فهد زيدان - جدة
وقفت في المؤتمرات والمناسبات بين الحضور لتمسك بالكاميرا بطرف أناملها وتحدق داخل العدسة لتصوّر لتنتج وتخرج ومن ثم تبدع، وتطبع على كل إبداع بصمات فتاة (السعودية) المتلفعة بملاءات الحشمة..
تنتفض بغضب الأنثى بوجه من ينتقد عمل المرأة المحتشم الملتزم بالعادات والتقاليد، ورغم أنها لم تصوّب عدستها يوماً إلى محيّاها، إلاّ أننا شاهدناها تشمّر عن ساعديها لتقوم بعمل قلّما نراه بين سيدات الجزيرة.. هذه هي المخرجة السعودية “ثروة محمد سلاّم” التي أبت إلاّ أن تتحدى الصعاب وتلحق بركب المصورات السينمائيات والفوتوغرافيات..
“ثروة” تخرّجت من إحدى معاهد التعليم بجدة.. وواصلت تطبيق ما تعلمته على أرض الواقع.. فأصبحت حريصة على حضور المؤتمرات والمناسبات.. فهي لا تمانع أن ترتدي الشماغ والثوب والعقال في سبيل أن تواصل خدمتها للوطن وتواصل موهبتها التي نمتها منذ الصغر..
قالت لـ “المدينة” إنها تحب التصوير منذ الصغر وهو عشق أبدي ينمو كل يوم ويزداد يوماً بعد يوم، وفي بداياتي لاقيت الكثير من التشجيع ولله الحمد من العائلة وبعض الأصدقاء، ولا أنسى فضل الله ثم بعض المواقع والمنتديات المتخصصة في هذا المجال، فقد كنت أحرص على القراءة والاطلاع حتى تمكنت من التعمق في مجال التصوير والإخراج والمونتاج..
و”ثروة” التي درست في أحد المعاهد المختصة بمدينة جدة، اشارت إلى أنها ستبذل قصارى جهدها حتى تصل إلى التصوير السينمائي والإخراج، وتكون حاضرة عالمياً وترفع اسم المملكة عالياً، وهي تؤكد أن الفتاة السعودية بإمكانها أن تقوم بأي عمل يرضي دينها ومجتمعها، ما دامت أنها ملتزمة بعاداتها وتقاليدها، وأنا أستغرب من يقول أن المرأة السعودية ليست حرّة، لأن الإسلام أعطاها حريتها، وأنا أشعر بأني حرة بإسلامي وبوطني السعودية..
وأعلنت “ثروة” أنها ستقوم بالعمل مستقبلاً على إخراج أحد الأفلام السعودية التي ستنافس باقي الأفلام، ولكنها ألمحت إلى أنها تحتاج للدعم المعنوي حتى تستطيع أن تسابق الزمن، وأبدت تحدياً كبيراً تجاه المخرجات الأخريات من البلدان العربية، حيث قالت: “أنا أتحدى أي فتاة من أي دولة عربية في مجال الإخراج والمونتاج وسأقف بكل جهدي ولكن أحتاج للدعم المعنوي الذي بدأ منذ لقائي هذا”..
وعن طموحها بعد دخولها مجال الإخراج والمونتاج قالت ثروة أتمنى أن أقف بين يدي والدي خادم الحرمين الشريفين الذي يدعم المرأة السعودية ويقف بجانبها في كل كبيرة وصغيرة، وأن أقوم بتصويره فوتوغرافياً وتلفزيونياً، وهذا بالنسبة لي طموح سأبذل قصارى جهدي لأصل إليه.. وذكرت بأنها تتمنى أن تشارك في الأفلام السينمائية الخليجية ومن ثم العالمية..
ونوهت بأنها على أتم الاستعداد أن ترتدي الثوب والشماغ والعقال في حال تطلّب الأمر أن تقوم بعمل فيه خدمة للوطن، وقالت: “ليس عيباً أن يأتي يوماً من الأيام وتراني أرتدي الثوب والشماغ والعقال إذا تطلّب الأمر خدمة وطني فأنا مستعدة بأن أضحي لأجل وطني، وأنا أعلم بأن بعض المخرجات السعوديات قد قمن بهذا العمل، وأنا ليس لدّي مانع أن أتنكّر إذا كان الأمر فيه خدمة لوطني الذي أحيا فيه.. وأموت فيه”..
ورفضت “ثروة” رفضاً قاطعاً أن تشارك في إخراج بعض الأمور التي يرفضها الدين والمجتمع، مبديةً امتعاضها ممن يحاول أن يشوّه صورة المجتمع السعودي النقي، ولكنها لا تمانع في طرح الإشكاليات بطريقة راقية لا تمس سمعة الوطن بشيء.. الجدير بالذكر أن المخرجة “ثروة محمد سلاّم” تنوي إكمال دراساتها العليا في مجال التصوير والمونتاج والإخراج، وهي لا تزال في منتصف العقد الثاني من العمر.
المخرجة “ثروة”: أتحدى المخرجات العربيات
جريدة المدينة