واشنطن- خدمة قدس برس - قال باحثون أمريكيون إن أشكالاً معدلة من فيروس الحصبة قد تُشكل المحور الرئيس لاسلوب علاجي جديد، يتعامل مع أورام الدماغ عند الأطفال في المستقبل.
ويوضح الدكتور "كوري رافيل" من كلية الطب بجامعة ولاية أوهايوالأمريكية بأنه لا يزال هنالك ضرورة ملحة لاستقصاء توجهات علاجية بديلة لأورام الدماغ عند الأطفال، بحيث تكون أكثر فعالية وأقل سمية.
ووفقاً لما أشار فريق البحث من مشفى الأطفال الوطني بولاية أوهايو الأمريكية؛ استخدمت سلالات فيروس الحصبة التي تستعمل في اللقاحات لقتل خلايا الورم في عدد من الأورام السرطانية؛ مثل سرطان الدماغ الذي يُصيب البالغين، ومن تلك السلالات ما يُعرف بسلالة إدمونستون.
وتستهدف سلالة إدمونستون مستقبلات CD46 على سطح الخلية، ليسمح ذلك لها بالدخوله إلى الخلية والقضاء عليها، ما يُفسر إظهار الفيروس القدرة على القضاء على الأورام التي تنتج مستويات عالية من تلك المستقبلات.

وكان فريق البحث أجرى دراسات مخبرية على نسخ معدلة من فيروس الحصبة، بهدف تقييم تأثيرها على خلايا ما يُعرف بأورام الأوليات النخاعية الدماغية التي ُتصيب الأطفال.

وتعتبر أورام الأوليات النخاعية الدماغية Medulloblastoma أكثر أورام الجهاز العصبي المركزي الخبيثة شيوعاً عند الأطفال، فهي تُشكل  20  في المائة من الأورام الدماغية في تلك الفئة، وهي تتواجد في منطقة المخيخ المسؤولة عن التحكم بالتوازن ووظائف حركية أخرى معقدة.

وتوصل الباحثون من خلال فحص عينات نسيجية ومخبرية لأورام الأوليات النخاعية الدماغية، إلى أن هذا النوع من الأورام يُنتج مستويات عالية من مستقبلات CD46، والتي تسهل من تأثير فيروس الحصبة على خلايا الورم.

وطبقاً للنتائج؛ نجحت نسخ معدلة من فيروس الحصبة في قتل خلايا أورام الأوليات النخاعية الدماغية الموجودة في عينات مخبرية خلال مدة لم تتجاوز 72 ساعة.

كما أثبتت التجارب أن فيروس الحصبة كان فعالاً في علاج فئران مصابة بأورام الأوليات النخاعية الدماغية، حيث تعافت ثمانية فئران من أصل 11 فأراً لدى تعريضها لنسخ معدلة من الفيروس، حيث تمكنت الأخيرة  من القضاء على خلايا الورم في أجسام تلك الكائنات.

وخلُصت الدراسة إلى أن فيروس الحصبة يمكن أن يُشكل علاجاً محتملاً للأورام التي تنتشر إلى السائل الشوكي الدماغي، خصوصاً وأن تلك الأورام لا تستجيب إلى حد كبير مع العلاجات الحالية.

JoomShaper