مروان الصقعبي
الكتاب:الأساليب النبوية في تربية الأطفال.. تأملات وتوجيهات
تأليف مروان بن صالح الصقعبي
الناشر: اللجنة الوطنية للطفولة, المملكة العربية السعودية, 1430هـ.
الصفحات:65 ص.
الإسلام اليوم
"كيف يتربى الأبناء تربية صحيحة؟"
سؤال يطرق الكثير من العقول في عالمنا المعاصر، الذي تراكمت فيه المعارف السلوكية والمناهج التربوية، والطرق الفكرية، بعد الانفتاح الهائل الذي شهدته البشرية في هذا الزمان الجديد.
ولا شك أن كل إنسان حريص على حسن رعاية أبنائه، والقيام على أمر تربيتهم بالطريقة المثلى، والمنهج القويم..
ومن هنا كانت فكرة الباحث الأستاذ مروان بن صالح الصقعبي التي بنى عليها كتابه: "الأساليب النبوية في تربية الأطفال.. تأملات وتوجيهات".
ففي عصر "العولمة" وثورة الاتصالات وانفتاح الآفاق المعرفية، واتساع الخيارات الأسلوبية في التعامل مع الأطفال، يكون خير ما يتوجه إليه الإنسان هو السلوك المعصوم، والتعامل المتوازن مع الطفل، الموثوق في فعاليته وعظيم قيمته، وذلك كله لا يكون إلا بدراسة منهج النبي في التعامل مع الأطفال وطريقة تربيتهم، وهو الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
عرض الكاتب لتفاصيل هذه الفكرة، في ثلاثة فصول تخللتها مباحث تبين عناية الإسلام الكبرى بالطفل، وكمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وتنوع أساليب التربية التي انتهجها صلى الله عليه وسلم مع الأطفال.
وجاء من تلك الوسائل "التربية بالقدوة"؛ فنموذج المحاكاة كان له أثر كبير في سلوك الطفل وفي تربيته وفي توجيهه إلى شيْء رائع وجميل وسلوك قويم وحميد, ففطرة الطفل ومحاكاته لقدوته تجعله يقوم بهذا التصرف الرائع.
كما تعرَّض الكاتب إلى أسلوب "التربية بالحوار والتوجيه", فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يجمع في ثنايا حواره مع الأطفال التوجيه الرقيق والنصح لكثير من المفاهيم التربوية, حيث أن أهمية الحوار وثمرته تكمن في التوجيه, فالحوار الهادف هو الذي يؤدي إلى التغيير المرغوب فيه, كما يؤدي إلى تصحيح كثير من المفاهيم والأخطاء.
وجاءت وسيلة "العناية بالموهوبين" كأحد وسائل التربية الصحيحة, وقد كان من تعامله (صلى الله عليه وسلم) مع الموهوب ورعايته له أن يخصه بزيادة علم عن غيره من الأقران, فقد طَرَحَ على ابن عباس وهو طفل صغير كماً كبير من الجوانب العقدية والشرعية التي قد لا يستوعبها الأطفال في مثل سنه, وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد اكتشف موهبته وتميز قدراته العقلية ونبوغه وامتلاكه لأدوات الفهم والاستيعاب مما جعلهُ (صلى الله عليه وسلم) يخصه بحديثه.
كما ربى النبي صلى الله عليه وسلم الأطفال بمخاطبتهم مخاطبة الكبار, فقد كان من كمال الأسلوب التربوي الراقي والرائع لديه صلى الله عليه وسلم أن عزز هذا الجانب لدى الأطفال, فعاملهم معاملة الكبار في السلام عليهم وتقديرهم واحترامهم واستئذانهم, وكذلك في تعزيتهم والثقة بهم ومبايعتهم وتكليفهم بالمهام والمسئوليات وحفظ الأسرار, فلا شك أن هذا يولد لدى الطفل شعورًا كبيرًا بالمسؤولية وتقدير الذات والثقة بها.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوظف "خطأ الأطفال" ويستثمره تعليميًّا وتربويًّا مع عدم اللوم والتوبيخ والعقاب, وقد روى البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: "كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم, فكنت أدخل بغير استئذان, فجئت يوماً فقال: "كما أنت يا بني, فإنه قد حدث بعدك أمر: لا تدخلنّ إلا بإذن".
وقد عرض الكاتب هذه الأمور الهامة التي تشغل بال كل مربٍّ، في لغة سهلة ميسورة، بعيدًا عن التعقيد، مع التعزيز بالأمثلة والبعد عن التنظير الخالي من الشواهد، فالكتاب مشحون بالآيات والأحاديث المصحوبة بالتعليق التربوي الهادئ، والاستنباط العفوي الجميل، مما يجعل من الكتاب مادةً رائعة للتربويين، والأسر، ولذا كان جميلًا أن يصدر الكتاب تحت رعاية وزارة التربية والتعليم، من أجل نشر هذا الوعي التربوي السليم، بهذه اللغة الراقية الجادة
الأساليب النبوية في تربية الأطفال
- التفاصيل