين في بلادنا قاصرة عن متابعة هذه الحالات. احتاطي لنفسك. ولا تعطي رقم جوالك لكل من تعرفين. اعتبري هذا الرقم إحدى خصوصياتك. فهو ثغرة للشر في واقعنا البئيس قد يحمل لك من البلاء ما لا تطيقين..
وأنتَ... مرة أخرى، قد تفجؤك صورة لإحدى محارمك، اختطفتها كاميرا متلصص أو متلصصة، أو سرقت منها. تصور الاحتمالات المفتوحة لما يمكن أن يحدث في أي حفل خاص أو عام. تذكر حتى أن الكثير من هذه الصور مما يمكن تركيبه بعمليات بسيطة. تذكر أن الصوت يمكن إضافته إلى الصورة. كن على حذر، ابتعد عن الشك والريبة والمبادرة إلى ما لا يحمد.. بإمكانك إذا شئت أن تتفهم وأن تتابع ولكن لا تنسَ أننا نعيش في عصر الإرهاب.
وأنتِ..أيضا
احذري مواقف التهمة. هو عصر الإرهاب وعلينا أن ندفع ضريبته، ولو من حريتنا وخصوصياتنا. مجتمعاتنا الطاهرة الطيبة، لا تخلو من ضعاف النفوس والحمقى الذين يتصورون أن موضوع توزيع صورة أو رسالة، مادةٌ للعبث. ابتعدي. وكوني واثقة من نفسك. إذا شعرتِ أنكِ في مطب لا تخافي. لا تتركي المأفونين يزعجونك أو يقلقونك أو يبتزونك. واعلمي أن أي تساهل معهم يعني ما لا يحمد. أمك وأختك وأبوك وأخوك وزوجك أقرب إليك، وهم مسئولون عن حمايتك. جنديهم في معركتك. ولا تسمحي لشياطين الإنس أن يهددوك بهم،  بل أنت التي ينبغي أن تفعلي ذلك تذكري..
تعدو الذئاب على مَن لا كلاب له
وتتقي صولة المستنفـر الحامي
وأنتَ أخيراً
لا تتخون أهلك

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجلَ أن يتخون أهله. أي أن يظن بهم السوء وأن يظل مرتاباً بهم. متتبعا لعثراتهم ، وكأن أهله مدانون في نفسه، وهو يبحث عن شاهد الإدانة. ففي الحديث الشريف نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلَ أن يطرق أهله ليلاً، كأنه يتخونهم. وكان إذا عاد من سفر تلبث في ضواحي المدينة حتى يتسامع المسلمون أن الرسول وأصحابه قد عادوا.
بيت يقوم على الريبة والشك أوهى من بيت العنكبوت. لا بد أن يعمر قلوبنا الإيمان. ونفوسنا الخلق القويم. وعقولنا طرائق التفكير الحكيم.
وأنتم أيها المشرّعون..
هذا باب للفتنة جديد فبادروا بإغلاقه على أبناء المجتمع وبناته. سنوا من القوانين ما يأخذ على يد المسيء. ويوفر الأمن والطمأنينة للبريء. احموا مجتمعاتكم. تذكروا وازع القرآن. ولا تنسوا وازع السلطان وتذكروا (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً).
للإرهاب الالكتروني صور أكثر من أن يحيط بها مقال. و مجتمعاتنا، رجالنا ونساؤنا، يحتاجون إلى ثقافة وقائية. وصاحب الأمر مناط به ردع السفيه وحماية البريء.

 

JoomShaper