رام الله- صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، كتاب جديد بعنوان "النساء في إسرائيل..الدولة والمواطنة" للبروفسوره نهلة عبدو، ويقع في185 صفحة.
يقدم الكتاب ومن منظور جديد قراءة معمقة للواقع النسوي في إسرائيل، مركزاً على المجموعات المهمشة والعلاقة فيما بينها، وعلاقتها مع الفئة الاشكنازية المهيمنة التي تصنع الخطاب النسوي، وتستغل موقعها وسلطتها وأدواتها للتحدث باسمها وباسم الفئات الأضعف المحرومة.
تضع عبدو دراسة النساء في إسرائيل في سياقها التاريخي، عبر تفكيك علاقة "التقسيمة" النسوية بالدولة وهويتها، وكيف انعكس ذلك بتسييد الاشكنازيات على الشرقيات، وبالتأكيد وقبل ذلك انعكاس الطابع الكولونيالي للدولة على المرأة الفلسطينية ونسيج حياتها الاجتماعي والاقتصادي المرتبط بالأرض التي سلب معظمها.
يتألف الكتاب من أربعة فصول:
يبحث الفصل الأول في أدبيات المواطنة الإسرائيلية عموما ويسعى في نفس الوقت إلى أن يقدم إطارا نسويا لتحليل مواطنة النساء. إنه يبحث في إشكالية الأدبيات التي تعرف إسرائيل باعتبارها "ديمقراطية إثنية". ويسعى الفصل، بواسطة التحليل التاريخي، إلى بلورة إطار نظري لفهم وضع النساء في إسرائيل من خلال دراسة علاقات النوع والعرق والطبقة. ويتم النظر إلى النساء الفلسطينيات، باعتبارهن مجموعة "وطنية" ذات حقوق وأصول أصلية، على العكس من المجموعات الإثنية الأخرى مثل النساء الأشكنازيات والمزراحيات.
ويتناول الفصل الثاني السياق التاريخي المحدد واللحظات التي أثرت على أوضاع مختلف فئات النساء في إسرائيل وشكلتها ثم أعادت تشكيلها، إلى جانب نتائج وتأثيرات طبيعة الدولة الإسرائيلية على وضع وأحوال النساء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خلال فحص تفصيلي لمنطقتين حيويتين في الحياة والخبرة: الحقوق الاقتصادية والوضع الاقتصادي من ناحية والخبرات التعليمية من ناحية أخرى.
يتناول الفصل الثالث وضع النساء الاقتصادي في إسرائيل. وفيه تتم مقارنة أحوال النساء الفلسطينيات مع أحوال النساء اليهوديات الأشكنازيات والمزراحيات باستخدام المنهج المقارن. أما الأمور التي يقوم بفحصها وتحليلها فتتضمن معدل مشاركة النساء في القوى العاملة وطبيعة تلك المشاركة من حيث طبيعة العمل، العمالة، البطالة، الفقر والأداء الإنتاجي بشكل عام، حيث يتم البحث في أوضاع النساء الاقتصادية في كل مجموعة على حدة، ثم المقارنة فيما بينها.
الفصل الرابع والأخير يتناول قضية تعليم النساء. عبر التركيز على مجموعتين مهمشتين من النساء: العربيات الفلسطينيات واليهوديات المزراحيات. ويتم فيه تحليل أوضاع تعليم النساء الفلسطينيات والمزراحيات تاريخيا، وكذلك في الوقت الحالي، باعتبارهن ضحايا سياسات إسرائيل العنصرية، ثم تجري المقارنة بين المجموعتين وبين النساء الأشكنازيات.
ومما جاء في مقدمة المؤلفة:
تتسم الأدبيات النسوية حول النساء في إسرائيل بأنها منقسمة إلى حدّ كبير: فباستثناء النسويات الأشكنازيات اللاتي يملكن السلطة والقدرة بصفتهن مشتركات في ثقافة مهيمنة ويستطعن الكتابة بل ويكتبن فعلا عن "الآخر"، نجد أدبيات النساء الفلسطينيات والمزراحيات مقتصرة إلى حدّ كبير على أنفسهن. من هنا تأمل هذه الدراسة أن نسد فجوة ضخمة في الأدبيات المتوفرة من خلال تقديم تحليل مقارن لفئات المواطنات الثلاث في إسرائيل. وسوف نقوم بدراسة كل فئة على حدة مع تركيز أكثر على المجموعتين المهمشتين من ثم دراسة العلاقة فيما بينها أو في علاقتها بالفئات الأخرى.
إن توافر أو غياب الأدبيات، التاريخية أو تلك التي تتناول سياق النساء المهمشات في إسرائيل، هو واحد فقط من الأسباب الأساسية التي دفعتنا إلى عمل هذه الدراسة. التحدي الآخر الكبير عند الكتابة عن المواطنة النسائية في إسرائيل، باستخدام المنهج المقارن والتاريخي، يكمن في كون الجزء الأكبر من تلك الكتابات منحازا للذكور، حيث أنه كتب بواسطة ومشاركة الرجال ولأجلهم –ومن ثم فهو مفتقد لمنظور النوع الاجتماعي. لذلك فإن هذه الدراسة تأمل في أن تضيف إلى الأدبيات النسوية حول المواطنة، وأن تملأ الفجوة في الأدبيات المهيكلة والمنظر لها ذكورياً
كتاب "النساء في إسرائيل" لنهلة عبدو: تمييز عميق، متنوع ومتدرج
- التفاصيل