ترجمة: يوسف وهباني
تؤكد الإحصائيات الحديثة أن قرابة ثلاثة أرباع مسلمي بريطانيا من النساء بينما يمثل الرجال فقط قرابة الربع، وفي العشر سنوات الماضية أكدت الإحصاءات أن قرابة مئة ألف شخص قد أشهر إسلامه ببريطانيا، وبالطبع فإن النساء يمثلن قرابة 75%  من هذه النسبة.
ونظرا للبيئة والمجتمع فإن هؤلاء النسوة يعانين من عدة مصاعب، حيث تختلف نظرة المجتمع تجاههن ويعاملن معاملة قاسية من الكثير من أفراد ذلك المجتمع، ويعانين من صعوبة إقامة الشعائر الدينية وأهمها الصلاة.
وفي دراسة حديثة أجرتها جامعة ليسستر أظهرت الدراسة أن قرابة 93% من المساجد التي بكل مقاطعات بريطانيا، تفتقد للخدمات الخاصة بالمسلم حديث الدخول للإسلام من حيث الكتب التعريفية و المترجم المتخصص في ترجمة التعاليم  الإسلامية وعكسها للمسلم حديث الدخول للإسلام، وبل إنها أيضا تفتقد للفقيه المتمكن من كل التعاليم الدينية.

تعاني هؤلاء النسوة من النظرة العنصرية من كل أفراد المجتمع البريطاني الذي ينظر للمرأة المسلمة بأنها متخلفة لا سيما وإنها ترتدي الحجاب الذي يميزها عن إخواتها البريطانيات، وكمثال لهؤلاء النسوة اللاتي أشهرهن إسلامهن ببريطانيا نجد مقدمة التلفاز و الكاتبة الشهيرة "كرستيان باكر"، وتحكي قصتها بنفسها فتقول:

"إنني أبلغ من العمر نحو 45 عاما ولقد أشهرت إسلامي على يد الأستاذ عمران خان، بعد أن نجح في تقديم الإسلام وتعاليمه القيمة لي، مما أقنعني بجدارة هذا الدين؛ فاعتنقته. كنت في ذلك الوقت أعمل في التلفاز كمذيعة ومقدمة برامج، مما دفعني للنجاح في عملي ونلت رضا الجمهور.

وبالنسبة للبيئة والمناخ الذي من حولي، فقد كنت أعاني كثيرا من بعض الفراغ، وعدم الرضا بحياتي التي أمارسها بعد اشهاري للإسلام، وهذا راجع للمعاملة التي يعاملها لي كل من حولي من البريطانيين، ولكنني ورغما عن هذه المشاعر السالبة التي تحيط بي فإنني عادة ما أتباهي بعظم إيماني وإخلاصي لله رب العالمين، لأن كل مفاهيمي وقيمي قد تغيرت وصار الله هو محور ارتكاز اهتمامي.

تعرفت على العديد من المسلمين الذين أشهروا إسلامهم حديثا، وكل  الذين تعرفت عليهم من المسلمين القدامى قد رحبوا بي وتعاطفوا معي، ولذا فقد نجحت في إقامة العديد من الأصدقاء بغرض الزيادة في التعلم والنصح فيما يخص ديني الجديد.

من كل المعطيات التي من حولي، أنني أدركت أن لندن تعتبر المدينة الأنسب للإقامة بها؛ لأنها تزدحم بالمسلمات من كل الأجناس، مما يمكنني من توطيد العلاقة بالعديد منهن، وإنني أستطيع أن أرتدي الملابس المحتشمة ليس حينما أشرع في الصلاة فقط، وإنما سائر الوقت، وأنني عادة ما أرتدي الحجاب طوال الوقت، سواء بالمنزل أو خارجه.

إنني عادة حينما أجيب على الذين يستغربون من اعتناقي لهذا الدين، أقول لهم:

إنني أسلمت لأنني اقتنعت بالتعاليم القيمة التي يتضمنها هذا الدين، وأن ما يشاع من أقاويل حول ممارسة بعض المسلمين لتعنيف المرأة وقهرها، وقتل النساء من أجل الشرف، وإجبار الفتيات علي الزواج من أزواج لا يرغبن فيهم، هذه العادات يعمل بها بعض الذين لا يدركون تعاليم الإسلام السمحة ويجهلون ما يفعلونه، وهذه الأعمال لا تعتبر من صلب وأسس الإسلام.

إنني اخترت الإسلام؛ لأنه يرتكز على ضرورة احترام الشخص لشخصه وللآخرين من أفراد المجتمع.  فالرجال المسلمون يعتبرون في غاية الاحترام، يحترمون نساءهم وأطفالهم مما يجعل المرأة المسلمة معززة مكرمة في منزلها تعمل بكل جد في تربية صالحة لأبنائها.

المصدر:.independent.co.uk

JoomShaper