تكمن خطورة العنف العائلي ضد الأطفال بأن الطفل يتلقى العنف على أيدي من المفترض أنهم يقومون بحمايته. ويحيط بهذا العنف تستر وتكتم واضحين, فهو من أسرار العائلة التي من ضمن مهامها تأديب الطفل وما هذا العنف إلا وسيلة لذلك.
كما أننا لا نملك انتشار كبير لمفاهيم حقوق الأطفال, وأيضا نجهل خطورة الأذيات الناتجة عن العنف ضد الأطفال , وهي خطورة كبيرة جداً, قد تصل أحيانا للموت.ولتوضيح الآثار التي تترتب على العنف ضد الأطفال وتسليط الضوء على هذه المشكلة تحدث الطبيب الشرعي بسام المحمد الذي.بدا بتعريف للعنف حيث قال هو الاستخدام المقصود للقوة أو التهديد باستخدامـها ضد الذات أو شخص آخر و التي يؤدي استخدامها أو قد يؤدي إلى الأذى أو الموت.وله عدة أشكال العنف الجسدي , الجنسي ,الاستغلال الاقتصادي,بالإضافة للعنف النفسي الذي يتضمن الإهمال ونقص الرعاية.
كما أشار أن الأشخاص الذين يتعرضوا للعنف في صغرهم يتوقع أن يصبحوا عنيفين في حياتهم, فهم يعيشون في بيئة عنف, بالإضافة إلى متعاطي الكحول والمخدرات.
أذيات العنف ظاهرة تحتاج إلى حل
عرف الدكتور بسام الطفل المضطهد ضمن عائلته: أنه هو الطفل الذي يتعرض للإساءة من قبل القائمين على تربيته أو الموكل إليهم العناية به. وقد تصل تلك الإساءة إلى درجة الموت. والطفل هو كل شخص تحت 18 عاما.فالعائلة. هي: وهي مجموعة الأشخاص الأقارب الذين يعيشون في بيت واحد أو عدة بيوت, لها مظهر البيت الواحد في إدارة الأسرة وتعتبر المرأة والطفل هم الأشخاص الأكثر عرضة للعنف العائلي..
أما الإساءات التي يشملها العنف ضد الأطفال فهي كثيرة تندرج تحت عدة أنواع الجسدية, الجنسية, العاطفية, الكلامية, العقلية, النفسية.وأيضا الإهمال متضمنا:
- الإهمال الجسدي
- الإهمال الصحي
- الإهمال بتغذية الطفل
- الإهمال بتطور ونمو الطفل
- الإهمال بأمن وسلامة الطفل
- الإهمال التربوي
- الإهمال العاطفي
وتؤثر تلك الإساءات على الطفل بعدة مظاهر منها الإعاقات الدائمة, محاولات, الانتحار. كسور وخلوع وتشوهات, حدوث توتر، خوف، تعذيب النفس,.حدوث غضب، عدوانية, شعور بالذنب والخجل, ممارسة سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمر الطفل, مشاكل تربوية كالكسل والهرب من المنزل والجنوح, سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية أو نشاط مفرط.تبليل للفراش, نوبات غضب, سلوكيات شاذة, انخفاض احترام الذات, مشاكل تعليمية, حذر مفرط من الكبار.
وأشار الدكتور أنه لكشف حالات العنف ضد الأطفال, لا بد من تعاون بين المدرسة والجمعيات التطوعية التي تهتم بقضايا الطفل, إلى الجانب القطاع الصحي والطب الشرعي..
كما أكد أن خطورة العنف ضد العائلي, تكمن في أن الأهل لا يعرفوا ما هي حدود الإساءة للطفل.ويخلطونن بين التأديب والتربية والعنف. كما أن هناك الازدواجية في النظرة للعنف ما بين البالغ والطفل.
دراسة ميدانية (2007)
وقدم د. المحمد خلاصة دراسة ميدانية أجريت عام 2007 في مركز الطبابة الشرعية بحمص. تبين فيها أن:
عدد المراجعين إلى المركز 7793
عدد المعرضين إلى العنف 2637، 27 حالة منها كانت اضطهاد أطفال.
ملاحظة : تمثل الدراسة الحالات المبلغ عنها فقط.
كما قدم الدكتور المحمد صورا لعدة حالات معنفة، وإحصائيات بيانية للدراسة لتوزع الحالات حسب الجنس, مستوى الأهل, العمر, من قدم الشكوى.
وكانت خلاصة الدراسة
- لا يوجد فرق بين الجنسين في التعرض للاضطهاد.
- ليس هناك علاقة ارتباط بين المستوى الاقتصادي وعدد حالات اضطهاد الأطفال.
- ليس هناك علاقة ارتباط بين المستوى التعليمي وعدد حالات اضطهاد الأطفال، مع الإشارة إلى أن ارتفاع المستوى التعليمي للطفل يساعد في التبليغ عن وقوع الاضطهاد عليه.
- إن أكثر من نصف حالات الاضطهاد وجدت في أسر كان وضع الزوجين فيها غير سليم (هجر, طلاق, تعدد الزوجات..إلخ)
- كانت أغلب حالات الاضطهاد في عمر أكثر من 15 سنة.
الأم هي أكثر من يقدم الشكوى. - أكثر مسببي العنف ضد الطفل هم أقرباء درجة ثانية من جهة الأب.
- يتكرر الاعتداء في معظم الحالات.
- كانت معظم الإصابات عند الطفل المضطهد سحجات وكدمات.
- حدثت معظم الأذيات المشاهدة على الطفل بفعل أيدي أو أدوات كليلة
- حدثت معظم الأذيات على الرأس والأطراف العلوية.
- قد يقع الأطفال ضحية أي نوع من الاعتداءات الجنسية (اغتصاب، لواطة..).
وفي ختام المحاضرة أكد الدكتور أنه لا بد وجود قانون للعنف العائلي لحماية الطفل والمرأة هذا المطلب الذي تمحورت حوله كافة المداخلات التي قدمها الحضور كخطوة هامة للحد من العنف ضد الأطفال
ثناء السبعة
المصدر: موقع نساء سورية