عرض - مي عباس
اسم الكتاب: كيف تصنع طفلًا مبدعًا؟
اسم المؤلف: عبد الله محمد عبد المعطي.
عدد الأجزاء: 2.
عدد الصفحات: 422.
الناشر: دار التوزيع والنشر الإسلامية.
تاريخ النشر: الطبعة الأولى 1428هـ- 2007 م.
يُقدم الكاتب في هذا المؤلف طرحًا مختلفًا عن الكثير من الكتب التربوية المتداولة، فهو يتطرق لقضية الإبداع واكتشاف موهبة الطفل وتنميتها من وجهة إسلامية، ويطرح عشرات الأفكار والنصائح التي تهدف لتغيير نمط التفكير لدى الآباء والأمهات تجاه أطفالهم فلا يصبح هدفهم هو تأديب الأطفال والناشئة فحسب، وإنما مساعدتهم إلى تحقيق التميز وتنمية الملكات والمواهب.

يتميز هذا الكتاب بجزئيه بأنه عملي جدًا، ويمنح القارئ خططًا واضحة، وأفكارًا سهلة قابلة للتطبيق الفوري، ولا يغفل عن إرشاد الأبوين للمعاني التربوية العامة التي تمكنهم من إنشاء أطفالا مبدعين ولكن بعبارات سهلة وموجزة.

ولأن المؤلف عنون لكتابه بـ"كيف تصنع طفلا مبدعًا في عام" فإنه يقدم في أولى الصفحات جدولًا مقسمًا على 12 شهرًا لتضع فيه كل أسرة ما يناسبها من أفكار عبر وسائل عملية أساسية، وهي: شعار الشهر الإبداعي، ومجلس الابتكار العائلي،  وفكر مع فكار، ومجلس الشورى العائلي، ويستعرض هذه العناصر الأربعة في مقدمة الكتاب التي جاءت تحت عنوان: (كيف تصنع مبدعًا ربانيًا؟).

الشهر الأول: أبنائي ليسوا صغارًا

وبعد المقدمة يقدم لنا الكاتب نماذج لـ4 شهور إبداعية، الشهر الأول: شعاره الإبداعي "أبنائي ليسوا صغارًا" ويركز فيه على أهمية احترام الصغار وعدم التقليل من شأنهم، مع أفكار عملية لابتكارات مثل صُنع مرشح للمياه في عنصر مجلس الابتكار، ثم يتطرق لقضية الحكم على الأشياء، وكيف ندرب الأطفال على معالجة الأفكار وذلك في عنصر فكر مع فكار الخاص بالشهر الأول، ويختتم هذا الشهر في مجلس الشورى العائلي بقضية التلفاز، وكيف يتشارك الوالدين مع الأبناء في وضع خطة لمواجهة خطر التلفاز.

الشهر الثاني: قسوة الآباء نتاجها غباء

أما الشهر الثاني من شهور الإبداع فشعاره "قسوة الآباء نتاجها غباء" ويركز فيه بأسلوب سهل وضرب للمثال على أهمية قيمة الرفق في التربية الناجحة، ثم يقدم في عنصر مجلس الابتكار بعد الحديث عن أهمية النوم لتنشيط العقل، يقدم فكرة لعمل البريسكوب بخطوات تفصيلية مصورة، وفي عنصر فكر مع فكار لهذا الشهر يتعرض لمسألة هامة في تنشئة الطفل المبدع وهي "التفكير الشمولي"، وتعليم الأبناء الانتباه لجميع العوامل المحيطة بالقرار قبل اتخاذه، وذلك من خلال تمارين عملية، ومناقشة جماعية، وأسئلة واختيارات للأبناء، ويختتم الشهر الثاني في مجلس الشورى العائلي بنقاش عائلي مميز حول قضية الصدقة وبذل الخير للفقراء بخطوات عملية وقصصية تحفز الطفل وترسخ في داخله قيمة العطاء.

الشهر الثالث: ألقاب سلبية وأخطاء تربوية

ينتقل المؤلف في الجزء الثاني ومع الشهر الثالث للتنشئة الإبداعية بشعار "ألقاب سلبية وأخطاء تربوية" ويركز فيه على أهمية اختيار ألقاب إيجابية تنمي ثقة الطفل في نفسه، وخطورة التنابز بالألقاب وإطلاق المسميات السلبية على الطفل، كما يُعرج الكاتب في هذه المسألة على طرق اكتشاف نقاط التميز.

وفي مجلس الابتكار العائلي لهذا الشهر يتعرض لقضية هامة وهي المعالجة الذكية أي التفكير في شيء بغرض تحسينه وتطويره، وذلك عبر عشر خطوات يختتمها بتجربتين عمليتين، الأولى على المظلة الشمسية، والثانية على تطوير القلم.

وفي عنصر فكر مع فكار يتطرق إلى أهمية القوانين في حياة البشر، وكيفية وضع قانون لأي أمر في حياتنا، ثم يختتم الشهر مع عنصر مجلس الشورى العائلي بالحديث عن أهمية جعل البيت نظيفا ومنظما عن طريق مشاركة عاصفة بين الأبوين والأبناء بخطوات متدرجة لوضع قانون للمنزل يجعل من منه نموذجًا للنظافة والنظام والسرور.

الشهر الرابع: القراءة ليست هواية

شعار هذا الشهر الإبداعي "القراءة ليست هواية" يتطرق فيه لأهمية تنشئة طفل قارئ، وتأسيس مكتبة للصغار في البيت، وقراءة الأبوين للأطفال، وكيفية اختيار القصة المناسبة لهم.

وفي مجلس الابتكار العائلي يتطرق لأهمية التدبر والتفكر في خلق الله تعالى، وأنها طريقة رائعة لتوليد الأفكار الإبداعية، ثم يتعرض لطريقة التفكير بالمقلوب كطريقة مثالية للابتكار وتغيير الروتين والاختراع، مع وضع أمثلة عملية. كما يقدم في هذا العنصر طريقة لصنع زهرة بلونين ولنش من علبة سردين.

وفي عنصر فكر مع فكار يتطرق لقضية التفكير المنطقي وأنواع النتائج المترتبة على القيام بعمل ما، مع قائمة بتمارين عقلية للتدرب على التكفير المنطقي.

ويختتم هذا الشهر مع عنصر مجلس الشورى العائلي بعنوان :"كيف نضيء حياتنا بالقرآن؟". حيث يقدم كلٌ من الآباء والأبناء أفكارًا لحياة مرتبطة بكتاب الله تعالى في جميع جوانبها، والإقبال على القراءة والحفظ والتدبر ومعرفة الإعجاز العلمي حتى لا تصبح بيوتنا مقابر.

وفي المقال القادم بإذن الله نستعرض عددًا من الأفكار والتوجيهات التي قدمها الكاتب في ثنايا الشهور الإبداعية الأربعة لتنمية الحس الابتكاري والتفرد واستخراج مواهب الأطفال وتعزيزها.