عقد المنتدى العالمي للوسطية في المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمره الدولي الخامس بعنوان (قضايا المرأة في المجتمعات الإسلامية وتحديات العصر) في مدينة عمان في الفترة من 3-4 شعبان من سنة 1430هجرية، الموافق 25-26 تموز من سنة 2009 ميلادية، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين وقيادات العمل الاسلامي، وناشطات في الفكر والسياسة من مختلف منظمات المجتمع المدني وأساتذة الجامعات العربية والإسلامية والعالمية.
وبعد أن تداول المؤتمر عبر جلسات المؤتمر أبرز القضايا والمعيقات والخطط العملية لتمكين المرأة من استئناف دورها في النماء والنهوض الحضاري في المجتمعات العربية والإسلامية. وإدراكاً من المشاركين في أعمال المؤتمر الدولي الخامس (قضايا المرأة في المجتمعات الإسلامية وتحديات العصر) بأنَّ الرؤية الإسلامية الصحيحة المتكاملة لدور المرأة المستندة إلى المرجعية الإسلامية والإرث الحضاري الراقي والمتراكم لا يشكل رمزاً للضغط أو القهر أو العزلة أو التهميش لها، بل يؤسس ويعمل لتمكين المرأة وتوسيع نطاق فعالية أتشطتها في المجتمع، وهذا يستلزم وعي المرأة في مجتمعاتنا بمرجعيتنا الإسلامية وبخصوصيتنا الثقافية، وإدراك مفاهيم الثابت والمتغير في المنتج البشري. وعليه فقد أصدر المشاركون القرارات والتوصيات التالية:
1. يتقدم المشاركون إلى حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بخالص الشكر والتقدير على جهوده في دعم قضايا المرأة، كما يثمن المشاركون دعم الحكومة الأردنية والمؤسسات الرسمية والخاصة لإنجاح هذا المؤتمر.
2. يتقدم المشاركون إلى سمو الأمير غازي بن محمد حفظه الله بخالص الشكر والتقدير على رعايته أعمال المؤتمر الدولي الخامس.
3. ضرورة العمل على نشر الوعي لدى المرأة العربية والمسلمة وتبصيرها بحقوقها المشروعة التي ضمنها لها الإسلام حيث حقق لها دوراً فاعلاً وبناء المجتمعات الإسلامية بعيداً عن الجمود والإنفلات من خلال:-
أ - تفعيل دور المؤسسات التعليمية والتربوية في ترسيخ إحترام المرأة وتعزيز دورها في البناء والتنمية.
ب- قيام وسائل الإعلام المختلفة بإبراز دور المرأة ووظيفتها في حماية الأسرة وتنشئة الأجيال دعوة وسائل الإعلام إلى وتناول المشكلات والظواهر السلبية ذات العلاقة بالمرأة وبيان أسبابها وتحليلها وتقديم الحلول المناسبة بما يليق ومكانة المرأة في ضوء الشريعة الإسلامية.
ج- دعوة المؤسسات الدينية ووزارات الأوقاف إلى تبني خطاب إسلامي معاصر في موضوع المرأة وقضاياها، ونشر الوعي بدور المرأة وأهميته إنطلاقاً من مكانة المرأة في عصر الرسالة.
د- إصدار مجلة إجتماعية دورية تعالج قضايا المرأة المسلمة برؤية إسلامية وسطية تتناول المسائل الدينية والقضائية والعلمية والطبية.
هـ- تنظيم ندوات وورشات عمل متخصصة بقضايا المرأة من أجل تصحيح المفاهيم والسلوكيات لدى الشباب والفتيات وذلك لأنّ التوعية الأسرية مكملة للتوعية بقضايا المرأة.
4. ضرورة تطوير قوانين الأحوال الشخصية وفق أحكام الشريعة بما يراعي والمستجدات ودعوة علماء الأمة لإعادة النظر في الاجتهادات الفقهية المتعلقة بقضايا المرأة، والآراء المبنية على العادات والتقاليد غير المعتبرة شرعا، والتي كانت مرتبطة بظروف المكان والزمان، انطلاقاً من الثوابت في القرآن الكريم والسنة الشريفة وضمن رؤية تجديدية معاصرة، تنساب في مفاصل الحياة المعاصرة لتؤكد عظمة وسماحة الدين الإسلامي وصلاحيته لكل زمان ومكان.
5. دعوة المجامع الفقهية إلى ضرورة إشراك المرأة العالمة والمؤهلة في عضوية هذه المجامع والتصدي للشبهات المتعقلة بالمرأة حول دونيّة المرأة... والشهادة والأرث..الخ.
6. دعوة المنتدى العالمي للوسطية لتوثيق العلاقات وتشبيكها مع كافة المؤسسات والمنظمات النسائية في العالم العربي والإسلامي من أجل تنسيق المواقف وصياغة البرامج المتعلقة بقضايا المرأة.
7. توحيد الجهود والطاقات على المستويات الوطنية في العالم العربي والإسلامي على قاعدة التوافق في الجوامع المشتركة الخاصة بأوضاع المرأة ضمن رؤية قائمة على التنوع وعدم إنكار الآخر، ولا تقوم على استيراد آليات ومناهج وطرائق تخالف أحكامنا وقوانينا الدينية، ومفاهيمنا الثقافية. وضرورة تضافر جهود الجمعيات والمؤسسات المراكز التي تتبنى قضايا المرأة المعاصرة في عالمنا العربي والإسلامي لإيجاد نوع من التعاون والشراكة في حل قضايا المرأة.
8. الدعوة إلى استقراء ودراسة الأضرار الخطيرة المترتبة على النزعات النسائية المتطرفة في الغرب على استقرار المجتمعات والمخاطر التي جرتها على قطاع الأسرة في الغرب ومخاطر استيراد مفاهيمها على العالمين العربي والإسلامي من خلال بحوث ودراسات ونشرات وكتب خاصة بذلك.
9. تفعيل دور المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية وضمان مشاركتها في العمل العام، لتخليق نموذج للمرأة المسلمة الفاعلة والواعية في مجتمعها.
10. التأكيد على حق المرأة وواجبها في ممارسة حقوقها السياسية خاصة فيما يتعلق بعضويتها في البرلمانات ومجالس الشورى والمجالس المحلية من خلال مراجعة وتعديل القوانين الضابطة في الحياة السياسية.
11. الاهتمام بالتنشئة الأسرية والإجتماعية باعتبار المرأة ركيزة الأسرة لغرس منظومة القيم والأخلاق الإسلامية في نفوس الأجيال لتكون النواة للنهوض الإسلامي الرائد المتميز والمعاصر.
حماية المرأة روحاً وجسداً وكياناً من الممارسات التعسفية الواقعة عليها -كقتل العار- مثلاً ورفض كافة أشكال العنف الأسري، والدعوة إلى معالجة أسبابه وفق منظور الشريعة الإسلامية مع مراعاة البُعد الإنساني العالمي لحقوق الإنسان.
12. التصدي للهجمة الشرسة التي تستهدف خُلق المرأة المسلمة وحرمانها من حقها في لباسها الشرعي على كافة المستويات الإقليمية والدولية من خلال المؤسسات التربوية والإعلامية.
13. تعزيز التقارب مع الشخصيات والتوجهات الغربية الرافضة للمفاهيم المدمرة التي جاءت بها المؤتمرات الدولية الخاصة بقضايا المرأة.
14. فتح قنوات الحوار والتواصل مع الهيئات الدولية والمؤسسات الأهلية وأصحاب الفكر والرأي في العالم لتوضيح الصورة الحقيقية للمرأة في التشريع الإسلامي.
15. الطلب من الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال حقوق وقضايا المرأة تعريف وتحديد المشكلات التي تعاني منها المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية في ضوء الواقع الإجتماعي وضمن هوية المجتمع ونسيجه الفكري والاجتماعي ومراعاة لخصوصية المجتمعات العربية والإسلامية.
16. العمل على إلى إيجاد بدائل دراميةٍ في وسائل الإعلام المتنوعة من منظورٍ إسلاميٍ ملتزم، تجذب الجيل الناشئ إليها... بحيث تزرع القيم والفضائل من جهة، وتعالج وتقوّم الأخطاء والمشاكل والممارسات السلبية ضد المرأة من جهة أخرى، بأسلوب جذّابٍ لمواجهة صور المرأة في الإعلام المعاصر والذي يصورها سلعة تباع وتشترى.
17. الإهتمام بوضع برنامج تربية جنسية هادفة توجه الأطفال والمراهقين وترشد المقبلين على الزواج وتمنح تنويراً من خطر الانحرافات الجنسية والأمراض وتهدف لتحقيق الحياة الجنسية السوية للناس في كل مراحل الحياة.
18. تأسيس معهد لدراسات المرأة يبدأ بتحرير المصطلحات المتعلقة بالمرأة مثل (المساواة، والتكاملية، والجندر، الأنثوية.
19. الدعوة إلى التعامل مع المواثيق الدولية على أسس وأصول خمسة هي: الكرامة، العدل، الحرية، المساواة، السلام، التكامل بين الرجل والمرأة مع مراعاة الخصوصية والتأكيد على رفض ما يتعارض مع: الفطرة، والأسرة، ومكارم الأخلاق، وتقديم نقد موضوعي للمواثيق الدولية الخاصة بالمرأة مع تبين أسباب تحفظنا على بعض بنودها.
20. الاهتمام بالأسرة ودراسة الأسباب التي تؤدي إلى العزوف عن الزواج والأسباب المؤدية إلى الانحلال الأسري وأزمة العزوف عن الزواج وكثرة الطلاق والعمل على تيسير الزواج وضبط الطلاق.
21. العمل على إصدار ميثاق لحقوق المرأة في الإسلام مستنبط من قطعيات النصوص ومقاصد الشريعة الإسلامية يراعي التطور الذي وصلت إليه المرأة المعاصرة ويستجيب لمطالبها المشروعة.
22. العمل على كتابة موسوعة فقهية قانونية عن المرأة من قِبل لجنة متخصصة موثوق بها وبفكرها الوسطي تكون كمرجع علمي ثقافي للتصدي للشبهات والآراء والعادات السيئة التي ألصقت بالدين.

JoomShaper