طبيبة أسنان من السعودية, تعشق مهنتها وتعمل فى مستشفى القوات المسلحة بالرياض.
بالإضافة لعملها فى طب الأسنان, معالى إعلامية متميزة قدمت برنامج “حوار ملون” على قناة الرسالة الذى طرح وناقش عدد من القضايا الأسرية الجديدة التى فرضتها مستجدات العصر, كما شاركت فى برنامج حوارى على قناة الأوربت.
تمتلك معالى قلماً متميزاً وتكتب بمجلة حياتنا بالسعودية بالإضافة للكتابة فى عدد من مواقع شبكة المعلومات.
معالى تعطى عدد من المحاضرات فى مجالات التوعية والنهضة لطلبة الجامعات, كما تحلم بتحقيق إنجازات كبيرة فى مجال الإعلام ولكن العمل لتحقيق هذه الأحلام لا يطغى على عملها كطبيبة أسنان ويثبت ذلك نجاحها فى عملها واهتمامها بتحضير الدراسات العليا حيث بدأت فى رسالة الدكتوراة هذا العام .
تعتبر معالى أن دعم وتشجيع أسرتها هو السبب وراء أى شئ إيجابى يحدث فى حياتها, وتقول معالى عن أسرتها:
أسرتى هي مأمني ومسكني, هي الدافع لي لتحقيق كل النجاحات. في أحايين كثيرة أفكر كيف سأتمكن من تربية أبنائي على ذات الطريقة بما يناسب ظروف العصر حينها لأضمن لهم ما نلته من تربية والدي..
1- متى تعتبرى نفسك حققتى نجاح؟
أعتبر نفسي حققت النجاح حين يتحقق شرطان في العمل الذي قمت به، أولهما أن يأتي بعد تخطيط واجتهاد من ناحيتى, وثانيا أن يكون نتيجة تحقيقه دفعة حقيقية لي في طريق التطور والإبداع الذي أسعى لبلوغ أوجه بإذن الله.
2- كيف تصفى نفسك فى جملة واحدة؟
مهما فكرت فيما لدي من إمكانيات أومهارات مما اكتسبته أوحصلت عليه خلال خبراتي وتجاربي الحياتية لا أملك أن أرى نفسي وأصفها إلا بعبارة قالها سيدنا بلال رضي الله عنه : أنا لست سوى ما أعطاني ربي. هذه هي نفسي التي أراها وأسجد لله شكرا على عطاياه التي أكرمني هوتعالى بها.
3- من هومثلك الأعلى؟ لماذا؟
النبى المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. هوإمامنا ومعلمنا الأول ولن نجد في كل عظماء التاريخ من يسهل اتباع سنة تعاملاته ومعاملاته إلا نبينا العدنان، ولن نجد في كبار الأمة من لا يكون في اتباعه إلا بلوغ شاطئ الأمان والسلامة مع النفس ومع الناس إلا نبينا الشريف عليه أفضل الصلاة والسلام..
في ذات الوقت .. ولأن المثل الأعلى يعني الاقتداء أومحاولة بلوغ قيمة أومرتبة معينة ..فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننظر إلى محاسن الناس ونحتذي بهم كَمُثُل رغم أنه هوصلى الله عليه وسلم المثل الأعلى .. فهوعليه الصلاة والسلام يمدح في أحد الصحابة كرمه .. وفي الآخر عفته .. ويدلنا على أناس من أهل الجنة تحفيزا لنا للاقتداء بعملهم.. لذلك وفي مواقف كثيرة حين أجد نفسي بها أتذكر بعض عظماء الأمة وكبار أهلها. أحاول حينها أن أحذوحذوهم فيما يعينني على إنماء شخصيتي وحل المواقف التي أواجهها بأنجع السبل عبر الاحتذاء بصفاتهم.
لكن بقي أمر مهم بالنسبة لي ولا بد وأن أذكره – حتى لوكنت قد أطلت في الإجابة عن هذا السؤال – لكن كلمة - مثل أعلى - تهز بداخلي شعورا عميقا أصيلا لا يمكن لي أن أتجاهله ولا أن أكبح أناملي عن الاستفاضة فيه.. لأن أبي وأمي - الله ورعاهما لي هما - عيناي التي أرى بهما معالم طريق نجاحي في الحياة.. وأنت لا تستطيع أن ترى عيناك.. وكذلك أنا لا أستطيع أن أبلغ مقامهما وأصل لكمالهما , والكمال لله وحده ..
قد يدعي البعض أن في ذلك منافقة بريئة يدعيها الإنسان ليكمل صياغة جواب السؤال.. ولكن ماذا تقول فيمن لا يُقدم على عمل جلل في حياته إلا بعد أخذ مشورتهما.. وماذا تقول فيمن لا تأتي جوارحه بردة فعل إلا بعد أن يكون العقل قد أمعن في اختيار القرار المناسب لإرضائهما.. وماذا تقول فيمن ينسب كل نجاحاته وأعماله إلى فضل تربيتهما وتوجيههما وتعليمهما..
ألا يبرأني كل ذلك من تهمة المنافقة البريئة تلك ويجعل من جوابي امتنانا وعرفانا بجميلهما ؟
4- أهم موقف فى حياتك كلها؟
ليس هناك موقف بحد ذاته يعتبر الأهم .. فكثير هي المواقف المهمة بحياة كل منا .. لكن بالتأكيد المواقف تختلف في مدى أهميتها وخصوصا تلك المشتركة بيننا .. ولعل أقربها حدوثا معي هي يوم أن طُلب مني اتخاذ قرار الموافقة من عدمها حين تقدم زوجي لي.. لعل الموقف يبدوعاديا لتكراره بين الناس .. فمن منا لم يتخذ قرارا كهذا بشأن من سيكون شريكا لحياته.. ولكن أهمية هذا الموقف لم تعُد تأخذ قدرها الكبير الذي تستحقه، من أجل ذلك تزايدت حالات الطلاق بشكل مريع في كل بلادنا العربية ومن وجهة نظري أن السبب يرجع – في معظم الحالات - إلى عدم إعطاء هذا لموقف أهميته المفترضة التي يستحقها..
لا أنساها أبدا .. تلك اللحظة التي طلبت فيها خالتي رأىى بعد مقابلة لم تزد عن نصف ساعة مع أحمد يوم أن جاء طالبا ليدي من والدي.. هي كلمة واحدة مني ستحدد موازين ومعادلات حياتي بأكملها بل حياة عائلتين بأكملهما..
حينها..جرى شريط سريع من الذكريات القريبة التي مرت خلال الأيام الماضية.. أذكر يوم أن أستدعاني والديّ ليخبراني بشأن تقدم هذه العائلة الكريمة لي.. نظرت لوالدي في صمت .. هويعلم ما أريد أن أقوله وعن ماذا أسأل.. طمأنني أنه فعل ما يمليه عليه وجدانه كأب .. لم يعتمد على معرفته بنسب العائلة الطيب والتي تربطنا بهم أواصر الصداقة والعشرة منذ سنين طويلة .. فوالدي يعلم جيدا أن كثيرا من الشباب باتوا طفرة في أفرع عوائلهم الكريمة بسبب سلوكياتهم المنفرة.. لذلك أخبرني أنه قد استبشر خيرا عن كل ما سمعه من المحيطين بـأحمد, سواء على نطاق عمله أوأصدقائه .. أدائه لفرائضه وبره بوالديه من المسلمات لديه.. استقامته وحسن ما يُروى عنه يشهد بهما الجميع .. مؤهلاته التعليمية ممتازة ومعادلة لمؤهلاتي وتخصصي.. هومدرك لطبيعة مهنتي ومقدر لنشطاتي الإعلامية.. فضلا عن موازاة وضع العائلتين اجتماعيا وفكريا ..كلها أمور كان لابد من بحثها بداية والتثبت منها لننتقل بعد ذلك للخطوة الحاسمة..
وفعلا تحققت.. فقد قابل والدي الذي انشرح صدره له وشعر بأنه الشخص الأمثل ليوليه مسئولية أعظم أمانة يمتلكها من خلال ما تداولاه معا من حديث مطول... وبذلك أذن له بمقابلتي.. لم يكن أمرا سهلا على الإطلاق.. استحضرت نيتي في الزواج .. وحددت ما أريد أن أوضحه له من مجمل حياتي لتكون الأمور محددة ومُتفق على معالمها بداية .. كما حددت ما أريد أن أستفهمه أنا منه عن حياته ورأيه عن معنى الزواج..
من جديد .. ربما يُعد الأمر مكررا وقد يعتقد البعض أن الإجابة محفوظة في قالب فلسفي يتشدق به كل من يقبل على الزواج.. في الحقيقة الأمر ليس كذلك .. فحين تواجه الموقف لن تستطيع التفوه إلا بما تؤمن به من أعماق نفسك.. حتى صوت صدى النفس إن كانت فارغة من أي رأي أومعتقدات فيما يخص معنى الحياة الزوجية يظهر جليا .. من أجل ذلك قررت أن أكون صريحة فيما أريد قوله .. على أن أكون محددة أيضا فيما أريد سماعه منه.. الأمر ليس مجرد استعراض لشكل كل منا على الآخر.. بالتأكيد لابد من أن أثق بارتياحي لشخصه وشكله ولكن الأمر لا ينتهي عند ذلك ..
بادرني أحمد بالحديث وطلب مني أن يبدأ بتعريف نفسه لي .. استعرض كلا منا شخصيته للآخر بإيجاز .. وتحدصنا عن طبيعة عملنا .. حدثته عن مجددون وعمل يعكسه اشتراكي فيه من رغبة في إحياء قيم النهضة عبر شباب العالم العربي...وعن تطلعي لترك بصمة قد تفيد من هم حولي في عمل ما يخدم الوطن ومبادئ الخير والسلام في أمتنا ..
أحمد بدوره كان واضحا وصريحا .. أبدى إعجابه بكامل نشاطاتي وعملي غير أنه سألني عن قدرتي في الموازنة بين دراستي للتخصص والتي ستمتد بدءا من هذا العام لخمس سنوات قادمة ومابين اعتنائي بمهام الحياة الزوجية .. أجبته مؤكدة أن أصول تربيتي وثقافتي التي استقيتها من أهلي قد حددت لي أولويات حياتي فأنا أدرك مدى قدسية ما سأقبل عليه وبالتأكيد سيكون له الأولوية المسبقة مما سيجعلني أبذل جهدا مضاعفا تجاه أسرتي، بالإضافة لذلك من الخير أن أبدأ بالدراسة في هذه السنوات الخمس لأتمكن بعدها من التفرغ التام للأطفال مع بدء دخولهم المدرسة..
أخبرني أن رأيه في نجاح أي حياة زوجية هوتوفر عاملي التقدير والاحترام بين الزوجين في كامل تعاملاتهما..
اتفقنا أن الحياة بها ما يكفي من المنغصات التي لا يملك الإنسان حيلة لإبعادها ،من أجل ذلك على كل منا أن يستغل أوقات السلام دون محاولة تعكيرها بالتافه من الأمور الحياتية وأن دور كل منا هوتوفير فرص السعادة التي يملكها كلا منا لأسرته وبيته.
طريقة حديثه .. حركات يديه .. هدوء نظراته .. رزانة شخصيته .. تبسط تعابير وجهه .. كلها أمور حرصت على التثبت منها..
سألني أخيرا عما أتطلع وأرغب في أن ألاقي من زوج المستقبل وعما يرغب هوأن يجد في زوجة المستقبل .. وافق قوله تطلعاتي وكذلك فعل قولي في نفسه .. أنهيت الموقف بإماءة واحدة من رأسي جوابا على سؤال خالتي وانطلقت بعدها زغرودة أمي إيذانا بنهاية الموقف وبداية لحياة جديدة..
5- كيف تتعاملين مع التحديات الشخصية وفى مجال العمل؟
أولا لدي قدرة لا بأس بها ولله الحمد في التحكم بأعصابي وعواطفي لأتمكن من مواجه المواقف وتقييمها بما يناسب حجمها.
ثانيا: قبل أي تفكير في مواجهة التحديات أعلم تماما أنه لا حول لي ولا قوة إلا بعون الله ومدده فأطلب إجارته وهدايته في كل يوم ومع كل دعاء.
ثالثا: أحاول فورا إيجاد حل عملي وسريع لحل التحديات في ذات وقت حلولها لأني أسعى دوما أن يكون ذهني خاليا من المشاكل والأحداث لأتمكن من تحقيق نجحاتي وأهدافي. اعتمد كثيرا على المصارحة ولغة الحوار، اعتمد أكثر على تفهم نفسيات من حولي وإيجاد الأعذار لهم والتعامل بما يناسب شخصياتهم، تعلمت حديثا أن بعض التحديات لا حلّ لها إلا بمرور الوقت والأيام وهذا يستلزم تقوية صفتي الصبر والحلم التي يحتاج الإنسان للإرتكاز عليهما حتى إذا ما بلغ تمام مرحلة النضج والحكمة بات أكثر ثباتا وقدرة على حل التحديات والمواقف.
6- ما أهم الصفات المطلوبة للنجاح فى الحياة فى رأيك؟
الاستعانة بالله أولا ورضى الوالدين ثانيا.. من جديد هي ليست مجرد إجابة معتادة اعتمدها لسد الفراغ الخاص بجواب هذا السؤال .. لأني أرى أن أي نجاح يخلومن تمام الإستعانة بالله هونجاح ناقص.. وحتى إن كان كاملا فهوغير دائم .. وحتى إن كان دائم فهونجاح لا يستحق أن يشعر الإنسان بتمام السعادة تجاهه لأن البركة قد نُزعت منه.. وكم من أُناس نراهم قد حققوا الكثير من النجاحات ولكنهم مفتقدين لنشوة فرحة تحقيقها.. ذلك لأنهم لم يعيشوا شعور الإستعانة بالصمد ونيل المدد منه تعالى..
عن الوالدين .. لاقيت كثيرا من الأُناس الناجحين منهم من كان يملك العديد من المقومات التي تؤهله لبلوغ مقامه ومنهم من كان من ذوي الخبرات العادية والإمكانيات المحدودة..وحين كنت أسأل عن أسباب نجاحهم .. كنت دوما أسمع من حولهم يردد: فلان يستحق لأنه رضيُّ والدين .. ولا عجب أن ينال فتح الله كل من سعى لبر والديه وإرضائهما.
ثالثا: إمتلاك أسس التعامل الإنساني .. في اعتقادي هي نقطة مقدمة على نيل الشهادات والدراسات المؤهلة للنجاح .. الأخيرة بالتأكيد مهمة جدا ولكن يسبقها أن تعرف كيف تطوع مالديك من علم ومهارات بطريقة تمكنك من التعامل مع الغير من حولك لأن الحياة في أساسها هي تعاملك مع هؤلاء الغير..
يجب أن نتعلم كيف نتحدث ونتعامل وبماذا وفي أي وقت وأن نضبط عواطفنا وانفعالاتنا بأن نتملكها لا أن تتملكنا ..
الكلمة الطيبة ينطق بها اللسان والكلمة السيئة ينطق أيضا بها اللسان فلماذا نقدم الثانية إن كان في إمكاننا اعتماد الأولى للتخاطب مع من حولنا.
أن يسّخر الإنسان كافة جوارحه : نظرات عينيه، تعبيرات شفتيه ، حركات يديه، استماع أذنيه, ليعطي قدرا كافيا من الاحترام والتقدير مع من حوله ليأخذ بعد ذلك أفضل وأرقى أساليب تعامل الناس معه التي تمكنه من النجاح فيما يريد تحقيقه.
رابعا: امتلاك المهارات وتحديد الأهداف والتخطيط المسبق والعزم الثابت.. هي المحاور الأربع والأساسية لتحقيق النجاح المنشود.
7- ما الأكثر أهمية, النجاح فى الجامعة والتفوق فيها أم تحقيق النجاح فى الحياة العملية؟ وهل هناك تعارض بين الاثنين؟
بالتأكيد لا تعارض.. وإن كان المستهدف النهائي هو تحقيق النجاح العملي بالحياة.. في ذات الوقت النجاح الجامعي يعتبر مؤهلا ممتازا لبلوغ ذلك .. ولكن هذا لا يعني أن الإنسان إن لم يكن متفوقا في جامعته فلن يتفوق في حياته العملية .. ثم إن الدراسة لا تنتهي عند حدود أبواب الجامعة .. اعرف ماذا تريد واكسب شهادات الدورات التي تحتاجها وستحقق النجاح الذي تصبو اليه.
8- كيف ترين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
على المستوى العملي: أرى نفسي وقد أصبحت استشارية في مجال التقويم لطب الأسنان.
على المستوى الشخصي: زوجة وأم لطفلين.
على المستوى العام: أوجدت لنفسي اسما ومكانا عبر ما تخطه يداي من فكر ورأي اكتسبتهما عبر خبرات الحياة التي مررت بها.
9- ما الذى تستفيديه من خلال المشاركة فى الموسم الأول من مجددون؟
بالتأكيد خوض أول تجربة يصاحبها نكهة وقيمة خاصة.. كل المشاكل والصعاب التي ترافق اول تجربة انت من تتلقاها وعليك أن تجتازها.. ذلك يعني أني اكتسبت تجربة عظيمة في مواجة العديد من الصعاب التي لاقت بداية اشتراكي والتي تمتد حتى آخر يوم لمشاركتي .
بداية من إقناع الأهل وجهة العمل أوالدراسة بالاشتراك في برنامج يحمل قيمة إنسانية ويستلزم الغياب لعدة مرات متباعدة خارج الوطن ولعدة أيام .. كل ذلك أعطاني خبرة عظيمة في مجال التحاور والإقناع.. فضلا عن أن ظروف البرنامج وما يتبعه من تغيير دائم في المواعيد يزيد من صعوبة المهمة.. أذكر في إحدى المرات أني كدت أن أيأس من إقناع مسئولي بأن موعد البرنامج قد تغير .. جلست في عيادتي وأغلقت بابها ..أمسكت بورقة وكتبت بها النقاط التالية:
واجهت صعابا كثيرة تمكنت فيها من تحقيق النجاح بحول الله وغيرها لم أنجح في تحقيقها .. كل ذلك يعني ان حظوظي في تحقيق النجاح هذه المرة أفضل لأن خبرتي أكبر من أي وقت مضى..
إن لم أتمكن من إقناع المسئولين فأنا أساسا لا أستحق المشاركة في هذا البرنامج وبالتأكيد هناك من هم أولى مني وأجدر.
لطالما استعنت بالله ولم أضيع .. فمم أخشى الآن؟
وبفضل الله تمكنت من إقناعهم وها أنا بين فريق مجددون اليوم. أشعر بعد كل ذلك أن مرحلة من النضج أضيفت إلى فكري وشخصيتي وبات عقلي أكبر قدرة على تلقي تحديات الحياة لتحليلها والعمل على حلها.
ثانيا: معنى التعامل الجماعي كفريق عمل.. للأسف لم نتلقى مهارات هذا التعامل لا في المدرسة ولا في الجامعة رغم أنه يشكل البؤرة الرئيسة في نجاح الإنسان في مهامه في هذا الزمان .. لم تعد فكرة العصامية هي الرائجة بقدر ما يُعتبر العمل المؤسسي الجماعي هوالأقوى والأبرز..
الأمر ليس سهلا أبدا .. فلكي توحد سبعة عقول من حولك وتربطها بحبل الأخوة والتآلف ثم تجعلها جميعا في مقام عقلك الذي لم تكن توجد مساحة بداخلك إلا له .. بالتأكيد هو أمر شاق.. توقع أن يكون أحد العقول أقل طواعية من أن يُصهر لصنع الفكرة المطلوبة.. توقع أن يكون حبل الأخوة أقصر أوأضعف من أن يربط بين العقول والقلوب بحزم ورفق في ذا الوقت .. توقع أنك لن تنجح في زحزحة عقلك من مكانه واضعا بقية العقول في ذات الكفة بغية الإنصاف والمحايدة لأن عقلك قد تحجر ولم يعد لديك سلطة عليه في أحايين كثيرة.
ثالثا: بُعد الفكرة والرأي.. أي موقف أوفكرة تواجهها بالتأكيد لها أبعاد لن تتمكن وحدك من رؤيتها .. الأمر يشبه مكعب ضخم وأنت لا تواجه سوى السطح الذي أمامك .. ولكن حين تشكل فريق يقف كل منهم على سطحه وتستمع إلى ما يُرونَه لك من خلال ما يرَونه .. بالتأكيد سيكسبك ذلك بعدا أعمق وأغنى فقد بات لك ثمانية عقول- هم عدد أفراد الفرق- بدلا من عقل واحد.
10- كيف تقضين وقت فراغك؟
على قلتها .. غير أني أحاول جاهدة أن أكون برفقة والديّ فمشاغل العمل ومهمات النجاح تعيقني كثيرا عن الاستمتاع بودهما ومصاحبتهما.
الأمر التالي الذي أقوم به حقيقة دوما .. في اوقات الفراغ أوما يتخلل أوقات العمل هوالقراءة ثم القراءة ثم القراءة..
أخيرا .. أحاول استرجاع حبال الود مع أصدقاء وأقرباء قصرت في حقهم كثيرا بسبب انشغالي الدائم .. فأغتنم دقائق من أوقاتي لأتصل بهم وأسأل عن حالهم وبالتأكيد أعتذر عن تقصيري بحقهم.
11- ما هى كتبك المفضلة؟
الكتب التاريخية.. الكتب الفكرية.. الرواية.
12- هل هناك برامج/ أفلام/ مسلسلات تحبين مشاهدتها؟
أحب مشاهدة ما قد يُثرى فكري ويطلعني على رموز فكرية جديدة.. غالبا أشاهد ذلك في البرامج الحوارية.. اهتم بمشاهدة برامج علماء الأمة ومعلميها..أحرص يوميا على متابعة الأخبار.. نادر ما أشاهد ما يستجد من أفلام ومسلسلات.. يهمني متابعة ما قد يؤثر على الفكر العام عبر الاستماع لتعليق الناس من حولي.. أميل لمشاهدة القديم منها لانها تحمل قيم إنسانية نادرا ما تُعرض في أفلام اليوم.
13- هل تواجهين كفتاة تحديات أكثر من تلك التى يواجهها الرجال لتحقيق النجاح فى المجتمع؟
مهما ادعينا أنه لا فرق بين الرجل والمراة يظل الفرق قائم لأنها امرأة وهو رجل في نهاية الأمر شئنا أم أبينا.. الفروقات لا تعني الأفضلية .. فكل قد فضل الله بعضه على بعض.. هناك أمور يسهل على الرجال مواجهتها وغيرها يسهل علينا مواجهتها..
عن التحديات التي نواجهها نحن الفتيات .. كما ذكرت سابقا.. تنقل الفتاة خارج بلدها بالتأكيد أمر يستدعي تفهم واقتناع من حولها اعتمادا على ثقة حامل اسم البرنامج أ.عمرو خالد وهو أهل لها.
التحدي الثاني هو حال تنفيذ المهمات.. يسهل على فريق الشباب الاستمرار خارج مكان الإقامة حتى وقت متأخر في حين الأمر مقيد بالنسبة لنا حرصا من إدارة البرنامج علينا رغم وجود المرافقة دائما معنا.. لكننا نحاول تعويض هذا الفرق بسرعة التحرك والعمل.
14- هل تعتقدين أنه يمكنك تحقيق النجاح فى الحياة طوال الوقت؟ حتى بعد الزواج وإنجاب الأبناء؟ كيف؟
بالتأكيد.. لا أقصد النجاح في المهام العملية والعامة .. نجاحي في بيتي بالتأكيد هو أعظم وأصعب نجاح علي تحقيقه فلم نعتقد أن الزواج والإنجاب هي نقطة إنهاء النجاحات .. هي في وجهة نظري بداية لنجاح أهم واكبر.. بذلك ترى أن المسلمة حياتها سلسلة من المهام الشيقة والقيمة والتي عليها أن تجتازها جميعا بنجاح.. في المقابل أذكر منذ حوالي ست سنوات قابلت د. طارق السويدان لأول مرة وعبرت له عن تخوفي من فقدان لذة تحقيق النجاح في بقية مشاريعي لإن تزوجت وأنجبت .. لن أنسى رده حين قال لي: أساسا الأمر الطبيعي أن المرأة تتزوج وتنجب وتربي ويكن لها مساهماتها العملية في الحياة من خلال تخصص دراستها ..
من كل ذلك أوجدت لنفسي أولويات نجاحية إن أردنا تسميتها ذلك :
1- في بداية سنين الحياة لابد من إكمال الدراسة والمشاركة في النشاطات الإجتماعية لصقل الشخصية وإكتشاف قدراتها.
2- الإبداع في مجال العمل والتخصص ولا بد من وجود نشاطات حياتية مرافقة فيما يحب الإنسان مزاولته .. المهندس قد يكون لديه معرض رسومات.. الطبيبة قد يكون لها مؤلفاتها وكتباتها ..
3- البيت بكامل مسئولياته وتربية الأبناء هي الرسالة الأهم والتي يجب أن تتضافر كل الإنجازات السابقة من أجل تحقيق أفضل الإنجازات.
حين تتمحور مهمة المراة على نفسها .. يمكنها أن تصنع فردا ناجحا من ذاتها له بالتأكيد تأثير وانعكاسات رائعة على المجتمع.. ولكن حين تكون أما فإنها ستصنع أفرادا ناجحين هم هي وزوجها وأبناؤها ... فتخيل كم وكيف سيكون انعكاس ذلك على المجتمع.
15- كيف يواجه الشباب العربى الإحباط؟
بالتفاؤل والأمل.
16- هل تؤمنين بمفهوم النهضة؟ وماذا تعنى كلمة نهضة؟
الأمر ليس اختيارياً .. بالتأكيد لابد من وجود نهضة في مكان ما بالعالم .. هذا هو مفهوم تابع لإعمار الأرض التي جُبل الإنسان عليها ليخدم نفسه .. سواء أكان كافرا أو مؤمنا .. النهضة اليوم لديهم. ونريد استعادتها..
النهضة تعني الوعي .. الوعي الديني الممتزج بإدراك دورنا الحقيقي في هذه الدنيا ..العلم هو ما سننهض به.. لذلك كانت اقرأ.. العمل الدؤوب هو طبعنا وزهدنا بتفاهات الدنيا وشوائبها هو ما يميزنا .. من أجل ذلك كان علينا أن نعيش في دنيانا كأننا سنعيش أبدا ونموت غدا .. النهضة عندي أن نبلغ أوج القوة العلمية والعملية لنعطي ونخدم كل العالم من غيرنا فنعود رمز النور والخير للبشرية..
موقع مجددون