تغطية: نادية سلطان - دار الخليج
وسط حضور مميز من القيادات النسائية العربية وعدد من الرجال من القياديين أطلقت مؤسسة دبي للمرأة الاصدار الأول لتقرير المرأة العربية والقيادة “2009  2011” تحت عنوان “مفهوم المرأة العربية في العالم العربي” والذي شاركت فيه 94 قيادة نسائية من 14 دولة عربية من بينهن 17 قيادة نسائية ناجحة من دولة الإمارات من جنسيات عدة .


وأكد التقرير أن العالم العربي حقق تقدماً مهماً في تعزيز الدور القيادي للمرأة، مشيراً إلى أنه مع ذلك وفي اطار المقارنة مع دول أخرى في العالم يتبين أنه لا يزال أمام المنطقة العربية أشواط كبيرة لتقطعها من أجل التطوير والتحسين لأجندة هذه القيادات واتاحة المجال لتقديم الأجيال الجديدة من النساء الطموحات في المنطقة .

وفقاً للتقرير الذي تم استعراضه من قبل حصة تهلك مدير أول الدراسات والأبحاث بمؤسسة دبي للمرأة اشارت إلى أنه ارتكز على استطلاع رأي شمل 37 قيادة نسائية في القطاع الاقتصادي و33 في المجتمع المدني و9 من قيادات العمل السياسي و15 من القيادات النسائية في المجال الفكري والثقافي .

 

مقومات

وأكدت أن التقرير رصد مفهوم القيادة من وجهة نظر القيادات النسائية العربية وتوصل إلى رؤى مهمة بشأن الخصائص الفردية والسمات المحددة لهذه القيادات، لافتة إلى أن الأغلبية العظمى من القيادات النسائية أجمعن على تعريف المرأة العربية على انه “عضو فاعل في المجتمع” ينظر إليه بعين الثقة ومصممة على التغلب على كافة العقبات التي تعترض مسيرتها .

وأضافت تهلك ان التقرير سلط الضوء على مقومات المرأة العربية من خلال 5 فئات، أولها عوامل النجاح، حيث تناول الأشخاص المؤثرون في مسيرة المرأة وكانت النتيجة ان الأم هي صاحبة الاثر الإيجابي الأكبر في مسيرة النساء المهنية وكان تأثيرها بنسبة 67% يليها الأب بنسبة 66% ثم الزوج بنسبة 61% ثم بعد ذلك الأهداف والتطلعات والثقافة والمعرفة، بالإضافة الى القيم التي تتمتع بها المرأة العربية ومنها قيم عائلية وكرامة وقيم انثوية وتواضع ونزاهة وسمعة واحترام الذات الثقة بوجود الخير في الآخرين .

وأوضحت حصة تهلك ان التقرير تناول مقارنة بين القيادات العربية نساء ورجالاً، حيث أشارت القيادات النسائية إلى أن ما يميزهن هو الالتزام الاكبر والتركيز على التفوق والتواصل والشمولية وأنهن أقل تعطشا للسلطة، وأشرن أيضاً إلى أن ما يجعلهن مختلفات هو تمسكهن بأنوثتهن والالتزام بالحياة العائلية والقيم .

تحديات

وحول التحديات التي تواجه القيادات العربية النسائية أوضح التقرير أن 65% من المشاركات في الاستطلاع يعتقدن أن العقبات أكثر وضوحاً في العالم العربي مقارنة مع الدول المتقدمة رغم أنها ذاتها الموجودة في الجهتين، وركزن على اثنين من التحديات وهما التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية والعمل لإثبات الذات .

وحددت القيادات النسائية التحديات التي واجهنها في مسيرتهن نحو المواقع القيادية وتم وضع هذه التحديات ضمن السياق المناسب من خلال 7 عناصر للتمكين بما فيها البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والتعليمية إضافة إلى الدين ووسائل الاعلام .

عوامل تمكين

وأكدت المشاركات في التقرير أن العوامل الثلاثة الأكبر أهمية في تمكين المرأة للوصول إلى المناصب القيادية في العالم العربي البيئة الاقتصادية وتمثل 69% والوعي العام بالقيادة النسائية وتمثل 59% والتعليم ويمثل 59%، أما التحديات الثلاثة الأكثر أهمية في طريق المرأة للوصول إلى المناصب القيادية في العالم العربي هي البيئة بنسبة 44% والأطر القانونية بنسبة 42% والعادات والتقاليد بنسبة 41% .

وتتضمن التحديات السياسية الأساسية التي حددتها القيادات النسائية العربية الافتقار إلى الحرية، وعدم الاستقرار السياسي، والمخاوف من تعزيز الانطباع الخاطئ حول ارتباط المرأة بالتطرف السياسي، والحالة الثقافية التي أسهمت في إيجاد بيئة يمكن فيها للمرأة العربية مقاومة مفهوم التمكين السياسي للمرأة، فضلاً عن التصويت للمرشحات، والغموض الذي يحيط بتعيين القيادات النسائية العربية كرموز أكثر من كونهن ممثلات فعليات للتغيير، ونظام الحصص الذي يفرض سقفاً زجاجياً لا يمكن للمرأة أن تتخطاه، بينما يفرض أيضاً مجتمعاً قائماً على أساس الجنس، وأخيراً فقدان دعم الأحزاب والدعم الإعلامي والمصادر المالية .

وتتضمن التحديات الرئيسية التي تواجهها القيادات النسائية العربية في بيئة العمل خلال مراحل التطور الوظيفي: هيمنة الرجل على المناصب الإدارية العليا، والسياسات الخاصة بشؤون الموظفين المنحازة للرجل، وفقدان خيارات القيادة والتدريب، واستثناء النساء من شبكات التواصل الرجالية خارج أماكن العمل، وعدم إشراك النساء في عمليات صناعة القرار .

واتفقت غالبية القيادات النسائية على وجود تغيير إيجابي في المنطقة العربية لصالح القيادات النسائية، حيث تتسارع وتيرة هذا التغيير مما سيؤدي لخلق بيئة أكثر ملاءمة للقيادات النسائية في المستقبل ويعتقد 82% من المشاركات أن مشاركة النساء في أجندة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم أفضل مما كانت عليه منذ 5 سنوات وان 86% يعتقدن أن مشاركة النساء في وضع هذه الأجندات في بلدانهن سوف تزداد في السنوات الخمس المقبلة .

وأوضحت حصة تهلك أن التقرير تناول أيضاً دور الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والعوامل الأخرى الفاعلة في ما يخص مشاركة المرأة ودورها القيادي في مجالات السياسة والمجتمع والاقتصاد، واستنتجن ان المجتمع المدني والعوامل الخارجية والحكومات أكثر عوامل التغيير فاعلية لتحسين ظروف المرأة العربية .

وبينت أن التقرير ألقى الضوء على عدد من التجارب الناجحة إقليمياً ودولياً في مجالات مختلفة وذلك من خلال استعراض دراسة حالة أو مقتطفات من عناوين الأخبار التي نشرت في وسائل الإعلام .

وأكدت حصة تهلك أن التقرير يجسد مبادرة رائدة في العالم العربي في ظل غياب البحوث التي تتناول هذا الجانب .

أرقام

70% من قيادات الأعمال النسائية العربية اللواتي شملتهن المقابلة صنفن هيمنة المرأة في المناصب الإدارية العليا كمؤشر حقيقي على التغيير الملحوظ في الريادة النسائية .

67% من قيادات الأعمال النسائية العربية صنفن سياسات شؤون الموظفين المنحازة لصالح الرجال على أنها ثاني أكبر التحديات التي تواجه القيادات النسائية العربية .

57% من قيادات الأعمال النسائية العربية اعتبرن إقصاء النساء عن الشبكات الرجالية غير الرسمية خارج أماكن العمل على أنها أكبر العوائق التي تواجههن .

73% من القيادات النسائية العربية لا يعتبرن أن أماكن العمل المختلطة تشكل عائقاً أو تحدياً بالنسبة لهن، باستثناء المملكة العربية السعودية .

توصيات التقرير

وخَلُص “تقرير المرأة العربية والقيادة 2008-2009” إلى أن التفسير والاجتهاد الفردي في الدين هو العائق في طريق المرأة العربية للقيادة وليس الدين بحد ذاته، بالإضافة الى أن قوانين الأحوال الشخصية وقوانين العمل والحقوق السياسية تحد من قدرة المرأة على ممارسة دورها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما يؤدي بالنتيجة إلى الحد من قدراتها على الوصول إلى المناصب القيادية .

ويمثل العالم العربي على العموم بيئة سياسية مفضلة أكثر لدى النساء اللواتي يتطلعن إلى تقلد مناصب بارزة . ومع ذلك، فإن نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات العربية لا تزال الأدنى على المستوى العالمي .

وخلص إلى أن ثمة تحدياً رئيسياً يواجه النساء الطامحات إلى الوصول إلى مناصب قيادية يتمثل في رداءة مستوى التعليم، حيث أظهرت دراسات متعددة تم إجراؤها لاستطلاع آراء القيادات النسائية العربية أن نظام التعليم العربي لا يمنح عنصر الإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات الأهمية والقيمة المفترضين، وأن العديد في منطقة الخليج التحقن بمدارس وجامعات أجنبية للتحصيل العلمي نظراً لضعف المؤسسات التعليمية الراقية .

وقدم تقرير “المرأة العربية والقيادة 2008  2009” توصيات لتعزيز ريادة المرأة العربية وتتضمن: التطوير الريادي المدروس من خلال التعليم، والتطوير الريادي في أماكن العمل، وتمكين رائدات الأعمال، وتنمية شبكات القيادات النسائية، وتحسين الأطر التنظيمية والقانونية، وتشجيع المناخ السياسي الملهم وتوظيف وسائل الإعلام كوسيلة لإحداث التغيير .

كما قدم التقرير توصيات خاصة للتعليم الثانوي والتعليم العالي، والمناهج التعليمية وأساليب التدريس، والأنشطة المصاحبة للمناهج والتعليم التنفيذي .

كما أوصى بإيجاد أماكن عمل على أساس الحيادية في الجنس، وتتمتع بسياسات أفضل فيما يتعلق بالموارد البشرية، وبرامج للمواهب الفذة، وتوجيه وتدريب الكوادر النسائية .

ويطالب التقرير بدعم للمرأة من قبل الأحزاب السياسية، ودور الشخصيات النسائية السياسية . وكسر الصورة النمطية بين الجنسين، ورصد وسائل الإعلام، والحث على المشاركة في وسائل الإعلام .

وكانت الجلسة الأولى لإطلاق التقرير بدأت بكلمة لعائشة السويدي مدير إدارة تطوير القيادات النسائية بمؤسسة دبي للمرأة، أكدت فيها أنه لا تقتصر أهداف الإصدار الأول من “تقرير المرأة العربية والقيادة” على استعراض أوضاع القيادات النسائية في المنطقة، ولكنها تتجاوز ذلك إلى ما هو أهم، حيث يركز التقرير في إصداره الأول على استقصاء التحديات وأفضل الممارسات التي يمكن لهؤلاء السيدات مشاركتها مع المجتمع بصفتهن نموذجاً يحتذى به .

وقالت “تقرير المرأة العربية والقيادة” يسعى إلى أن يصبح مرجعاً للنساء الطامحات إلى القيام بدور قيادي . ومن هنا، يقوم التقرير برصد التحديات التي تواجه القيادات النسائية حالياً في مسيرتهن المهنية، ويوفر قناة لتمرير خلاصة تجاربهن ونصائحهن لإيجاد حلول تساعد القيادات النسائية العربية المستقبلية .

وأضافت: تزخر منطقتنا العربية بقيادات نسائية صامتة تقدم إسهامات هائلة لعائلاتها ومجتمعاتها . ورغم أن إنجازات هؤلاء السيدات لها أثر كبير في مختلف مجالات التنمية، إلا أن النسخة الأولى من “تقرير المرأة العربية والقيادة” ركز على شريحة واحدة من النساء القياديات تتمثل في اللواتي وصلن إلى أعلى المراكز في القطاعات التي يعملن ضمنها .

تمكين المرأة

تناولت الجلسة الثانية لإطلاق التقرير والتي ترأستها حصة تهلك وشاركت فيها كل من الدكتورة فاطمة الشامسي أمين عام جامعة الإمارات والسفيرة ميرفت التلاوي من مصر وأمينة أوشلح من المغرب الحديث عن تجاربهن في مجال القيادة النسائية .

واستعرضت الدكتورة فاطمة الشامسي تجربتها من خلال دراسة حول المرأة العربية والتعليم والمساهمة في سوق العمل قسمت فيها الدراسة إلى عدة محاور التعليم كأداة لتأمين الفرص الوظيفية ومؤشرات التعليم في سوق العمل وكيفية تعزيز دور المرأة، مشيرة إلى أن مؤشرات تمكين المرأة تتمثل في معدل الالمام بالقراءة والكتابة ونسب الالتحاق بمراحل التعليم .

وأكدت أن المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي تتفوق على الرجل في معدلات الالتحاق بالتعليم الجامعي . وأكدت أن الإمارات وقطر نسبة الأمية فيها متدنية بينما ترتفع في دول أخرى مثل اليمن ومصر ودول أخرى .

وأشارت إلى أن المرأة تميل لدراسة التخصصات الأدبية أكثر من العلمية وهناك قفزات نوعية في دول الخليج فيما يتعلق بعمل المرأة وان هناك 38 امرأة تعمل من بين 100 رجل في الدول العربية ووظائفهن أغلبها بأجر وان الدخل بين الرجل والمرأة غير متساو بحيث لا يتجاوز دخل المرأة 40% من دخل الرجل في الوظائف المختلفة .

وأشارت إلى تقرير للبنك الدولي يؤكد فيه أن 14،5 من النساء اقتحمن العمل الخاص وأعلاهن نسبة في لبنان وأدناهن في سلطنة عمان، وبالتالي فإن النساء أقل ظهوراً اقتصادياً وتواجهن بعض الصعوبات .

المرأة المغربية

استعرضت أمينة أوشلح من المغرب تجربة المرأة المغربية في المشاركة في كافة المجالات والحقوق الممنوحة منذ عام 1976 وحتى الآن مطالبة بضرورة وجود دعم للنساء في الأحزاب السياسية وتوفير المناصب السيادية للمرأة .

وحذرت من حدوث القطيعة بين النساء اللواتي وصلن الى مراكز القرار ومن يريدون الوصول لتلك المناصب لاحقاً والا تحولت المعركة بين رجال ونساء ولكن لابد ان يتكامل الجميع من أجل التطوير والتنمية.

محو الأمية

أكدت السفيرة ميرفت التلاوي أن مثل هذه التقارير تعتبر خطوة أمامية لصالح المرأة، مشيرة إلى أن وضع الإمارات ودول الخليج في مجال محو الأمية يعد الأفضل بين الدول العربية .

وقالت إن فلسطين رغم الأحداث التي تمر بها إلا أن المرأة الفلسطينية تسعى دوماً لمحو أميتها .

وأشارت إلى أن نسبة مشاركة المرأة العربية في سوق العمل ضعيفة والبطالة عالية بين النساء بسبب العولمة والأزمة الاقتصادية والسلفية الدينية وجميعها لا تساعد المرأة على التقدم .

وأضافت ان المشاركة السياسية للمرأة في العالم العربي لا تزال ضعيفة، مشيرة إلى أن الثقافة الموروثة والإعلام سبب وجود الممارسات السيئة ضد المرأة إلى جانب التفسير الخاطئ من بعض الدعاة نفرت العالم من الممارسة الدينية العظيمة .

وأشارت إلى أن 75% من اللاجئين والنازحين وضحايا الحروب من النساء والأطفال في العالم .

وحذرت التلاوي من أن هذا التقدم في جانب المرأة العربية قد يختفي لأن الحقوق تعطى وتسلب في البلدان العربية مطالبة بوجود مجموعة من المناضلات لحماية هذه الحقوق .

شكر

أشادت منى المري المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة بالاصدار الأول تقرير المرأة العربية والقيادية، مؤكدة فخرها بصدور التقرير كأحد أهم المشاريع الهامة للمؤسسة .

وتوجهت بالشكر إلى دولة الإمارات وحكومتها الرشيدة التي تولي اهتماماً كبيراً بالمرأة الإماراتية في كل المجالات والدعم اللامحدود لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لدور المرأة ومنحها الريادة في كافة مجالات العمل .

ووجهت الشكر لكل العاملين بمؤسسة دبي للمرأة لجهودهم في مجال تطوير القيادات النسائية .

وقامت المري في ختام إطلاق التقرير بإهداء الدروع التذكارية لكل من الدكتورة الشامسي والسفيرة التلاوي وأمينة اوشلح .

JoomShaper