تلبية للدعوة الكريمة التي وجهتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية إلى السيدات الأول، عقد المؤتمر الأول لقمة المرأة العربية خلال الفترة من 18-20 نوفمبر عام 2000 بمدينة القاهرة، ونظم هذا المؤتمر كل من المجلس القومي للمرأة بمصر، ومؤسسة الحريري بلبنان، وجامعة الدول العربية

عقد المؤتمر برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية. وتفضلت بالمشاركة فيه السيدات الفضليات.. صاحبات الجلالة والسمو والفخامة والسعادة قرينات رؤساء الدول العربية، ووفود تسع عشرة دولة عربية وعدد من المنظمات الإقليمية

أتى انعقاد هذا المؤتمر في ظل ظروف بالغة الدقة في تاريخ أمتنا العربية حافلة بتحديات الحاضر التي نعيشها.. ويأمل أن يكون المستقبل أكثر إشرافًا وازدهارًا للمجتمع العربي والمرأة العربية.. كما يأتي متواكبًا مع معركة من أقدس المعارك المرتبطة بحق الشعب الفلسطيني وانتفاضته المعبرة عن التمسك بالحقوق الوطنية

وفي الوقت الذي تعيش فيه الأمة العربية معركة الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، قدمت انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني من خلالها نموذجًا رائعًا للتمسك بحقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف، كما أكدتها قرارات الشرعية الدولية.. وأكد عليها مؤتمر القمة العربي غير العادي بالقاهرة يومي 21، 22 أكتوبر عام 2000. إن مؤتمر قمة المرأة العربية الأول وهو يدين بكل قوة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل، يُحمِّل إسرائيل مسئولية استمرار انتهاكاتها العدوانية، وإعادة العنف والتوتر إلى المنطقة نتيجة لعدم استجابتها لقرارات الشرعية الدولية، ومبدأ "الأرض مقابل السلام"، تلك التي تنص على عدم اكتساب الأراضي بالقوة، والانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وفي الجولان السوري المحتل، وباقي الأجزاء المحتلة في جنوب لبنان، وكذلك الاتفاقيات المتعلقة بمعاملة المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، وبخاصة اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949.

ويُحَيِّي المؤتمر كفاح وصمود المرأة الفلسطينية في هذه المعركة من أجل المقدسات، والحق والكرامة، ويطالب المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي أن يتخذ الإجراءات الفورية والعملية لإرسال قوات دولية إلى الأرضي الفلسطينية المحتلة؛ لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الوحشية للقوات الإسرائيلية، والإسراع بتشكيل لجنة إنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة تكون مهمتها إيصال المساعدات المالية والعينية إلى النساء والأسر الفلسطينية التي فقدت عائلها، ومنع خطة التهجير الصهيونية للشعب الفلسطيني. كما تطالب القمة بتقديم جنرالات الحرب الإسرائيليين المسئولين عن هذه الاعتداءات الوحشية إلى محكمة جنائية دولية لمحاكمتهم لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية. كما يعبر المؤتمر عن تضامنه مع المرأة الفلسطينية

لقد استهدف المؤتمر الأول لقمة المرأة العربية البحث والتداول في القضايا التي تهم المرأة، وتكفل تقدمها وتعزز دورها في المجتمع، وإيجاد الوسائل الكفيلة لتحقيق مشاركتها الفاعلة في التنمية الشاملة، وعكست هذه القمة الاهتمام الذي توليه صاحبات الجلالة والسمو والسيدات الأول ورئيسات الوفود، بقضايا المرأة العربية والنهوض بها وتمكينها من ممارسة حقوقها القانونية والدستورية

وإذ يقدر المؤتمر ما تحقق للمرأة العربية من إنجازات في كافة أرجاء الوطن العربي، يدرك حقيقة المتغيرات العالمية والإقليمية والمحلية التي تتطلب الحرص والحفاظ على الهوية العربية، والخصوصية الثقافية وضرورة الانفتاح على العالم، وإمكانية التعامل مع التكتلات والتجمعات الدولية وإثبات الوجود للدول والشعوب العربية، من موقع القوة والتأثير معاً

وأكدت قمة المرأة العربية على أن أهداف المرأة العربية هي أهداف المجتمع العربي، وأن ما يهدد المجتمع العربي يهدد المرأة العربية، أيًا كان موقعها فنهوض المجتمع العربي ونهوض المرأة العربية

واهتمت قمة المرأة العربية بالتركيز على ما أتاحته العولمة وثورة التكنولوجيا والمعلومات من فرص، وما أوجدته من مخاطر وتحديات، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تهميش أمم بأسرها أو شرائح بعينها، وفي الوقت نفسه تؤكد القمة على ضرورة الإسهام في هذه التحويلات، وبما يمكن من تفعيل دور المرأة في المجتمع العربي

واقتناعًا من قمة المرأة العربية بأن الأمة العربية تمتلك رصيدًا بشريًّا له قدراته وحضارته ومعارفه.. فإن بوسع الشعوب العربية أن تحقق دورًا فاعلا ومكانة تليق بها على الصعيد العالمي.. حال تطويرها لقدرات المرأة وإدماجها في التنمية

وإذ تعترف قمة المرأة العربية بما حدث من تطورات في مضمار التنمية البشرية.. من حيث مفاهيمها ومؤشراتها، والتي تأخذ في اعتبارها تقدم المرأة كأحد أهم معايير قياس تقدم الأمم، ومؤشر من مؤشرات رقيها.. فإن ذلك يؤكد على ضرورة تفعيل دور المرأة والعمل على

واقتناعًا من قمة المرأة العربية بالركائز الأساسية للثقافة العربية، واعترافًا بما حققته المرأة العربية واعترافًا بما حققته المرأة العربية من إسهامات في الكفاح، ودعم التنمية الشاملة في الوطن العربي.

واستنادًا إلى هذه الركائز.. فإن المشاركات والمشاركين في المؤتمر يتفقون على:

1- تيسير سبل تضامن المرأة العربية باعتباره مبدأ أساسيًا وضروريًا للتضامن العربي.

2- تبني كل السياسات الممكنة واتخاذ كل التدابير اللازمة للقضاء على الفقر وإزالة أسبابه والتخفيف من آثاره على المجتمع ككل وعلى المرأة خاصة، وذلك في إطار من التنمية المتكاملة التي تأخذ بمبدأ الاعتماد على الذات كلما أمكن.

3- تأمين مبدأ تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء بصفة عامة بما في ذلك التعليم والتدريب والتأهيل ومحو الأمية والتعليم الذاتي والعمل، وتمكين الخدمات الصحية بكفاءة وكفاية، مع اهتمام خاص بالخدمات الموجهة للنساء في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة، وإتاحة فرص مشاركة النساء، في رسم سياسات تلك الخدمات ومراقبة تنفيذها.

4- دعم قدرة المرأة على الجمع بين حقها في العمل وواجباتها الأسرية بتقديم الخدمات .

5- تأمين حق المرأة العربية في هياكل وآليات السلطة ومواقع صنع القرار على مختلف المستويات؛ وذلك انطلاقًا من تراثنا الثقافي والحضاري، وما تحث عليه تعاليم الديانات السماوية من قيم وتوجهات، وما حددته المواثيق الدولية لحقوق الإنسان

6- معالجة الأسباب المؤدية إلى العنف ضد المرأة والعنف الأسري بتوفير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية اللازمة لتعميق المودة والتراحم داخل الأسرة العربية. وتوفير الحماية القانونية اللازمة للمرأة.

7- بث القيم الاجتماعية الإيجابية المتعلقة بالمرأة ونشر تلك القيم عبر وسائل الإعلام ووسائل التربية.

8- تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بقضايا المرأة العربية، وبما يحقق التواصل للحركة النسائية على اتساع المجتمع العربي.

9- ضرورة العمل على إرساء علاقات دولية أكثر تكافؤًا وتضامنًا، وذلك بإنشاء صندوق .

10- النظر في تشكيل لجنة نسائية من المشاركات في هذه القمة تكون مهمتها إقامة صندوق للمرأة العربية يعمل تحت إشراف كوادر متخصصة، ومن بينها إجراء دراسات وأبحاث حول أوضاع المرأة في الدول العربية المشاركة في هذه القمة، ووضع الخطط المستقبلية في الموضوعات المختلفة، والعمل من خلال شبكة اتصال عربية عربية بهدف تعزيز وضع المرأة.

تفعيلاً لما سبق من منطلقات وأهداف تشعر قمة المرأة العربية بضرورة

1- أن يعقد مؤتمر قمة المرأة العربية بطريقة دورية كل سنتين.. ويكون عام 2001 هو عام المرأة العربية، يتم فيه عقد مؤتمر قمة استثنائية بهذه المناسبة تحت مظلة جامعة الدول العربية خلال نوفمبر عام 2001 وذلك بعد التشاور مع جميع الدول العربية.

2- أن تتولى رئاسة المؤتمر الحالي والجهات المنظمة له (المجلس القومي للمرأة - مؤسسة الحريري بلبنان- جامعة الدول العربية) الإعداد للقمة الاستثنائية.

3- كما تتولى الهيئات المذكورة مسئولية الأعمال التحضيرية للقمة الاستثنائية المشار إليها عن طريق عقد لقاءات أو منتديات لتناول الموضوعات التالية:

  • الأول حول: المرأة والقانون.
  • الثاني عن المرأة والسياسة.
  • الثالث حول المرأة والمجتمع.
  • الرابع عن "المرأة والإعلام".
  • الخامس حول المرأة العربية في بلاد المهجر.

4- وبالتوازي مع ما سبق يتم التشاور مع جميع الدول العربية حول إنشاء مؤسسة لقمة .

وإذ يعبر المشاركات والمشاركون في المؤتمر، عن بالغ شكرهم وعظيم تقديرهم للسيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية على حسن ضيافتها لشقيقاتها السيدات الأول والوفود المشاركة وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، متمنين لها شخصيًا وللشعب المصري الشقيق التقدم والازدهار المتواصل، فإن المشاركات والمشاركين يثمنون جهود السيدة سوزان مبارك؛ لما تقوم به من عمل للارتقاء بأوضاع المرأة المصرية واهتمامها بالمشاريع التعليمية والرعائية الخاصة بالطفولة على المستويين الوطني والقومي

كما يعبر الحاضرون في المؤتمر عن بالغ التقدير لمعالي الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذا المجلس القومي للمرأة في جمهورية مصر العربية على ما بذلوه من جهود متواصلة لضمان نجاح أعمال هذه القمة، وعلى حسن التنظيم والإعداد، كما يخصون بالشكر والتقدير سعادة السيدة بهية الحريري، عضوة البرلمان اللبناني، ومؤسسة الحريري في لبنان الشقيق، على ما قدموه من دعم مادي وأدبي، وما أبدوه من حرص وتعاون واهتمام، أسهم على نحو أساسي في انعقاد هذه القمة ونجاحها معبرين عن آمالهن في أن يتواصل هذا التعاون المثمر لخدمة أهداف الأمة العربية، والمرأة العربية في التحرر، وتحقيق العدل والمساواة والإنصاف لجميع أفراد المجتمع العربي، وإنجاز النهضة الشاملة لكل بناته وأبنائه وارتياد آفاق التقدم والأزهار.

لقد التقت إرادة الحاضرين في المؤتمر على إصدار هذا الإعلان، والذي يمثل خطوة هامة وضرورية، تمهد الطريق أمام تفعيل دور المرأة العربية في تشييد صرح التنمية والتقدم العربيين

المصدر: مركز أمان

JoomShaper