لها أون لاين
كانت أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلي الله عليه وسلم، من أكمل النساء خلقا وعقلا، وكانت صاحبة مواقف مشهودة في السيرة النبوية الشريفة وتشير لإيمانها وحكمتها في إبداء رأيها السديد، وكانت خير مثال يحتذى في تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة، وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب.
وقد ولدت أم سلمة ـ واسمها هند بنت سهيل ـ لسيد من سادات قريش عُرف بأبي أمية بن المغيرة، وكان جدها المغيرة يعرف بزاد الركب وذلك لجوده، فقد كان لا يدع أحدا يسافر معه يحتاج لزاد، حيث كان يكفي من معه مؤنتهم.
تزوجت في بداية حياتها من أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال رضي الله عنه، وكانا من السابقين إلى الإسلام، وقد هاجرا معا إلى أرض الحبشة، وولدت له "سلمة" وبعدها رجعا إلى مكة، وهاجرت معه مرة أخرى إلى المدينة المنورة، و وهبهما الله بثلاثة أولاد، بنتين وابن.
وكانت رضي الله عنها أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة، وقد مات زوجها أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال من يريد الشهادة، وكان من دعائه رضي الله عنه: "اللهم اخلفني في أهلي بخير"، فأخلفه رسول الله على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، ودره، فصاروا ربائب في حجره صلى الله عليه وسلم، وذلك عام 4 من الهجرة النبوية الشريفة.
وتذكر الروايات أنه عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر رضي الله عنه يخطبها فلم توافق، وخطبها النبي صلى الله عليه وسلم إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة، فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج، فإني تجاوزت السن، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال، فأرسل إليها النبي خطابا يقول فيه: أما السن فأنا أكبر منكِ، وأما الغيرة فيذهبها الله تعالى، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن المواقف المشهورة في السيرة النبوية لأم سلمة رضي الله عنها رأيها الصائب حين أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذلك أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم، وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا. فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات. فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له أم سلمة رضي الله عنها: يا نبي الله أتحب ذلك، أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام - عليه الصلاة والسلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة، فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رؤوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا. كناية عن سرعة المبادرة في الفعل.
ولها دورها المعروف رضي الله عنها في رواية الحديث الشريف، فقد روت أم المؤمنين أم سلمة الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، إذ لها جملة أحاديث قدرت بحسب مسند بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا.
وقد اتفق البخاري ومسلم على رواية ثلاثة عشر حديثًا لها، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها بحسب ما ورد في تحفة الأشراف: مئة وثمانية وخمسون حديثًا.
وفي عام 61هـ توفيت أم سلمة رضي الله عنها، وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، وقد عمرت حتى بلغها مقتل الحسين رضي الله عنه، فحزنت لذلك وأغشى عليها واشتد بها الحزن، ولم تلبث بعد هذه الحادثة إلا يسيرًا، وانتقلت إلى رحمة الله ورضوانه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ـ موسوعة ويكبيدا.
ـ موقع قصة الإسلام.
ـ مواقع إنترنت.
أم سلمة رضي الله عنها المرأة الكاملة
- التفاصيل