قدمت الدكتورة فاطمة محمد البلوشي من جامعة البحرين ورقة عمل الى منتدى المرأة والاعلام عنوانها /المرأة العربية وتكنولوجيا الإعلام والاتصالات الرقمية/ قالت فيها ان هذه الورقة تهدف إلى توضيح الفرص المتاحة للمرأة العربية من قبل التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال وتفعيل دورها في مجال الإعلام . وبينت ان هذه الفرص تدور حول ثلاثة محاور رئيسية للاستخدام الفعال لتكنولوجيا الإعلام والاتصال وهي الاتصال والتصميم والإنتاج والنشر وستبتعد الورقة عن عرض الأدبيات حول دور المرأة في الإعلام والاتصال لأنها قد أشبعت نقاشا على الصعيدين العربي والعالمي وإنما ستركز الورقة على الجانب الفني لتكنولوجيا الإعلام والاتصال من خلال المحاور التي ذكرت آنفا . وذكرت انه سيتم ربط هذا الجانب بقضايا البنية التحتية للتكنولوجيا في العالم العربي لنجد من خلاله حجم التحدي الذي يواجه المرأة العربية في هذا المجال والفرص التي تستطيع أن تغتنمها أيضا من خلال هذه التكنولوجيا . وبصفة عامة تهدف الورقة للخروج باستراتيجية جديدة نحو تفعيل دور المرأة في الإعلام بجميع أنواعه باستخدام التكنولوجيا الرقمية واستخدامات التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصالات . واوضحت إن ثورة تكنولوجيا الاتصالات وانتشارها القوي في العالم العربي منذ مطلع التسعينيات والمتمثلة في شبكة الإنترنت وسباق القنوات التلفزيونية الفضائية أدت إلى تواصل كبير بين شعوب دول العالم العربي ناهيك عن الاتصال بغالبية دول العالم الأخرى أيضا لكن هناك فرق كبير بين عملية الاتصال عبر الإنترنت مقارنة بالقنوات الفضائية. واضافت الورقة ان الاتصال عبر الإنترنت هو اتصال ذو اتجاهين أي أن المستخدم كما يستقبل المعلومات بأنماطها المختلفة ومن جهات مختلفة فهو يستطيع أيضا إرسالها بنفس الأسلوب وإلى من يرغب من المستقبلين.
وقالت الدكتورة فاطمة البلوشى فى ورقة العمل التى قدمتها أما القنوات الفضائية فهي أداة اتصال ذو اتجاه واحد من الجهة المرسلة سواء كانت حكومية أو خاصة ولا يستطيع المستخدم لهذه الخدمة من إرسال معلومات بالسهولة نفسها كما في الإنترنت لذا ولتحقيق أهداف الورقة فسيتم التركيز على تكنولوجيا الإنترنت كوسيلة اتصال فعالة وسهلة ورخيصة تستطيع المرأة العربية أن تغتنمها للتواصل المهني والمجتمعي. واضافت لقد استطاعت المرأة في فترة مبكرة من الاستفادة من الإنترنت فتقول مارلين مكدانيال /تكون النساء نسبة أكبر مما كان يعتقد سابقاً من مستخدمي شبكات الاتصال الإلكتروني وهذا يسقط الخرافة بأن المرأة تخاف من الحاسوب. وذكرت انه في بعض التقارير العالمية وجد أن المرأة تمثل أكثر من ثلث مستخدمي شبكة الإنترنت وهذا يعد ارتفاعاً في معدل استخدام النساء للحاسوب حيث كانت المرأة سابقا تمثلً واحدة من بين تسعة رجال يستخدمون الإنترنت . وبينت انه من هذا المنطلق تم تشكيل مواقع عديدة على الإنترنت تخص المرأة حيث توفر الأخبار والمعلومات الخاصة بالمرأة ومصادر المعلومات ومناقشات نسائية مباشرة وبحوث ومقالات ومعلومات تجمع بين دوريات ومصادر حكومية ووكالات اخبارية ونصائح متبادلة في جميع المجالات . واوضحت الورقة انه قد أصبح الاتصال الإلكتروني بالنسبة للمرأة أكثر ديموقراطية من الاتصال وجها لوجه أو عن طريق أي نوع آخر من الاتصال البشري وهذا بالطبع يعطي المرأة درجة عالية من المساواة مع الرجل والحرية في الحصول على المعلومات /والتي ربما في بعض الأحيان كانت ستمنع عنها لو عرف أنها امرأة/ وهذا في النهاية يؤدي إلى ديموقراطية أكبر في المجتمع بالإضافة الى ذلك فإن الدعاة إلى حقوق المرأة يرون في الاتصال الإلكتروني مساواة أكثر بين المرأة والرجل حيث يستطيع المستخدم أن يحتفظ بسرية جنسه ومركزه الاجتماعي وتتوفر للنساء الفرصة لتأسيس شبكات اتصال واسعة خاصة بهن.
واضافت ورقة العمل لذا فإن المرأة تستطيع الاستفادة من خواص الاتصال الإلكتروني وهي سهولة المنال وذلك عن طريق الجامعات والمؤسسات المختلفة بالإضافة إلى أن أعداد متزايدة من الناس أصبح من السهل عليهم الحصول على خدمات شبكات الحاسوب وأشهرها الإنترنت وبأسعار زهيدة . وقالت ان سهولة الوصول لشبكات الحاسوب يوفر فوائد عديدة للمرأة وكما تقول هرنج /أولها المعلومات/ فتستطيع المرأة الحصول على المعلومات من المكتبات الالكترونية وقواعد المعلومات العامة وغيرها من مصادر المعلومات بالإضافة الى ذلك فإن المرأة تستطيع الاتصال بالآخرين في الاجتماعات العامة للنقاش في العديد من الأمور والقضايا المستجدة وبذلك يستطيع الناس قراءة رأيها من جميع المستويات حتى الرؤساء والحكام حول العالم . وبالنسبة لإعادة تنظيم السياق الاجتماعى ذكرت الدكتورة البلوشى ان كرادول وسوان اشارى الى ان المشترك في شبكات الحاسوب لا يحتاج الى الإعلان عن هويته وخصوصاً فإن أسماء الاشتراك والعناوين الإلكترونية قد لاتحمل أي علاقة باسم المستخدم الحقيقي أو جنسه أو بلده حتى المظاهر الاجتماعية مثل اللهجة وخط اليد والصوت واللباس والحالة المادية وغيرها من الحواجز الاجتماعية فهي غير مرئية في شبكات الحاسوب فتستطيع المرأة الاتصال والنقاش مع الآخرين والإدلاء برأيها حيث التركيز على الموضوع بدلاً من شخصية المتكلم وعلى أساس الأفكار الصريحة والجيدة وليس على أساس ما هو متوقع منها /أو غير متوقع منها/ ولابد من التنويه هنا بأن انعدام المعرفة بشخص المشترك قد يستغل سلبياً ويؤدي في أحيان كثيرة إلى الخروج عن أطر الأدب في النقاش . واوضحت ورقة العمل ان عدم وجود الرقابة على الشبكات /على الأقل حالياً/قد تجد المرأة فيه إيجابيات عديدة حيث أن كل مشترك في أي نقاش كان تعطى له نفس الفرصة مثل أي مشترك آخر ليقرأ رأيه ويجاب عليه وتعرض الآراء والإجابات مرتبة حسب الأسبقية في الكتابة أما عن سلبيات عدم وجود الرقابة فهي كثيرة ومن أهمها تعرض المرأة للتحرش اللغوي الجنسي من قبل بعض المستخدمين.
وقالت الدكتورة فاطمة البلوشى فى ورقة العمل التى قدمتها الى منتدى المرأة والاعلام ان عدد مستخدمى الإنترنت في العالم العربي يبلغ حوالي 28 مليون نسمة حيث يمثلون 2 فى المئة من سكان العالم والذي يعد حوالي 6100 مليون نسمة . واوضحت بان الاحصائيات تشير إلى أن 5 فى المئة من العرب لديهم هواتف بمنازلهم بينما فقط 11ر0 فى المئة من العرب يصلون إلى الإنترنت وأن العدد الإجمالىلمستخدمي الإنترنت حول العالم حوالي 476 مليون بينما يعد العرب حوالي 13ر4 مليون حيث يمثلون 9ر0 فى المئة من مستخدمي الإنترنت في العالم . وذكرت إن الفضل في زيادة استخدام الإنترنت يعود إلى فتح السوق السعودية عام 1999 فالاستخدام المحلي في المملكة العربية السعودية قد جذب أكثر من 26 ألف مستخدم في الأربع شهور الأولى من فتح الخدمة هذا الإنفتاح والتزايد في استخدام الإنترنت يدعو إلى تطوير مكافئ للبنية التحتية للتكنولوجيا الرقمية . وقالت ان ما سبق هو تأكيد على النمو المستمر في ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية والمرأة تكون نسبة كبيرة من هذه الأعداد مما يؤكد في تزايد الحضور العربي على الإنترنت من خلال استخدامه للاتصال أم لنشر كافة المعلومات أم لفتح بوابات متخصصة لتكوين مجتمعات إلكترونية تضع لها أهدافها وهويتها وقوانينها الخاصة. واضافت انه من هذا المنطلق كان لزاما أن تعي المرأة العربية لهذا التطور الكبير في عالم الاتصال وتغتنم الفرص المتاحة والسهلة في هذا المجال لتحقيق ما لم تقدر عليه من قبل من خلال الطرق التقليدية. وبينت الورقة ان التصميم والإنتاج من أهم ما تتميز به التكنولوجيا الحديثة وهي السهولة وانخفاض الأسعار وتوفير أدوات الإبداع والابتكار من خلال تطبيقاتها المختلفة.
واوضحت الدكتورة البلوشى انه بفضل التكنولوجيا الحديثة تحول الإعلام التقليدي إلى إعلام رقمي واستبدلت تلك الأجهزة الضخمة والباهظة الثمن بأجهزة صغيرة ورخيصة وبرامج ميسرة وفي متناول الجميع . واضافت انه من أهم الأدوات التي توفرها تكنولوجيا الإعلام الحديثة هي برامج وأجهزة الإنتاج الإعلامي الرقمي ومنها برامج تصميم المجلات والجرائد حيث لم تعد مهارة تصميم وتنسيق المجلات والجرائد والكتب قاصرة على فنيي المؤسسات الإعلامية ودور النشر فمع التطور الهائل في برمجيات النشر المكتبي على الحاسوب /والقليلة التكاليف أيضا/ أصبح من السهولة التدرب على هذه البرمجيات والتمكن منها وبالتالي إخراج منشورات إعلامية على مستوى عال من الجودة وهذا مما يجعل الفرصة متاحة أمام المرأة العربية للاستفادة من هذه التكنولوجيا لإخراج منتجات تتناسب وأهدافها بتكاليف زهيدة . وقالت ان من هذه البرامج ايضا برامج تصميم وإنتاج مواقع وبوابات الإنترنت بنفس السهولة والتكلفة المنخفضة حيث تتوفر للمرأة العربية برمجيات لتصميم المواقع على الإنترنت فعلى المرأة العربية تفعيل دورها في مجال تصميم المواقع لفرض حضورها ولمواجهة الثقافة الذكورية التي بدأت تنتقل من وسائل الإعلام التقليدية إلى وسائل الإعلام الرقمية بكل ما تحمله من سلبيات تجاه المرأة . واضافت إن بوابات الإنترنت أصبحت على جانب كبير من الأهمية حيث أنها تمثل مواقع شاملة تحمل العديد من الخدمات التي توجه لفئات معينة من المجتمع ونجد مؤخرا بوابات عديدة صممت للمرأة على اختلاف أعمارها وأغلبها من جهات ربحية وتتبع نفس الأسلوب التقليدي لتأطير المرأة إعلاميا . وقالت الدكتورة البلوشى أما في جانب الدراما والفيديو كليب والسينما ومونتاج الفيديو الرقمي والتي كانت المرأة تعتبر نفسها في منأى عن دخول هذا الجانب الفني وذلك لصعوبته فالأمر بات مختلفا فمع التحول الإعلامي الرقمي ظهرت برمجيات متخصصة في مجال مونتاج الفيديو وتعتبر هذه البرمجيات منافس لا يعلى عليه في إنتاج الفيديو ومن هذا المنطلق تستطيع المرأة من إنتاج أفلامها وبرامجها التي تحقق أهدافها دون الحاجة للوقوف مكتوفة الأيدي أمام المؤسسات الكبرى التي تنتج الفيديو للأغراض الربحية دون الالتفات إلى مطالب المرأة العربية في هذا الجانب.
وفى مجال أجهزة ومعدات تكنولوجيا الإعلام الرقمية قالت الدكتورة فاطمة البلوشى لقد بات واضحا في السوق بأن أجهزة الإعلام ومعداته التقليدية التناظرية باهظة الثمن عند مقارنتها بالأجهزة الرقمية والتي تعد تكلفتها أقل بكثير بحيث أصبحت في متناول الجميع بالإضافة إلى النوعية العالية التي تتمتع بها الأجهزة الرقمية في الإنتاج والتي تفوق الأجهزة التناظرية بدرجات عديدة . واضافت انه من المعلوم أيضا بأن أغلب المؤسسات الإعلامية قد تحولت إلى الأجهزة الرقمية وأما التي لم تتحول فقد بدأت تفكر جديا في هذا الأمر لمواكبة التطور العالمي وفي هذه الحالة إذا أرادت المرأة القيام بعملية إنتاج إعلامي بسيط فكل ما تحتاجه هو جهاز حاسوب مع بطاقات متخصصة وكاميرا فيديو رقمية حيث تتصف هذه الأجهزة برخص الثمن وارتفاع الجودة ومناسبتها للبث التلفزيوني بالإضافة إلى البرمجيات التي ذكرت سابقا بحسب الهدف الإعلامي والسوق الإعلامي المراد خوضه من قبل المرأة . واوضحت ان النشر في هذا المحور يأتي أهم تحدي للمرأة في مجال الإعلام وهو القدرة على النشر الإعلامي فبعد جهد التصميم والإنتاج يأتي دور النشر وهذا يعد من أهم المراحل في عمليةالإنتاج الإعلامي فنجد المرأة أمام وسيلتين للنشر فهي إما تنشر عن طريق وسائل النشر التقليدية من خلال محطات التلفزيون والإذاعة والمجلات والجرائد ودور النشر المختلفة وكل تلك الوسائل تحتاج إلى سلسلة طويلة من البيروقراطية قد تكون معقدة أو سهلة بحسب سياسات تلك المؤسسات أو قد يجد إنتاج المرأة سبيله للنشر عن طريق الإنترنت حيث لا تحتاج إلى الحصول على الموافقة من أي جهة لنشر إنتاجها الفكري أو الفني. وذكرت ان عملية النشر على الإنترنت يمكن القيام بها في وقت قصير جدا وبدون تكلفة وكل ما على المرأة هو تأسيس موقع تبث فيه إنتاجها /المطبوع والمرئي والمسموع/ حيث توفر العديد من الشركات الكبرى مواقع على الإنترنت بدون تكلفة أو بتكلفة رمزية . ووبينت انه نظرا لأن الوسائل الإعلامية التقليدية هي التي لاتزال أكثر انتشارا ووصولا لفئات المجتمع المختلفة فإن المرأة العربية مع تحسين أدائها واكتسابها للمهارات التقنية في جانب الإعلام والاتصال تستطيع إنتاج مواد إعلامية مختلفة وعلى مستوى عال في النوعية والجودة وبالتالي قد تقبل الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية نشر وبث هذه المواد حيث تفتقر الكثير منها وبالخصوص محطات التلفزيون العربية إلى مواد جيدة للبث.
واضافت الدكتورة فاطمة البلوشى ومن هنا تتضح الإستراتيجية الجديدة للمرأة العربية وهي توفير مواد إعلامية كثيرة ومتنوعة باستخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال وبالتالي سد الثغرات في الإعلام العربي وتوجيه الضغط نحو متخذي القرار للتغيير لصالح المرأة . وقالت عندما نتكلم عن البنية التحتية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال في العالم العربي نقصد المكونات الأساسية اللازمة لمساندة انتشار واستخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال الرقمية ومن أهم مكوناتها هي البنية التحتية للشبكة العالمية. واضافت لقد أصبح من المهم في هذا الجزء من الورقة مناقشة البنيةالتحتية لتكنولوجيا الاتصال في العالم العربي حتى تعي المرأة العربية مدى الفرص المتاحة من خلال هذه التكنولوجيا الحديثة . وذكرت انه نظرا لوصول خدمة الإنترنت متأخرة في منتصف التسعينيات في منطقة الشرق الأوسط فإن البنية التحتية لازالت متأخرة فعلى سبيل المثال فإن سعة نقل المعلومات لثمان دول عربية وهى دولة الامارات ومصر والسعودية ولبنان والأردن والمغرب وعمان وسوريا تعادل /ام بى بى اس 777/ ولتوضيح مدى تدني هذه الأرقام على المستوى العالمي فإن سعة نقل المعلومات لهذه الدول الثماني تعادل السعة المتوفرة لـ 518 مشترك في خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية . ولتفصيل أكثر وضوحا على المستوى المحلي آخذت الدكتورة فاطمة البلوشى دولة البحرين كمثال موضحة بإن المشترك العادي لخدمة الإنترنت في بلادها يحصل على سعة نقل المعلومات تعادل /ك بى بى اس56/ وقد تم مؤخرا عرض خدمة جديدة باسم /ايه دى اس ال/ توفر سعة أكبر لنقل المعلومات /256 او 384 كيه بى بىاس/ بتكلفة أعلى . وقالت ان هذا الأمر يدعونا إلى الحديث عن إعاقةأخرى لانتشار الإنترنت فى العالم العربي وهي التكلفة المادية العالية لخدمة الإنترنت موضحة ان الوصول للإنترنت لازال مكلفا في العالم العربي فعلى سبيل المثال في البحرين فإن أقل تكلفة للإنترنت تعادل 500 فلس/الساعة /3ر1 دولار/الساعة/ أما الخدمة الأكثر سعة وسرعة فتصل إلى 50 دينار/الشهر /5ر129 دولار/الشهر/ وبالمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم خدمات الإنترنت والتي تفوق هذه الخدمة كثيرا من ناحية السعة والسرعة فهي تقدر ب 20 دولار/الشهر.
وانهت الدكتورة فاطمة البلوشى ورقة العمل بخلاصة وتوصيات ومقترحات لكيفية تفعيل دور المرأة العربية في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال موضحة ان هناك عدد من النساء قد وصلن إلى مواقع اتخاذ القرار في مجال الإعلام مما يدل على أنه إذا أعطيت المرأة الفرصة فإنها تستطيع أن تثبت قدرتها الإدارية والإبداعية والعلمية كالرجل تماماً إن لم تكن أفضل وإذاً لابد أن يكون للمرأة الناجحة دور كبير في أن تكون مثلاً أعلى للنساء الأخريات . واضافت لقد كانت المرأة ولا تزال قادرة دائماً على إثبات جدارتها في جميع المجالات التي دخلتها وآن الأوان أن تعمل بصورة جدية لتغيير منظور ثقافة المجتمع نحو المرأة ولعل المرأة أن تبادر بنفسها في هذا التغيير فالمرأة تحتاج لأن تدخل عالم تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتفعيل دورها فيه والمجتمع سيستفيد بالتأكيد . وقالت ان الهدف هو تحرير الطاقة الكامنة لنصف الإنسانية لتطوير المجتمع من خلال أسهل السبل المتاحة وأهمها التكنولوجيا الرقمية ولكي تبدأ المرأة في السير على هذا الطريق لابد وأن تتصف هي ذاتها بان تكون جيدة فيما تقوم به ومستمرة في التدريب الجيد ومصممة على النجاح ومنتجة لأفكار ومشاريع مثمرة ودبلوماسية في التعامل مع من حولها ومهنية في تأدية العمل . واضافت وبالطبع فإنه لا يكفي أن تحدث المرأة تغييرات في ذاتها بل لابد من العمل على إحداث تغييرات في محيطها متمثلة في تجديد بيئة البيت والعمل على السواء من خلال توعية الرجل بدور المرأة الحيوي في البيت والعمل وبالتالي في تنمية المجتمع وإعادة تقييم تعليم البنات في المدارس وإضافة الجانب المهني /بالذات الجانب الإعلامي/ المناسب ودراسة جميع العوامل التي تؤثر على تنمية المرأة في مجال التكنولوجيا عن قرب وهي التعليم والتدريب والتوظيف والثقافة والمجتمع والاقتصاد . واختمتت بانه يجب استخدام الإنترنت لتكوين شبكات دعم نسائية في محيط العمل والمجتمع لتوجيه ومؤازرة المرأة ودعم حكومي مدروس وذلك عن طريق تغيير في القوانين واستحداث سياسات تتناسب وتفعيل دور المرأة في الجانب الإعلامي ودعم من المؤسسات النسائية في مجال التدريب المتخصص والتوعية والمشاريع ذات العلاقة والمساندة النفسية والمادية ومشاركة المرأة بصورة فعالة في اقتصاديات وتمويل تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتطبيقها وتصميمها واتخاذ القرارات بشأنها.