الرابطة الأهلية لنساء سورية
عندما التقينا في إطار الرابطة الأهلية لنساء سورية كنا مدفوعات بدافعين الأول: خدمة السلم الاجتماعي من خلال تصحيح الواقع الاجتماعي في عالمنا العربي الذي يلتبس واقعه الاجتماعي البشري والتاريخي بالقداسة الدينية. بمعنى أن الغبن الواقع على المرأة يُكرس بطريقة أو بأخرى بنص شرعي يساء فهمه ويساء تفسيره وتوظيفه لخدمة استمرارية تاريخية، انقضت ظروفها، وغربت شموسها..
وكنا في الوقت نفسه منطلقات من واقع آخر يتركز في الدفاع عن (الأمومة) ذات الحق المثلث في الاعتراف بالفضل والتقرب بالبر في ميزان الشريعة، التي يراوغ من خلفها كثير من الرجال لغمط مكانة المرأة، وحقها، ودورها. ورأينا في العنوان (أمهات بلا حدود) أن جزءً من واجبنا أن ندافع عن مقام الأمومة المستهدف من قبل ساسة رأسماليين معولمين، اتخذوا من هيئة الأمم المتحدة مطية سياسية واقتصادية واجتماعية لتحقيق مآربهم كما نلمسها واضحة في مقررات هذه المنظمة في مؤسساتها وهيئاتها المختلفة وعلى رأسها مجلس الأمن، الذي يسيطر عليه الفيتو الأمريكي، وسائر المنظمات والهيئات الأخرى الأكثر براعة في تزوير إرادة الشعوب.
فوجئنا بعد انخراطنا في العمل الميداني بوجود مجموعات من أصحاب وصاحبات (الحوانيتت) الأمريكية العاملة تحت مسميات مختلفة وفي شتى الأقطار العربية، يحملن الأجندة الأممية أو الرأسمالية الأمريكية تحت مسميات _ المجتمع المدني وحقوق الإنسان، والمؤتمرات الدولية، والسيداو ـ بلا تحرج ولا تمييز!!
ويشارك أصحاب (الحوانيت) هؤلاء ممن كان يطلق عليهم من قبل: لقب الطابور الخامس. في تشويه صورة مجتمعاتنا. وفي شن هجوم لئيم على الآباء والأشقاء والأزواج في عالمنا العربي والإسلامي، بطريقة تجعل الواحدة منا تتساءل وهي تتلفت حولها: عن أي مجتمع تتحدث ويتحدث هؤلاء، وهل حقاً أنها تربت وكبرت في أحضان أسرة هي أقرب إلى أوكار الجريمة، وبؤر العنف والقسوة والتحرش لجنسي من قبل الأب والأخ الكبير بالبنت والأخ الصغيرين على السواء؟! عن أي مجتمع يتحدث وتتحدث هؤلاء المستهترات مقابل ما يحصلن عليه من ثمن بخس، يقذفن مقابله آباءهم وأشقاءهم وعامة أبناء مجتمعهم، وتاريخ أمتهم وحاضرها، وعقائدها وأنماط سلوكها..؟! وهل يجوز منهجيا أن يعممن البؤر الأسرية التي تخرجن منها، والممارسات التي وقعت عليهن من قبل آبائهن وأشقائهن_ إن كن صادقات_ على جميع بنات المجتمع السوري اللواتي يؤكدن بلسان جمعي أنهن تربين على الطهر والعفاف، وفي أسر تظللها المودة والرحمة، وأنهن لقين من الإكرام ما لم تلقه امرأة في شرق العالم ولا في غربه على السواء...
تدعم المستخدَمات هؤلاء والجهات المستخدِمة لهن الهجمة الرأسمالية العالمية لتفكيك مجتمعاتنا تمهيداً لابتلاعها أو تذويبها في سياق المشروع (الصهيو ـ أمريكي)..
عشرات الجرائم المحدودة ـ المدانة شرعا وعقلا ـ تحت عنوان جريمة الشرف، تُقرع لها الطبول، حتى يظن المرء أن كل أخ في عالمنا يحمل سكيناً يقطر دماً يقف فوق رأس أخته، وأنه لا تكاد تنجو بنت في عالمنا من سكين الجزار.بينما يُغض الطرف عن الجرائم التي تقع على النساء في ظل شريعة (السيداو) بالثواني: اغتصاب وتحرش وقتل وسلب وضرب حتى تتكسر العظام وتحدث العاهات..
حالات محدودة للعنف الأسري كلها مرفوضة ومدانة ومستنكرة تحولها المستخدَمات في المشروع (الصهيو ـ أمريكي) هؤلاء إلى أنها الأصل في العلاقة بين الأب وبنيه أو الزوج وزوجه في مجتمعاتنا، التي لا تعرف من عنف الآخرين واحدا بالمائة مما يقع على المرأة التي يدعوننا للسير على طريقتها لا من حيث الكم ولا من حيث الكيف..
منذ أيام كانت السيدة الأولى أسماء الأسد موفقة كل التوفيق عندما سئلت، من الصحافة الغربيات عن زواج الصغيرات في مجتمعاتنا، وهي حالات محدودة لها ظروفها الشخصية وتتآكل بسبب عوامل كثيرة، فأجابت بثقة العالم ببواطن الحياة الغربية: وماذا عن الأمهات المتوحدات (العازبات) في الغرب؟!
ومنذ يومين كانت نائب رئيس الجمهورية السيدة العطار تقول: إن للمرأة مشكلاتها في الغرب كما لها مشكلاتها في الشرق. هذه مواقف تنم على إدراك مبصر للواقع، وليست على مذهب المتراكضات إلى جحر الضب...
كنا نظن أن النساء السوريات الناشطات سيتعاونّ جميعاً على إصلاح الواقع الاجتماعي بهذا التمييز المبصر، وليس بالتقليد الأرعن لكل ما يفعله الأعداء، والاستحسان المطلق لكل مقرراتهم ولو كانت تقسيم فلسطين، وهدم الأقصى، وتدمير الأسرة، وتجميل الشذوذ، وإباحة الزنا، والدعوة إلى تكثير اللقطاء...
يسوءنا أننا أمام فريق من نساء وطننا يصررن تحت عناوين مخيبة للآمال على استيراد مشكلات الآخرين، ومفاهيم الآخرين، وبلاوي المجتمعات المنهارة والدعوة إليها والتنديد بمن يتصدى لها..
التصدي لهؤلاء المجندين والمجندات مهمة جديدة إضافية نأخذها على عاتقنا، لقد أصبح من الضروري أن نقاوم العاملات على الأجندة : (الصهيو – أمريكية )هؤلاء. وأن نفضح المخطط والبرنامج والدور والأشخاص..
إحداهن أرادت منذ أيام أن توظف السياسة في خدمة المشروع إياه الذي تعمل عليه؛ فكتبت تتساءل مستنكرة بلغة ( ديك تشيني نفسه) من يحمي قيم الشرف وبناء الأسرة، ومكانة الأمومة في سورية (العلمانية التقدمية..)؟!!! ونسيت السيدة المحترمة، أن سورية دولة عربية، وأن حزب البعث هو حزب عربي أيضاً، وأن (الشرف) بكل مفاهيمه وتجلياته هو السطر الأول في سفر الرسالة الخالدة.