الكاتب: جين ماري ستاين- jean marie stine
الناشر: مكتبة جرير السعودية
عدد الصفحات: 269 صفحة من القطع الكبير
قراءة: عدنان عباس سلطان
شبكة النبأ
عند قراءتنا لهذا الكتاب القيم نكتشف منذ الفصل الاول كم كانت معلوماتنا لمزايا وطبقات العقل بسيطة ومتواضعة وقليلة المعرفة بجوهرة العقل الذي منحها الله سبحانه وتعالى الى الانسان حتى يخال لمن تسمح ظروفه بتصفح الكتاب ان ثمة مزايا وطبقات اخرى لم تكتشف وان مستقبل المعرفة قد يكشف عن تلك القدرات المدهشة للعقل البشري.
وبهذا الضوء الذي تفتحه لنا المؤلفة نستذكر عالم الاجتماع الرائد في العلوم الاجتماعية علي الوردي الذي تطرق الى بعض خواص وقدرات هذه الجوهرة العجيبة في كتابه العقل البشري ـ ويمكننا ان نتذكر ايضا كتابات ونظريات فرويد في علم النفس وكثير من العلماء الذين ساهموا بنشر المعرفة فيما يتعلق بهذا الموضوع وهو الامر الذي اعتمدت المؤلفة عليه في انجاز كتابها وبغض النظر عن التبريرات والاغراءات التي احتشدت لاغراء القارئ الا ان الكتاب في مضمونه يعد من افضل الكتب في مجال المعرفة النفسية ومعالجة الخلل الداخلي الذي يحط من مستوى الاداء لدى اغلب الاشخاص اثناء سلوكهم الحياتي ومواقفهم من المعترضات الاجتماعية او التربوية وبالتالي من معوقاتهم النفسية والثقافية التي تحول الى كبح قدراتهم المختزنة او المحبوسة داخل نفوسهم وهي قدرات عظيمة غير مستغلة اذ انها لم تنل التدريب الكافي لاستخراج ابداعاتها وقوة فعلها سواء على الصعيد الشخصي او على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
رغم اهمية هذا الموضوع في علم النفس او في علم الاجتماع ونيله اهتماما كبيرا في اوساط العلماء الا ان الخلل في رأيي ان هؤلاء المهتمون بهذا الكشف الحديث لم يتوصلوا الى الآلية التي يتم فيها التدريب التعليمي لاستخراج تلك القدرات المعطلة في العقل البشري والمؤلفة جين ماري ستاين تقترح تلك الآلية بعد تجارب عملية واستشارات موسعة مع افضل من يعمل في حقل العلوم الاجتماعية والنفسية والادارية وظهرت اخيرا بتجربة فريدة في مجال كتابها الموسوم بـ القدرة الذهنية الخارقة.
الآلية التي اقترحتها ليست نهائية فهي تقبل الاضافة سواء من قبل العلماء او من يعمل في هذا الحقل الضروري او من لدن الاشخاص الذين يطبقون التجربة على انفسهم حيث انهم من المحتمل ان يفعلوا اشياء من خارج الكتاب بما تفرزه عقولهم لمساعدة انفسهم ذلك لانهم في احوال التفتح الذهني تطرا على عقولهم طرق ابداعية كلما اجتاحهم شعور من الحيوية والنشاط والصدق والايمان بأنفسهم.
الكتاب مقسم الى ستة اقسام تبعا الى اجزاء القوى الذهنية الستة وهي الذكاء اللفظي. والذكاء المرئي. والذكاء المنطقي. والذكاء الابداعي. والذكاء الحسي والبدني. والذكاء العاطفي.
من منطلق ان هذه القدرات شبه معطلة عند اغلب الناس وما الابداعات التي خرجت من تحت ايدي العباقرة والمخترعين الا بكونها استغلال بنسبة اعلى من قبل هؤلاء العباقرة للقوى الاخرى المعطلة او شبه المعطلة من الذكاء. واننا اثناء حياتنا لانستغل الا اجزاء بسيطة هذا فيما نحاول او يحاول البعض منا ان يضع كل ثقله على الذكاء المنطقي فقط وبالتالي ايضا لانستغله بصورة كاملة الا بقدر الحاجة المحدودة واحيانا يجري تجاهله في الاوقات الحرجة بحيث يصبح من الضعف ان تكتسحه انفعالاتنا وغضبنا الذي لايؤدي الا الى مزيد من تفاقم المشاكل وضبابية الرؤيا والتخبط والارتباك ومن ثم الفشل في علاج المشاكل وتخطي الصعاب والعقبات.
الذكاء اللفظي:
هو اكثر اجزاء العقل البشري استخداما كوننا نحتاجه في كل حين خلال تفاعلاتنا الحياتية فهو وسيطنا للتفاهم مع الغير حتى ان كثير من المعاني تاتي في مخيلتنا على شكل الفاظ وتستدعي الفاظ محتملة اخرى كمعان اضافية لتشكل لنا انطباع الاخرين المفترض الذي نحسب حسابه حتى في خيالاتنا كون الاخرين مرآة شخصيتنا ورايهم سيكون لفظيا بما يعزز او يحط من شخصيتنا. ولعل التميز والتفرد مرده بالنسبة الكبيرة الى المرآة الاجتماعية الكبيرة في نفوسنا ولذا يحكم تعاملنا مع الاخرين الجانب اللفظي كونه الاداة الاكثر مباشرة والاكثر حيوية ولكن مع كل هذه الاهمية فاننا لانستخدم الا الشئ القليل من هذه الملكة الضرورية.
الذكاء المرئي:
قوة الملاحظة ودقة التمييز وتحليل المنظر والسماة والتعابير واخذ انطباع قريبا من الحقيقة يقود الى تخمينات مهمة على صعيد الموقف الذي ينبغي اتخاذه وتقدير الاجراءات والوسائل والاساليب التي يمكن اتخاذها بنجاح او بنسبة كبيرة من النجاح هذا فضلا عن ان تلك المرئيات سواء للاشياء او الناس يمكنها ان تشكل تجارب وصور يمكن استدعائها في اوقات لاحقة لربطها مع زمن آخر او مواقف اخرى ثم تشكل اساس مجرب لاجراءات مشابهة او قريبة اللون من اعمال جديدة، في نطاق المشاريع والاعمال التي تتطلب وضع راس مال يقابل الكلفة في الانتاج او الخدمات او البناء والذكاء المرئي يشكل للكتاب حصيلة وافرة في دراسة احوال المجتمع او العلوم النفسية او كتابة الروايات والقصص كذلك يدخل في العلاقات الشخصية او تجمعات العمال الذين ينتظمون في المؤسسات على تنوع اختصاصاتها.
الذكاء المنطقي:
وهو الذكاء الاكثر استعمالا في حياتنا اليومية وهو المعول عليه في تفاعلات الناس مع بعضهم وهو المحدد للاهداف والحسابات المستقبلية والآنية كونه القاعدة الاكثر عقلانية ويحضى بقبول الجميع حيث يحتكم اليه البشر في مشاكلهم ويستجيبون له الا ان هذه الملكة رغم اهميتها القصوى الا انها غير مستغلة بكامل طاقتها ايضا فليس كل الناس من يستعملها للصالح الايجابي.
والمنطق قد يكون في الجانب السيء فهو اذن حمال اوجه ويشهد على ذلك كثير من القضايا ودعاوى المحاكم ويمكن عده مسابقة كلام في اغلب الاحيان هذا فضلا عن ان كثير من الاشخاص يضعف لديهم ذكاء المنطق ان لم يتدربوا عليه بصورة جيدة ولذا تمنى حياتهم بالفشل والهزائم في معترك الحياة.
الذكاء الابداعي:
النمطية في التفكير والاعتياد على ماهو سائد وعدم الرغبة في المغامرة والخوف من الفشل وفقدان الثقة بالنفس كلها امور تؤدي الى الاحباط وتدعو الى التراجع والتهيب والفشل في نهاية المطاف وتجعل منا حالمون ننتظر العصا السحرية ونحن لانبارح المساحة المتواضعة التي نقف عليها وهي عكس الاقدام وتثوير الملكات الابداعية في عقولنا ونحن ننشد التطوير واستغلال الفرص الجيدة الموآتية في عالم اليوم في كل مجالات الحياة نحو مستقبل رشيد من النمو وحل المشكلات ورفد الحياة بحيوتها.
الذكاء الحسي والبدني:
ظل الجسد مذموما ثقافيا لدى البشر من خلال مقارنته بالسمو الروحي والبحث عن المعنى الجليل وهذه المقارنة مخطوءة بالاساس ذلك لان الروح هي مجمل الانسان الذي لايمكن تجزئته قلبا وقالبا وان الفهم الخاطي عن الجسد كانت ظالمة له الى حد بعيد وقد فهمت كثير من الوصايا الربانية في غير معناها وإلا لماذا تؤدى العبادات الجسدية اذا كانت الروح هي المعنية بكل شئ، ثم لماذا تحدد الرغبات الجسدية وفق حدود معينة. لماذا نرفع ايدينا بالدعاء ان كانت الروح والنية في طلب الاشياء من الله سبحانه وتعالى؟. ان هذا القدر القليل من التفكر كافيا ان يثبت لنا ان الجسد معني ايضا وان له المكانة المرموقة ويعد ذكاء متفردا في فاعليته العقلية وهو ايضا فاعل في مجمل سلوكنا فضلا عن انه غطاء الروح ويحمل كثير من صفاتها الجيدة او السيئة فهو اذن نوع من الذكاء الذي يتناغم مع الملكات الاخرى في جوهرة العقل البشري.
الذكاء العاطفي:
صداقاتنا ومن نختار صحبتهم وعلاقاتنا العملية في المؤسسات والمدرسة والمعامل ومع ابناء جلدتنا وحتى ذكرياتنا والتشكلات النفسية مرد كل ذلك وغيره الى العاطفة والمزاج وحب او كره الاشياء او الوقوع في غرام امرأة والنجاح في الحياة الزوجية والنجاح في العمل او الاخفاق في نيل الحظوة والفشل قي العلاقات العامة مبني اساسا على العاطفة فان من يفشل في استغلال هذه الملكة يصبح محبطا لاينفع في أي امر من امور الحياة الكريمة وقد يمسي منبوذا او من اولئك المستحوذين على حقوق غيرهم وقد تقوده الحاجة الى ان يكون سارقا او مجرما او في افضل الاحوال متشردا لايملك لحياته معنى او قيمة تجاه نفسه او اتجاه المجتمع. يحمل فشله اينما حل او ارتحل.
وهكذا هي الاقسام الستة التي تطرحها الكاتبة جين ماري ستاين في كتابها القدرة الذهنية الخارقة في برنامج امده 21 يوما وتضع لكل من هذه الاقسام ما يلائمها من التدريب الملائم من خطوات عملية يمكن تطبيقها بسهولة ويسر بامكان أي شخص ان يقوم بها بصورة جادة ونظامية وهي اذ تقترح تدريباتها تسرد لنا كثير من القصص والحكايات والتجارب التي حدثت مع اشخاص تعرفهم قد قاموا بالتدريبات ولاقوا نجاحا باهرا واختلفت احوالهم وهانت مشاكلهم وتذللت الصعاب التي كانت تعترض مسيرة حياتهم.
وهكذا يعينك الكتاب على مضاعفة قدرتك العقلية في 21 يوما من خلال 21 تدريبا ممتعا وبسيطا تم وضعها على اسس علمية لتصبح اكثر ذكاء وابداعا وبديهية ونجاحا لتحقيق اهدافك. وتحويل ذهنك الى مسجل عقلي قادر على استيعاب كل كلمة وسماعها وقراءتها والقفز الى الحلول المنطقية في اعقد المشكلات من خلال برمجة اللاوعي لديك لتصل الى النجاح.
قراءة في كتاب: القدرة الذهنية الخارقة
- التفاصيل