الرابطة الأهلية لنساء سورية
هذا الخبر ـ الذي أوردته وكالة الأنباء الفرنسية ـ وإخوة له وأخوات تتناثر عن يمينه وشماله يطرح أسئلة كثيرة: أولها لماذا يراوغون؟! ولماذا يعاندون؟! يتساءل هذا الخبر: عن (حقوق المرأة الأولى) التي اغتالها زوجها بالخيانة. ويتساءل عن (حقوق المرأة الخدن)، التي امتهنها الرجل في بيت الإثم. ويتساءل عن حقوق الطفولة الموؤودة التي يفرض عليها أن تعيش وسط إشارات الاستفهام المبهمة، وتحرم حتى من النداء العذب: بابا.. ومن يرتكب هذه الجريمة إنه الرجل الأول في الدولة الذي يجب أن يكون حارساً للعدل وللحرية. بل يرتكبه كل رجال المجتمع المتظاهر زوراً باحترام وتقدير النساء!!
لماذا يراوغون..؟!
يعيبون على الإسلام أن فتح باب العلاقة مضمخة بالطهر والنور. أعلم أن الممسوسين والممسوسات يتساءلون ويتساءلن عن حق الطرف الآخر في... والجواب أن ذاك بعض المس، الجواب عند الأنوثة التي تأبى، وعند الأمومة التي تأبى. تلك فطرة الله التي فطر الناس عليها،
وعليها قامت السموات والأرض. والآن اقرأ هذا الخبر
باريس ـ وكالة الأنباء الفرنسية ـ
تروي (مازارين بينجو)، الابنة غير الشرعية للرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، للمرة الأولى في كتاب يصدر اليوم الاثنين 28/2/2005 في فرنسا، طفولتها (المكتومة) مؤكدة خصوصاً أن والدها كان يعيش في منزل عشيقته أكثر مما يعيش في قصر الاليزيه.
وتشرح (مازارين بينجو) في كتابها الذي سيصدر بعنوان (السر المكتوم) أنه لم يسمح لها بلفظ كلمة (بابا) في المجالس العامة قبل بلوغها التاسعة عشرة من العمر؛ لكنها كانت ترى والدها في المقابل كل مساء في الشقة التي كانت تعيش فيها مع والدتها في باريس. وتصف (مازارين) التي تبلغ الآن عامها الثلاثين والدها بأنه كان لطيفاً متنبهاً جداً لها وكان يمنح عائلته الثانية من الوقت والعاطفة أكثر مما كان يمنح زوجته دانيال وابنيهما.
وكتبت بحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها مجلة (لو نوفيل اوبسرفاتور): (رسمياً لم يكن لي أب. رفاقي في الصف لم يعلمواشيئاً عن حياتي العائلية، كيف أمضي أمسياتي وعطل نهاية الأسبوع أو العطل الأخرى. وإذا كانوا على علم فإنهم لم يقولوا شيئاً. إن عقد الصمت لم يكن قضية عائلية بل يبدو أن الجميع التزمه).
وقد علم الجميع بوجود مازارين في العام 1994 عندما نشرت مجلة (باري ماتش) صورة لها مع والدها وهما يخرجان من أحد المطاعم الباريسية. واكتشف الفرنسيون حقيقة وجودها فعلاً أثناء مراسم جنازة ميتران بعد سنتين من ذلك.
قبل ذلك، كانت تعيش كما تروي، حياة غريبة تشكل مزيجاً من الكتمان الالزامي ورابط العلاقة الحنون. وفي العام 1981 بعد فوز ميتران الأول بالرئاسة ـ عندما كانت في السادسة من عمرها ـ أدركت إلى أي درجة يولد ظهور والدها على التلفزيون (لديها مشاعر غريبة ومتناقضة). وتتحدث عن نفسها بضمير الغائب فتقول: (كان هناك هذا الرجل الذي تعرفه جيداً عن قرب.. نعم بالتأكيد.. ولا تعرفه. ذاك الرجل التي تعلمت بسرعة كبيرة ألا تناديه باسمه).
وفيما كان الفرنسيون يعتقدون بأن فرنسوا ميتران كان يعيش مع زوجته دانيال، كان هو يمضي في الواقع معظم لياليه مع (آن بينجو) في شقة في (كيه برانلي) على نهر السين. وتروي مازارين: (بعد تناول الفطور كانت أمي تذهب بالدراجة إلى المتحف وينطلق والدي بالسيارة إلى الاليزيه أو إلى طرف العالم. وأنا إلى المدرسة.. إلى أن نلتقي مجدداً في المساء في الساعة الثامنة).
وأحياناً كانت مازارين تزور والدها في قصر الاليزيه الرئاسي مختبئة تحت سرير مقعد سيارة رسمية تجنباً لاكتشاف أمرها. لكنها كانت (تشعر بالارتياح) مع الطباخين والحراس الشخصيين والسكرتيرات أكثر من مكتب ميتران. وفي تلك الفترة، كان الرئيس يبذل ما بوسعه لاخفاء وجود مازارين عن العامة لكن السر بدأ ينكشف في باريس خصوصاً في بعض الأوساط.
وفي قضية (تنصت الاليزيه) الأخيرة، إحدى الفضائح التي لطخت عهد ميتران، روى كريستيان بروتو أحد المقربين من الرئيس أن احدى مهماته الرئيسية كانت حماية مازارين ومنع الصحفيين أو قادة المعارضة من كشف اسمها.
إلى ذلك، تروي الكاتبة الشابة في كتابها كيف سمح لها موت أبيها للمرة الأولى بإقامة علاقة مع أخويها جان كريستوف وجيلبير ميتران. وكتبت واصفة الرحلة على متن الطائرة العسكرية التي نقلت جثمان والدها إلى بلدة جارناك: (للمرة الأولى اجتمعنا نحن الثلاثة حول الذي كان الرابط بيننا. وفي تلك الساعة الخارجة عن الزمن، وتحت سماء صافية باردة جداً كنا أشبه بأسرة مضعضعة متلعثمة عند الخروج من الطائرة. كنا نعلم أننا سنلتقي والديتينا لكن هنا في هذا المكان الغريب.. كنا مرغمين على الاعتراف بأننا جئنا من رجل واحد).
نص الخبر نقلاً عن جريدة (الحياة) بتصرف.