إنها إحدى ثمرات مؤسسة الحريري التي أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزيرة بهية الحريري، التي احتضنت أبناء مدينة صيدا من خلال المتابعة الميدانية لهم. فهي مثال للطالبة المتفوقة والفتاة المسلمة الملتزمة، رفعت اسم لبنان وصيدا عالياً في أميركا وأثبتت للعالم أن صيدا كانت ولا تزال بلد الابداع والتفوق. إنها ابنة صيدا الدكتورة منيرة حبلي المتخصصة بالطب النسائي والتوليد ومعالجة حالات الأجنة المستعصية، وقد حققت في هذا المجال نجاحات كثيرة تعتبر مدعاة فخر للبنان، حبلي التي تتابع ابحاثها وتمارس اختصاصها في مستشفى Fetal Care Center of Cincinnati في ولاية أوهايو الأميركية والتي تمكنت من الاسهام في إحراز فتح متقدم في هذا المجال يتمثل في معالجة حالات اصابة الجنين بأمراض القلب وسرطان الرئة وحالة اتصال الأوعية الدموية بين جنينين توأمين قبل الولادة، كان لجريدة صيدا نت معها هذا اللقاء.
من هي الدكتورة منيرة حبلي؟
أنا منيرة عدنان حبلي ووالدتي ايمان رمضان متزوجة من رجل الأعمال نادر علام أردني الجنسية حاصل على ماجيستير في الأعمال ويحضر PHD بتخصص الاقتصاد في أميركا. أبي كان موظفاً في فرنسبنك وهو اليوم متقاعد من العمل عندي 4 اخوة في الجامعات والكبير موظف. دراستي كانت بفضل رب العالمين وآل الحريري الذين ساندوني في حياتي. تربيت في صيدا في حي الست نفيسة ودرست في الجامعة الأميركية في بيروت مادة العلوم ثم درست في كلية الطب في الجامعة، الطب العام وبعدها تخصصت بالطب النسائي والتوليد وانتسبت الى نقابة الأطباء في لبنان. ثم سافرت إلى أميركا وهناك أحبوني كثيراً وعرضوا علي البقاء في أميركا في مستشفى ريفر سايد في فرجينيا لمدة سنة. ثم قبلت في إحدى أهم الجامعات الطبية في أميركا وكنت العربية الوحيدة المقبولة هناك.
ماذا عن تخصصك في الأم والجنين؟
بالنسبة لتخصص الأم والجنين فهو متعلق بكل ما تعاني منه الأم من مشاكل صعبة (سكري- سمنة- قلب- زرع كبد وغيرها) كل هذا كان ضمن تخصصي ثم تخصصت في علم الأجنة الذين يعانون من الأورام السرطانية أو من ثقب في الغشاء الحاجز. نقوم بإجراء صورة صوتية وأشعة وحسب المرض نقدم العلاج. مثلاً طفل يعاني من ورم في العضل وهذا الورم يكون على الدم وعندما يكبر يصبح الطفل يعاني من فشل في القلب ومعظم هؤلاء الأطفال يموتون. نحن نراقبهم وهم أجنة في الأرحام وعندما يصلون الى مرحلة خطرةكثيراً نفتح رحم الأم في الفترة ما بين 16 و26 أسبوع من فترة الحمل ونخرج الجنين ونبقيه متصلاً بالمشيمة بوجود فريق طبي كامل فنحن في مستشفى Fetal Care Center of Cincinnati نعتبر من أول ثلاث مسشتفيات في العالم تقدم هكذا علاج. بعد إخراج الجنين يأتي جراح الأطفال ويضع له المصل وكل ما يلزم من العلاج وننتزع الورم ثم نقطبه ونعطيه علاجاً للالتهابات ومن ثم نعيده الى رحم أمه ونقطب الرحم وبطن الأم. وهذه العمليات حصلت كثيراً.
ماذا حققت هناك من نجاحات؟
لقد انتخبت في جامعة فرجينيا VCU أفضل معلمة نتيجة أفضل بحث علمي قمت به عن المرأة الحامل. ثم انتخبت في جامعة DMS أفضل مدرسة للأطباء الجدد لأن مهمة الطبيب في أميركا تعليم الأطباء الجدد وهؤلاء الطلاب ينتخبون الأفضل ممن علمهم. فكنت من أفضل المعلمين في هاتين الجامعتين. كما أنني حصلت على ماجيستير في علم الاحصائيات وجزء منه كان حول العلاج الذي أجربه على الحيوان وكيف أستطيع نقله لاستخدامه للانسان. وذلك لأننا بحاجة الى أدوية جديدة بسبب كثرة الأمراض الجديدة. البحث الذي أحضره الآن هو عن احضار الفيروس ووضعه في الخلية الناقصة عند الطفل. والآن نقوم بإجراء دراسات لاستخدام هذا العلاج للشخص الذي يتعرض لجلطة حيث يحقن القلب فتعود العضلات الى نشاطها كأن لم تحصل له جلطة ونحن اليوم نستخدمه للطفل.
ما هو الدور الذي لعبه آل الحريري في مسيرتك العلمية؟
لولا آل الحريري وأخص بالذكر عائلة الشهيد رفيق الحريري والسيدة نازك الحريري والسيدة بهية الحريري لما كنت دخلت الجامعة الأميركية فهم الذين دفعوا لي أقساط الجامعة والامتحانات التي قدمتها حتى أقبل في أميركا وقد كنت الحمد لله متفوقة بفضل رب العالمين، فمنذ العام 1990 حتى العام 2002 وآل الحريري متكفلين بتعليمي. وعندما ذهبت الى أميركا كنت أتقاضى راتباً رمزياً من المستشفى الذي كنت أعمل به.
كيف تلقيت خبر استشهاد الرئيس الحريري ؟
عندما سمعت الخبر بكيت كأنه أبي كنت في غرفة العمليات أبكي حتى أن الأطباء خافوا علي واتصلوا بأهلي للاطمئنان. فعرفتهم مدى حبه في قلوبنا والخير الذي فعله لنا فحزنوا عليه وقالوا أن لبنان لن يعرف مثل هذا الرئيس بعد اليوم. وقد قمت بزيارة للوزيرة بهية الحريري وشكرتها على كل ما قدمته لي وأنا في خدمتهم في أي شيء يريدونه، في النهاية هدفي أن أخدم وطني.
هل تفكرين بالعودة الى لبنان؟
أنا في هذا المركز أتابع دراستي وأبحاثي ويريدونني أن أبقى عندهم. فالعودة الآن صعبة لأن في الشرق الأوسط لا يوجد مثل هذا المركز هناك واحد في بلجيكا وواحد في ألمانيا وواحد في فرنسا وواحد في لندن أما في أميركا فهناك أكثر من واحد.
ولكن ألا ترين أن بلدك أحق بعلمك ؟
أنا مستعدة للعودة إلى بلدي وقد قلت هذا الكلام للوزيرة الحريري وتمنيت لو ينشئوا مثل هذا المركز في لبنان حينها لن أتأخر عن العودة الى لبنان. كما أن المستشفى في أميركا يتطلع لفتح فرع في الشرق الأوسط نظراً لكثرة المرضى الذين يأتوننا من دول الخليج العربي.
ما هي خطتك المستقبلية في حال لم يتم فتح مثل هذا المركز في لبنان؟
المستشفى هناك لا تريد التخلي عني وتريد أن تمضي معي عقداً بعد التخرج لخمس سنوات قابلة للتجديد.
هل واجهتك مشاكل في أميركا بسبب التزامك بالحجاب؟
أبداً لم أواجه أية مشاكل. ففي المدينة حيث كنت لم يكن معهم عرب غيري ولم يكن عندهم أي فكرة عن الحجاب وعن الاسلام فاعتقدوا أنني راهبة. فعرفتهم بإسلامي وديني وكان معي ثلاثة أشخاص باكستانيين فطلبنا منهم أن يعدوا لنا الطعام الحلال كما يفعلوا مع اليهود وهكذا كان. وقد ساعدوني كثيراً في المستشفى فقد كنت "بحالي وأدرس كثيراً" ففتحت لي الأبواب بفضل الله تعالى.
كما كان لنا لقاء مع السيد نادر علام زوج الدكنورة منيرة.
السيد نادر علام من الأردن كيف تعرفت على الدكتورة منيرة؟
كان يوماً سعيداً في حياتي فقد تعرفت على انسانة صافية ومن أصفى الناس في البلاد العربية قلباً وعقلاً وايماناً والحمد لله. تعرفت عليها عند ابن خالتها في أميركا فقد شاء الله أن نتعرف في أميركا. وأنا أعتبر لبنان بلدي مثل كل البلاد العربية فنحن نعتبر بلاد الشام بلا حدود.
إذا صار عندنا في لبنان مستشفى كالذي تعمل به الدكتورة منيرة وعادت الى لبنان هل ستعود معها فنحن أهل الشرق نحب أن تتبع المرأة الرجل أين سيكون الاستقرار؟
نحن سنستقر في المكان الذي يريده رب العالمين. طموحنا أن نخدم الشعب العربي المسلم بإذن الله تعالى. وفي لبنان خاصة لنرد الجميل لآل الحريري. الفضل لله ومن ثم لآل الحريري . وإذا أراد المولى وأصبح في لبنان مثل هذا المركز سنكون في لبنان لخدمة الشعب العربي عامة واللبناني خاصة.
وشعبك في الأردن؟
نحن شعب واحد وفي الأردن الاستشفاء السياحي مزدهر جداً ويتمنوا على منيرة ولكن ضميراً لبنان وآل الحريري أحق بها. كما أن هناك استثمارات كثيرة بين لبنان والأردن.
كونكم عرب مسلمين هل تشعرون بالعنصرية في أميركا خاصة من الطبقة المتعلمة؟
الشعب الأميركي شعب طيب وبسيط ويحترم المبادئ وحكومة أميركا تقوم على الأبحاث وهم دائماً في مجال البحث والاكتشاف فكل واحد في شغله.
كيف هي علاقتك مع أهل زوجتك؟
علاقتي مع أهل زوجتي علاقة قوية عمرها 3 سنوات وأنا أعتبر أهلها أهلي ووالدها والدي.
رابطة آل حبلي الاجتماعية تكرم الدكتورة منيرة حبلي
كرمت رابطة آل حبلي الاجتماعية الدكتورة منيرة حبلي لما أحرزته من نجاحات في الطب في أميركا حيث قدمت لها باقة من الزهور وشعار الرابطة.
هلال حبلي
صيدا أون لاين