واشنطن- خدمة قدس برس - أشارت دراسة طبية حديثة إلى أن الإصابة بالربو التحسسي قد تقلل من من قدرة الجسم على مقاومة فيروس الإنفلونزا الموسمية، لتبرز بذلك أهمية متابعة حالات الربو بغرض السيطرة على المرض.
وتوضح عضو فريق  الدراسة الدكتور "ميشيل جيل"، الاستاذ المساعد في مجال طب الأطفال والأمراض الداخلية من جامعة ساوث - ويسترن الأمريكية، بأن النتائج تُشير إلى أنه كلما تحققت السيطرة على الربو بشكل أفضل، ساعد ذلك الأشخاص على مواجهة الإنفلونزا وإظهار استجابة مناسبة ضد الفيروس المسبب لها.  
وكان فريق بحث من جامعة "ساوث - ويسترن" الأمريكية أجرى دراسة شملت 56 شخصاً، تراوحت أعمارهم ما بين الثالثة والخامسة والثلاثين.

وبلغ عدد من يعانون من الربو التحسسي بين المشاركين 26 شخصاً، بالاعتماد على تشخيص أطباء، فيما شكل بقية المشاركين المجموعة الضابطة لعدم إصابتهم بهذا النوع من الأمراض.

وتمكن الفريق من عزل خلايا مناعية تُعرف باسم الخلايا التغصنية من جميع المشاركين، وهي خلايا تتواجد في الدم وفي الأنسجة المعرضة للبيئة الخارجية، مثل الجلد والبطانة الداخلية للأنف والنسيج الرئوي.

ويوضح الباحثون أن الخلايا التغصنية تنتج في العادة بروتينات تساعد الجهاز المناعي على مقاومة العدوى الفيروسية، إلا أنه تبين أن تعرض هذه الخلايا لأجسام تثير التفاعلات التحسسية في الجسم يقلل من قدرتها على إفراز تلك البروتينات.

وبحسب نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "علم المناعة" في إصدراها الإلكتروني المبكر لشهر حزيران/ يونيو من عام 2010؛ ظهر أن تعرض الخلايا التغصنية عند الأشخاص المصابين بالربو التحسسي لفيروس الإنفلونزا، حرمها من إنتاج بروتينات الانترفيرون التي تلعب دوراً في مكافحة الالتهابات الفيروسية المتكررة.

كما كشفت الدراسة عن أن تراجع قدرة الخلايا التغصنية على مقاومة الفيروس بسبب تعرضها لمستثير للحساسية، له ارتباط بارتفاع مستويات الاجسام المضادة من النوع "إيه"، والتي تتواجد في العادة عند المصابين بأمراض الحساسية.

وفي تعليق لها حول نتائج الدراسة أعتبرت الدكتور "جيل" أن الدراسة تُشير إلى أن استثارة الحساسية الناجمة عن التعرض لمواد داخل المنازل والأبنية؛ ومنها شعر أو وبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار، يمكن أن يجعل الخلايا المناعية غير قادرة على الاستجابة للعدوى الفيروسية، وهو ما قد يفسر سبب تفاقم الحالة الصحية لمرضى الربو الذين يظهرون تحسساً تجاه مثيرات الحساسية في البيئات الداخلية، وذلك عند تعرضهم لعدوى تنفسية تسببها فيروسات.

JoomShaper