هيا معاً.. لنكتب أهدافنا.. لنستذكر الإنجازات التي قمنا بها.. شعور بالسعادة يغمرنا حين ننجح في أمر ما أو نحقق هدف وضعناه..

هل منا من عاش هذا الشعور وخالطته سعادة تحقيق الحلم.. آمل أن تكون الإجابة عند الكثيرين منّا نعم عشنا ونعيش هذه السعادة..

صباح اليوم كان لـ  ركاز فعالية نسائية أقامتها  في جامعة الملك سعود تحت شعار"فاز من حياته إنجاز " حضرتها مجموعة من الفتيات الشابات منهن من حقق إنجازات عدة ومنهن من جئن ليبدأن من الآن في تحقيق الإنجاز

اللقاء الأول كان مع الأستاذة ريم الباني "محاضرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" والتي تحدثت  عن أهمية الإنجاز.. مشيرة إلى أن كل مسلم ومسلمة يؤدي فرائض الله عز وجل فقد وصل إلى مرحلة عالية من الإنجاز وأن الطريق الأمثل للانجاز هو العمل في عمر الشباب مستشهدة بمقولة حفصة بنت سرين رحمها الله:

(يا معشر الشباب اعملوا فإني رأيتُ العمل في الشباب هو القوة، فالشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله)..

وبينت "الباني" أن الإنجاز لا يقف عند عمر محدد أو مستوى معين، وإنما الإنجاز هو ما يستطيع الإنسان أن يتقنه وينفع به أمته، وأعظم إنجاز هو الإنجاز الذي يقربك من مرضاة الله تعالى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين)  البخاري ومسلم

وتبين "الباني" أن الشباب هذا الجزاء .. لأن لدى الشاب القوة والرغبة الشيء الكثير لا يمنعه مرض ولا عجز ولكن الذي يمنعه هو خوفه من الله .

ووجهت "الباني" دعوتها إلى الفتيات الحاضرات قائلة: الأمة تنتظر أمثالك وتنتظر إنجازك وتنتظر أن تكوني في مصاف الناجحين، ولو أن كل واحدة منّا قدمت طاقتها في نفع أمتها لتجدين في الأمة كثير من الناجحين والناجحات، لكن المشكلة أننا ننظر لأنفسنا نظرة نقص ونظرة دونية وماذا يمكن أن نقدم لهذه الأمة.

وساقت "الباني" خلال حديثها نماذج رائعة لفتيات منجزات يستحققن أن يكن قدوة تقول: استوقفتني سيرة مضاوي الغيث وهي فتاة أصيبت بالإعاقة منذ الصغر، والإعاقة بدأت تدريجياً حتى انتهت إلى أنها لا تستطيع أن تحرك أي جزء من جسمها إلا إصبع الإبهام.. ماذا يمكن أن تقدم مضاوي للأمة؟.. مضاوي حصلت على أرقام مجموعة من الداعيات ثم قامت بمراسلتهن فأرسلت رسالة تطلب المساعدة في إعانتها على خدمة الإسلام.. وقالت أريد أن أخدم الإسلام بأي طريقة.. ولا أريد أن أكون عالة على الإسلام.

والشيء الوحيد الذي تتمناه مضاوي أن تذهب إلى دورة المياه لتتوضأ وتصلي دون أن تزعج أحد خاصة في قيام الليل حيث تقول: أنظر فإن رأيت أمي نائمة صمت فأنا أتعبها طيلة النهار وأبقى على تسبيحي واستغفاري فإن اقترب وقت الفجر علا صوتي بالتسبيح فإن تنبهت أمي عرفت ما أريد.. فوضأتني لأصلي.

مثال آخر تسوقه الباني تقول: من النماذج الرائعة حصة حمّاد التي أصيبت بحادث مروري سبب لها إعاقة شديدة وحروق قضت على شيء من أطرافها.. فلا يتحرك منها إلا رقبتها، وعندما تم سؤالها عن حياتها وكيف تقضي وقتها قالت: أني لا أجد وقت للنوم أكثر من أربع ساعات في اليوم، حيث أني أقوم بتفريغ أشرطة الدعاة وإعطائها لبعض المواقع لنشرها مكتوبة، كما أقوم بعمل برنامج لأطفال أسرتنا، وعن النصيحة التي توجهها للفتيات تقول حصة: يا بنات استغلوا زمن الشباب فإنه إن ذهب لا يعود، واستغلوا الصحة فإنها إن ذهبت لا تعود..

وتابعت "الباني حديثها عن النماذج المبدعة الموجودة في مجتمعنا تقول: منيرة طالبة دراسات عليا قسم الشريعة حملت هم الدعوة إلى الله منذ كان عمرها 15 عاماً ورغم أنها معاقة ولم تستطع قدماها أن تحملها، وكانت هي السبب في انطلاق نواة مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في حيها وبدأت من دار "نهر العلم" وعمر الدار الآن عشر سنوات وفيها مئات الدارسات.

كما ذكرت " الباني" قصة مجموعة من الفتيات  اللواتي بدأن في حفظ القرآن وهن في مرحلة الثانوي وكيف استطعن حفظ كتاب الله وحققن بذات الوقت درجات عالية في الدراسة، والأغرب أن الوقت الذي خصصنه للحفظ هو الوقت الصباحي من الساعة السابعة إلا ربع إلى الساعة السابعة ووقت الفسحة الصباحية ..هؤلاء الفتيات عندما كرمتهن المدرسة تبرعن بمكافآتهن لبناء مسجد فكانت المفاجأة أن وصلت التبرعات إلى 150 ألف ريال.. وهكذا بني المسجد بأسماء هؤلاء الفتيات.

وأشارت "الباني " بعد ذلك إلى  قضية هامة تشكو منها كثير من الفتيات حيث يقلن: لدينا سلوكيات سلبية تمنعنا من الوصول إلى ما نريده.. وترد الباني على ذلك قائلة: إذا حرصتن على إيجاد سلوك إيجابي يزاحم السلوك السلبي سيخرج السلوك الإيجابي السلوك السلبي خارج نطاق شخصيتك.

كيف نحقق الإنجاز على مستوى الفرد؟

تقول الداعية ريم الباني حتى نحقق الإنجاز على مستوى الفرد علينا:

-  الاستعانة بالله تعالى والدعاء بأن يوفقنا لنسلك طريق الهداية ونذوق لذة العبادة.

- الصبر ونصل إلى تحقيق الصبر عندما نحب الله فذلك الطريق الأمثل والأعظم للإنجاز.

هل سألت نفسك يوماً من أنا؟

أخذتنا  الكاتبة الأستاذة نوف الحزامي في رحلة ماتعة للبحث عن النفس.. من نحن وما هو هدفنا في الحياة وماذا فعلنا وماذا ننوي أن نفعل.. وكيف يمكن أن نترك أثراً في هذه الدنيا؟

أشارت "الحزامي" في بداية حديثها إلى مشكلة هامة وحقيقة يعاني منها الكثيرون منا، وهي أننا نفكر في كل شيء إلا أنفسنا..

وشبهت "الحزامي" الإنسان بالشجرة التي تتكون من جذور وجذع وفروع وأوراق وثمار.. مبينة أن الجذور للشجرة تشابه الهوية والانتماء للإنسان، وأن الجذع والفروع هي الأهداف والخطط التي يضعها الإنسان ويمشي عليها ، أما الأوراق والثمار فهي الإنجاز الذي يحققه الإنسان في حياته.

وليس أجمل من العرض الذي قدمته الكاتبة نوف حين تحدثت عن أهمية الانتماء والاعتزاز بهويتنا، حين أشارت إلى أننا أصحاب تاريخ عريق ومجد كبير في جميع مجالات الحياة (العلم، الطب، علم الجبر، علم الحاسب(الخوارزميات) الجغرافيا- العمران ) مبينة إلى أن أول جامعة في العالم كانت جامعة إسلامية وهي جامعة القرويين في مدينة فاس، وأول عملية جراحية في العالم كانت على يد "الزهراوي"

وبينت "الحزامي" مستساءة أن الشباب اليوم لا يستشعرون هذا الانتماء، جيل بلا جذور، يبحثون عن أي شيء ينتمون إليه ولو كان فريقاً لكرة قدم أو غيرها يعوضون بها فقدهم إلى الجذور .. قضيتهم في الحياة :كيف استمتع فقط؟(حب، أغاني، أفلام، ملابس، سفر).. جيل ليس له علاقة بقضايا أمته.

مبينة أن هناك أربعة أمور إذا انقطعت علاقة الشاب أو الفتاة بها أصبحوا بلا هوية: ثوابت الدين، التاريخ، اللغة، قضايا الأمة المعاصرة.

وأكدت "الحزامي" على أهمية وضع الأهداف لتحقيقها، وألا تقتصر هذه الأهداف على الدراسة فقط.. فالأهداف الدينية جداً مهمة بل يجب أن يكون هدفنا الأول في الحياة: أن نعبد الله..

ثم نضع الأهداف الأخرى في كافة المجالات.. مبينة أن الناجحون دائماً يضعون الأهداف..

وعرّفت "الحزامي" الهدف بأنه حلم مكتوب.. مؤكدة على أهمية كتابة الأهداف ودور ذلك في الوصول إلى تحقيقه مبينة فائدة الأهداف بأنها كما قال أحد المفكرين ضرورية لتبقيك حية.. وأنها تحولك من رقم إلى شخص مؤثر.. وتمنحك العزيمة والقوة لمواجهة مصاعب الحياة.

وختمت "الحزامي" رحلتها بنصيحة قدمتها للفتيات تقول: الناجح الحقيقي لا يبحث عن النجاح لنفسه فقط.. بل لكل من حوله.. فكوني كالشجرة الورّاقة يستظل الآخرون بها ويأكلون من ثمرها.


سلام نجم الدين الشرابي

المصدر: موقع لها أون لاين

JoomShaper