أزمة مالية طارئة ، مرض عضال ، فقد العمل ، موت عزيز .. إلخ ، من منا لا يتعرض لأزمة أو محنة يعجز أمامها عن التفكير وتعصف أحياناً بالحياة الزوجية ، عندما يبتلي الزوج بابتلاء ولا تقوي الزوجة على مواجهة المحن والأزمات حتى تنقشع الغمة ، وبعد فوات الأوان يدرك الرجل أن اختياره كان خاطئاً ولم يختار المرأة الصالحة التى قال عنها سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام :"الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة".
وضربت السيدة خديجة مثلاً فى المساندة والحنان والقوة ،وكانت أفضل مثل وقدوة لأي امرأة تود أن ترقي فى حياتها الزوجية ، وعن حياتها كزوجة تقول د. عبلة الكحلاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر : أن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت الأم والحبيبة والصفية والصديقة الصدوقة الصديقة ، احتوت الرسول عندما دخل عليها يرتعد قائلاً " زملوني زملوني " فاحتوته حتى ذهب عنه الروع ، ثم حكي لها ما رأي لأنه كان يجد لديها السكينة ويرى في قلبها الحنان وقال لها " لقد خشيت على نفسي " ، فاجابته إجابة تتسم كلها ثقة "والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق" وصدقته واستوثقت من الرسالة ، لم تكن مجرد امرأة تصدق فقط ، وإنما نظرت إلى سلوكيات وأخلاق زوجها وتعامله مع الناس فبشرته وقالت له : "أبشر يا محمد وأثبت ، والذى نفسي بيده أنك لنبي هذه الدعوة ولن يخذيك الله ابدا" بل واستعرضت له أعماله الطيبة وطمأنته ، فى نفس الوقت ذهبت لأبن عمها ورقة بن نوفل لتتأكد من هذا الأمر.
وبغير عادة كل النساء فالسيدة خديجة كانت معتدلة فى غيرتها ومتعقلة فى تصرفاتها ، ولم تحاول أن تثنى النبي عن عبادته فى الغار ، انما كانت ترسل ورائه ميسرة للاطمئنان عليه لحمل الطعام ، واحترمت كل دقائق حياته ، لانها استشعرت أن بين يديها كوكب نوري ارسله الحق سبحانه وتعالي ، وهى أول امرأة صدقت بالرسالة قبل أبو بكر الصديق لذا سميت بالـ"صديقة".
ولو نظرنا إلى السيدة خديجة لوجدناها امرأة ذات حسب ونسب ، كانت تاجرة لها دور قيادي ومركز اجتماعي ، جاهدت ووقفت مع المصطفي صلى الله عليه وسلم بمالها لتؤاذره ،وكانت سنداً داخلي له بمشاعرها وحبها وحنانها ، بل أنها تركت حياة العز والطرف إلى الفقر والمرض فى ظل الحصار، هذه المرأة كان يستشعر بها الحبيب فى كل وقت، فكانت الزيجة بينهما زيجة روحية وليست مادية.
العنكبوت الالكترونية