سيدتي - خيرية هنداوي
أيام قليلة ويحتفل العالم بيوم المرأة العالمي 8 مارس.. اليوم الذي يتجدد فيه اعتزاز وفخر لكل فتاة وامرأة بذاتها وإنجازاتها التي حققتها -ولازالت- على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والفنية والأدبية، ولا شك أن وراء كل هذا المجد تهيئة ورعاية تنبعان في الأساس.. من المنزل وأسلوب التربية، والآن ما رأيك أيتها الأم لتعززي في ابنتك مواصفات الشخصية المحبوبة الذكية والناجحة.. شرح الخطوات تخبرنا به الدكتورة فاطمة الشناوي، محاضِرة التنمية البشرية وأستاذة طب النفس.
الثقة بالنفس مفتاح النجاح
الثقة بالنفس والاقتناع بالصفات الإيجابية التي تحملها كل فتاة بداخلها.. خطوة لصعود أولى درجات سلم النجاح.. تلك القناعة التي تدفعك للتزود بالمزيد.. وكذلك الاعتراف بالنقاط السلبية لتلافيها أو التخفيف منها.
ومن أجل خطوة أقوى.. على الفتاة أن تكون طموحة، تسعى دائماً لما هو أعلى، أن تحقق طموحاتها، وتجعلها الرؤية الأولى التي تسير على هديها وتُلح عليها لتنفيذها.
الثقة بالنفس مفتاح بين يديك، تدخلين به قلوب وعقول من حولك؛ فتكسبين ثقتهم.. وتفوزين باحترامهم، وتبنين سمعة راسخة تجعل الآخرين يسعَون دوماً للتعامل معك ومصادقتك والاعتماد عليك.
تعرّفي إلى المزيد: طرق للاحتفال باليوم العالمي للمرأة مع ابنتك
خطوات النجاح تنبع من داخلك
الشخصية الناجحة والمحبوبة معاً.. لا يستطيع أحد إنكارها؛ فهي تبدو في خطوات السير، ولغة الجسد التي تتحدث وحدها عنك.. اتجاه الرأس والوقوف باستقامة، درجة الصوت وحتى لون ابتسامتك وصوتها.
ومن الخطوات.. تلك التي تنبع من الحب والعاطفة بداخلك؛ فأنت من تختارين دراستك، وأنت صاحبة فكرة المشروع الذي تنوين تنفيذه، في النهاية أنت تعملين ما تحبين.. ولن تقصّري بالوقت والعلم فيما اخترت وأحببت.. وسيتم على أكمل وجه.
حب النفس ومَن حولك، خطوة للشخصية المحبوبة
قديماً كانوا يعتبرون حبَ النفس غروراً ونرجسية لا تليق، اليوم أصبح حب الذات والاعتزاز بها والسعي لإظهارها في أبهى صورها هدفاً، من حق كل امرأة السعي لتحقيقه، والنساء الناجحات على كل المستويات نموذج على هذا الكلام.
المرأة الناجحة القوية والمحبوبة بين الناس، عليها أن تتمتع بصفات الحزم والانضباط والتصميم.. وألا تعرف الرهبة أو الخوف من الفشل.. أن تجلس مع من هم أقوى شأناً وهيمنة وسلطة.. مرفوعة الرأس، جريئة وشجاعة وواثقة.
كوني مثل المغناطيس مهما كان مستواك الفكري أو المادي أو العلمي، بمعنى أن تحاولي كسب قلوب الناس، امتلكي القدرة على جذبهم والتأثير عليهم، كوني على خلق طيب، تمسكي بمبادئك ولا تخضعيها للمغريات.
اعتزي بكونك فتاة
أظهري دوماً اهتماماً صادقاً بالآخرين، بصفاتهم وأفكارهم وهواياتهم ووظيفتهم.. وكأنك تقدمين لهم هدية وتدعيماً؛ للإشعار بأهميتهم وإظهار قيمتهم لديك؛ مما يشكل طاقة تجذب محبة الآخرين نحوك.. وكأنك قوة مغناطيسية جاذبة.
اعتزي دوماً بكونك فتاة أو امرأة.. قادرة على فعل كل شيء، واجعلي هذا التفاؤل من صفاتك؛ مما يزرع الأمل، ويعمق الثقة بالنفس، ويحفزك على النشاط والعمل، ويبث بداخلك الإيجابية والاتزان والعقل.
ابتسمي واضبطي أعصابك
البساطة والتواضع مهما كان شأنك، من الصفات التي تدخل القلوب.. فلا تتخلي عنها.. فمن يحترم الآخرين يحترمونه، ومن يقدرهم يقدرونه.. الإنسان ليس بماله ومناصبه وجماله.. إنما بأخلاقه وحسن تعاملاته.
تماسكي وتمالكي أعصابك؛ فلا تغضبي أو تنفعلي؛ مما يجعلك تكسبين كثيراً وتوفرين على نفسك أياماً من الحزن والإحساس بالذنب والندم، الإنسان لم يندم يوماً على كلمة لم ينطق بها، وكل الندم على ما نطق به لسانه وسمعه الآخر، لا تضيّعي لحظات سعادتك.
الابتسامة الحقيقية تأتي من أعماق نفسك؛ فتجلب لك الربح الجزيل في الدنيا؛ فهي مفتاح تدخلين بها كل القلوب، ابتسمي أمام الشخص العبوس المتجهم، من تعبر قسمات وجهه عن هموم، وسترين أنه يبتسم بدوره، وقد يصبح صديقاً مخلصاً لك.
اهتمي بمظهرك وشكلك، وتمتعي بنعمة الذوق
"أنا غنية وأحب الهدية".. مثل شعبي قاله الأولون ولازال سارياً، ويحمل نفس المعنى الجميل، شرط ألا تكون الهدية رشوة، فقط اختاري المفيد والوقت المناسب، كالمناسبات المفرحة، كالزواج والانتقال إلى مسكن جديد والرجوع من السفر.
اهتمي بمظهرك وشكلك.. من يكون ذا ذوق فني، يعني أنه يمتلك القدرة على التمتع بنعمة الجمال والذوق التي وهبها الله للإنسان وتطبع عليها، وأما بنعمة ربك فحدث، شرط عدم المبالغة.. والتناسب بين المكان مع الزى.. من دون مبالغة.
آخر خطوات الشخصية المحبوبة.. حسن الاستماع؛ فإذا أردت أن تكوني متحدثة لبقةً؛ فكوني مستمعة بارعة، ولا تقاطعي من تحاورين؛ بل شجعيه على الحديث كي يقابلك بالمثل، وأنصتي إليه كما تحبين أن ينصت إليك.