الرابطة الأهلية لنساء سورية
بعض الذين واللواتي لهم ولهن مشكلاتهم الفردية مع الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يقدمون أنفسهم حملة لما يسمونه مشروع تحرير المرأة، ويتقدمون بطروحاتهم المنفرة المثيرة لاشمئزاز الرأي العام في مجتمعاتنا، فيثبتون انطباعا غير إيجابي عن كل الناشطين والناشطات في ميدان الدفاع عن حقوق المرأة والمنتصرين لقضاياها التي تُعتبر الشريعة الإسلامية الأسبق في تاريخ حضارة الإنسان إلى إقرارها...
( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) تلك صورة من صور التحدي القرآني الخالد على مر العصور، وبناء عليها فليكن لكل فرد خياره الشخصي في ميدان الحرية المسئولة أمام حقيقة قرآنية أخرى ( إنّ إلينا إيابهم ثم إنّ علينا حسابهم..)؛ والذي نريد أن نحتج عليه في هذا المقام أن يربط البعض مشروع تحرير وتمكين وتكريم المرأة بمشروع كفرهم وفجورهم وعهرهم بما يطرحونه من أفكار شاذة أو بما يسخرون به من قيم الإسلام ومصطلحات القرآن، هؤلاء الذين يتكلمون بطريقة تدل على جهلهم وغرورهم من جهة وعلى متاجرتهم بآلام النساء في مجتمعاتنا حيث ستتحطم قرون كثيرة قبل أن تهتز الصخرة الشرعية الراسية التي صمدت في وجه الكثير من محاولات النيل منها...
نرفض وبشدة أن يرتبط مشروع الانتصار لمظلومية المرأة في شتى ميادينها بإيديلوجية فردية أو غريبة لا يخفى انحراف أصحابها عن عقائد مجتمعاتنا وقيمها الخيرة الكثيرة. ونضالنا لحمل عبء مشروع الإصلاح والتحرير والتمكين، ونضالنا للتصدي لأشكال العنف المادي والمعنوي الذي يمارس ضد المرأة، ونضالنا ضد جميع أشكال التمييز الإنساني أو المجتمعي أو الرسمي ضد المرأة، و نضالنا ضد الانتقاص من مكانة المرأة وحقوقها؛ لا يرتبط أبدا بما يصدر عن البعض من كفر وتجديف ودعوة إلى العهر الظاهر والخفي بل إن مقاومتنا لمشروع هؤلاء يتقدم في سلم أولوياتنا على مقاومة القيم السلبية الراكدة السائدة في حياة الناس...
وسواء من منطلق عقائدي إيماني صرف أو من منطلق مصلحي تكتيكي ينبغي أن نفصل بين هؤلاء المستهترين والمستهترات وبين مشروعنا للسلم الاجتماعي، ولحماية حقوق المرأة، وللتصدي لأشكال المظلومية الواقعة عليها..
وبنفس الطريقة ينبغي أن نفصل بين مشروعنا الإصلاحي الذي ينبغي أن يكون وطنيا أو ذاتيا حتى نخاعه وبين الأجندات الخارجية التي لها أولوياتها الخاصة والتي يمكن أن تكون ثانوية بالنسبة للنساء في عالمنا...
إزالة أمية المرأة أولوية مطلقة بالنسبة إلينا وهو مطلب شرعي ومدني في الوقت نفسه، ووقف جميع أشكال العنف ضد المرأة، العنف المادي والعنف المعنوي، والعنف اللفظي والعنف والحسي، هو مطلب شرعي ومدني، ولن يسعفنا شيء كما ستسعفنا نصوص الشريعة في استنكار تحقير المرأة أو الهجر لها بالقول، أو بالعدوان عليها جسديا.. التصدي لظاهرة إجبار النساء على الزواج ممن لا تريد أو ظاهرة عضل النساء ومنعهن من الزواج مطلب شرعي ومطلب مدني أيضا، التصدي لظاهرة حرمان المرأة من الميراث أو التمييز بين الأولاد والبنات مطلب شرعي ومطلب مدني...
الجهل وسوء الفهم تارة، واعتبار الواقع الاجتماعي بتخلفه التاريخي، ناطقا باسم الشريعة أخرى هو الذي يجعل البعض يقرأ موقف الشريعة على طريقته، ويتمادى الأمر بصاحبه إذا أبطن هوى من كفر أو فجور، وهذا الذي تفوح رائحته من البعض فتنفّر الكثير من أبناء مجتمعنا وبناته عن الحماسة للانخراط في مشروع الإصلاح والتقويم...
ناشطات نعم، ناشطات ننكر مظلومية النساء في واقعنا، وننتصر لقضايا المرأة المكرمة شقيقة الرجل بكل تأكيد ولكننا أيضا مسلمات عفيفات ندعو إلى الإيمان وإلى العفة، ونعتبرها تاج مشروع الإصلاح في كل الشروط والظروف. ولكي ننجح في مشروعنا على دربنا الطويل نقول لأصحاب وصاحبات العاهات النفسية أولئك، ارفعوا أيديكم وأيديكن عن مشروع الإصلاح والتمكين، وانزاحوا أبدا عن الطريق