الكتاب:المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين
المؤلف:سامي عامري
الطبعة:الأولى -2010
عدد الصفحات857 صفحة من القطع المتوسط
عرض:نادية سعد معوض
صدَر حديثًا كتاب تحت عنوان المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين للباحث سامي عامري صاحب عدة كتب متخصصة في محاججة النصارى، وذلك برعاية المؤسسة العلمية الدعوية العالمية...مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان، وللكتاب عنوان فرعي إضافي هو: ردًّا على كتاب القمّص مرقس عزيز المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام حيث افترى هذا القمّص على الإسلام في عرض موقفه من المرأة, وادّعى في المقابل تكريم الكتاب المقدس والنصرانيّة لها.. والكتاب في حقيقته موسوعة إسلاميَّة عصريّة للرد على الشبهات التي يثيرها الشرق والغرب النصرانيين حول مقام المرأة في الإسلام..
ويهدي الباحث كتابه إلى كل نصرانية اختارت الإسلام دينًا والتحقت بركب الناجيات فصرن من القابضات على الجمر في زمن القهر والجور..
وقد قام بتقريظ الكتاب ثلَّة من العلماء الأجلاء منهم الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود الذي يقول : إنّ عِظَم دور المرأة في الأسرة المسلمة, وما تمثّله من قيمة داخل المجتمع الإسلامي؛ ليفسّران لنا تركيز أعداء الإسلام المستمر على صدّ المرأة الموحدّة عن دينها وتشويه صورته في عينيها.

وقد تتابعت الكتب والمقالات المشوّهة للتصوّر الرباني الإسلامي لمقام المرأة ودورها في الحياة, وبلغ هذا التحريف والتزييف أبلغ مداه في كتاب نشره قمّص من الكنيسة المصريّة, لم يدّخر فيه جهدًا لتلفيق الأكاذيب والأباطيل صدًا منه عن دين الإسلام وشريعته, فكانت جولة جديدة من تدافع الحق والباطل.

وقد تصدّى لهذا القمّص, الأخ الباحث سامي عامري –وهو من المتخصصين في دراسات الأديان والاستشراق التنصيري- لردّه عن حمى الحقّ, كاشفًا عصمة الإسلام ممّا رُمي به من أباطيل, ومظهرًا ما في دين القمّص من منكرات تنسف القيمة العظيمة التي رضيها ربّ العالمين للنساء؛ كلّ ذلك بتفسير آيات القرآن الكريم بنفس سني علمي, وتمييز صحيح الأحاديث من سقيمها على منهج المحدّثين, ومناقشة نصوص التوراة (العهد القديم) والإنجيل (العهد الجديد) في العبريّة واليونانيّة, وفي أشهر ترجماتهما: السريانية واللاتينيّة, مع تعقّب هذه النصوص أيضًا في الترجمات الإنجليزيّة والفرنسيّة الحديثة. كما كشف معاني النصوص ضمن سياقاتها, واحتجَّ بنقول كبار النقّاد الغربيين ممن سلّم لهم النصارى بالتخصّص الدقيق في هذه الأبحاث, وردّ كلّ اقتباس إلى مظانِّه من كتب ودوريَّات علميّة؛ فلم يذر للمنصّرين بابًا للردّ على ما جاء في الكتاب من حقائق.

وإنّ هذا الكتاب لحجّة على ما قرّره أئمتنا من قبل من أنَّ أمَّة الإسلام قد تُهزم في عالم القوّة الماديّة وينالها سنان الظلم بالأذى, لكنّها منتصرة أبدًا في ميدان البيان باللسان حيث حجّة الوحي ظاهرة على الخلق.

أما الداعية الإسلامي فيصل عازر (نصراني سابقًا) يقول في تقريظه للكتاب : إنّني اليوم لفي غاية السرور أن أزفّ إلى الأمة هذا السفر النفيس الذي يدفع فيه أخي ورفيق دربي الأستاذ سامي عامري شبهات المنصّرين المتعلّقة بموقف الإسلام من المرأة؛ فقد كرّ على شبهاتهم التي ساقها أحد أعلامهم والمسمّى بمرقس عزيز فجعلها جذاذًا وأثرًا بعد عين..إنَّ خبرتي التي اكتسبتها من المكوث على مطالعة الكتابات التنصيريَّة التي تروِّج بين شباب الكنيسة؛ لَتَكشف لي بصفاء وعمق, الفرق الشاسع بين كتابات المنصّرين التي تفتقد إلى الموضوعيّة والتوثيق العلمي والتدرّج المنطقي في بناء الأفكار والاستدلال, وما جاء في هذا الكتاب من بحث منهجي صلب يحترم التوثيق العلمي والترتيب المنهجي للأفكار بما يؤكّد تفوقّ المكتبة الإسلاميّة التي ترى في عقل الإنسان قيمة ثمينة لا بدّ من احترامها وصونها عن الإسفاف والابتذل.

ثم يستطرد قائلا: لقد كانت الكتابات التنصيريَّة الطاعنة في الإسلام التي تروّج بين شباب الكنيسة, والتي كتب على الكثير منها لا توزِّعوا هذه الكتب للمسلمين بتاتًا ولخدام الربّ لا للتوزيع, مميّزة بأسلوب الافتراء الواضح الذي كان يمارسه مؤلّفوها؛ إذ كانوا يكثرون من دعوى النقل الأمين عن الكتابات الإسلاميّة؛ حتّى يبدو هذا المعترض في صورة الباحث غزير المطالعة في الكتابات الإسلاميّة, وأنّه لا ينسب إلى الإسلام إلاّ ما قرّره علماء الإسلام أنفسهم, وبذلك تتمّ السيطرة النفسيّة على القرّاء السذّج الذين لا يعرفون طريقًا إلى التأكّد من صدق النقل والإحالة, وهو منهج قديم أصيل لكتّاب الكنيسة, لا زالوا يخضعون لسلطانه في كتاباتهم وبرامجهم الفضائيَّة, ولا سبيل لمواجهته؛ لاستنقاذ ضحاياهم منه, إلاّ بتعريته علميًّا بما يكشف تدليس هؤلاء الكتّاب وافترائهم وجهلهم, كما فعل أخي الأستاذ سامي عامري في هذا الردّ..

وإنّ هذا الكتاب الذي يقدّمة (رفيق الدرب) لإعلان للأمة الإسلاميَّة عن ميلاد طبقة جديدة من الباحثين الذين يأخذون الأمر بقوّة مراعاة لحرج المرحلة التاريخيّة التي نعيشها, فهم اليوم يدرسون النصوص في لغاتها الأصلية, ويتتبّعون دقيق الأفكار وجليلها بالعودة إلى المصادر الأكاديميّة, ويتابعون آخر الإصدارات من الكتب والمجلات الدورية الصادرة عن أعرق الجامعات الغربيّة وأشهر الجمعيَّات العلميّة.. وإنّي لأهدي هذا الكتاب إلى الفتيات والنساء النصرانيات في بلادنا؛ ليكتشفن هوّة الخديعة التي أسقطن فيها على أيدي المنصّرين الذين جمعوا بين الجهل بالإسلام والكذب المتعمّد لتجميل النصرانيّة بما ليس فيها..إنّها هديّة إلى كلّ بنت نصرانيّة تبحث بجدّ عن طريق للنجاة من الأسئلة الحائرة التي تطاردها كلّما فتحت الكتاب المقدس لتنشد في أسطره جوابًا شافيًا لقلبها التائه.

ثم يختم كلامه قائلا: إنّ هذا الكتاب هو أحد حبّات عقد يضمّ مجموعة دراسات لنفس المؤلّف في موضوع السجال بين المسلمين والمنصِّرين حول المرأة ومقامها وحقوقها.. وأنا أدعو إلى تدريسه وتدارسه بين العاملين في الدعوة؛ لأنّه يقدّم للداعية المسلمة حقائق علميّة من بطون كتبٍ لم تلامسها الدراسات العربيّة سابقًا, كما أنّه يعرض بصورة واقعيّة منهجًا إسلاميًّا حيًّا في ردّ شبهات المنصّرين وإخراس وساوسهم..

ويناقش الكتاب موقف الإسلام من المرأة من خلال نصوص القرآن الكريم وصحيح السنّة النبويّة, ويبحث في مقام المرأة في النصرانيّة من خلال تشريح الكتاب المقدس بلغاته الأصلية وأشهر ترجماته القديمة والحديثة, وأقوال آباء الكنيسة, وأبحاث كبار النقاد الأكاديميين في الغرب.. كل ذلك مع توثيق كل نقل وإحكام كل قول.

كما يحاكم الكتاب علميّة القمّص مرقس عزيز ومدى أهليّته -كأحد رؤوس الكنيسة المصريّة الأرثوذكسية- للخوض في الدراسات الإسلاميّة والدراسات النصرانيّة على السواء, ويتّخذه كنموذج لكشف غياب الأمانة العلميّة في الكتابات الكنسيّة حول الإسلام.

منهج الرد

بعد وقفات الأستاذ عامري مع مرقس قبل البدء في دحض مفترياته، يقف وقفة عميقة لتحديد المنهج الذي يوصل علميًا إلى الحق، ثم يلج في سرد شبهات الكاهن الواهنة ليكرّ عليها بالحجة القوية المدعمة بعقل راجح ومعلومات غزيرة. ونقطة الانطلاق دعوى مرقس عزيز أن النصرانية الحالية هي باب الخلاص الوحيد للمرأة!

لكن المؤلف الهمام يلقمه حجرًا وراء حجر..         حيث بين الباحث أن منهجه في الرد النقل الحرفي من كتاب القمص بأخطائه في الرسم والنحو والصرف وهي كثيرة جدًّا لا تكاد تُغادر من كلامه شيئًا مع الإحالة إلى الصفحة ثم ترتيب الرد عدديا أولا، ثانيًا،...، عاشرًا حتى ينتبه القارئ إلى أوجه ضعف شبهات القمص وليعلم أن دفع الرد لا يكون بالكلام المجمل أو بالرد على وجه واحد من الاعتراض وإنما يكون بالرد على جميع الأوجه، ويبدأ الباحث في الأغلب بإبطال الشبهة التي يرمي بها الإسلام حتى يعلم القارئ أن القمص مزيف للحقيقة جائر في دعواه،والالتزام بالأحاديث الصحيحة وتخريجها في الهامش وإعمال دلالة اللفظ العربي لغة واصطلاحا ولما كان القمص أرثوذكسيا رد عليه الباحث من أقوال آباء الكنيسة والتوثيق لأي معلومة والترجمة لعامة الأعلام غير المسلمين الذين ينقل عنهم الباحث

ففي ردِّه على شبهة أن النساء -في نظر الإسلام- ناقصات عقل ودين بحسب فهمه القاصر، يسدد له طعنات قاتلة هي عبارة عن نصوص من كتبهم المقدَّسَة تزعم أن المرأة ككائن نجسة مطلقًا!! والأمر ذاته يتكرر مع شبهات ضرب المرأة وميراثها وتعدد الزوجات والطلاق...

لقد ردّ المؤلف في هذا السفر العظيم على شبهات وأباطيل كثيرة، حُشدت حول المرأة ومكانتها في الإسلام، ردّ عليها بمنهجية علمية دقيقة، التزم فيها الموضوعيَّة والنزاهة وإيراد الحجج والبراهين، ولقد رجع الباحث إلى نصوص كتبهم التي يعتقدون أنها من عند الله !! وتوخّى أن يعود إلى نُسخ الكتب المعتمدة لديهم بلغاتها الأصلية كشفًا للتزوير في الترجمات، وحرصًا على الدقة في إيصال المعلومة، وإحقاقًا للحق ودحضًا للباطل وشبهاته، وقد أبان لنا المؤلف عن مدى الانحطاط الذي بلغته المرأة فيما يطرحه المنصرون من ضلالات زعموا فيها القداسة، فأبطل مزاعمهم وردّ على ترهاتهم.

ويعرض الباحث في الكتاب الموقف الإسلامي الصحيح من المرأة معززًا بالأدلة القاطعة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة ووقائع تطبيقية في العصر الذهبي عصر السلف الصالح. كما ينسف أباطيل رجل الدين النصراني ويفضح جهله وكذبه معًا.

وقد زوَّد المؤلف كتابه بأربعة ملاحق توثيقيَّة مهمة للغاية، أولها: القرآن الكريم ومنكرات مرقس عزيز، والملحق الثاني:الحديث الشريف ومنكرات مرقس عزيز، والملحق الثالث: القمّص المعجمي لفضح جهل عزيز باللغات: الإنجليزية والعبرية واليونانيَّة واللاتينيَّة والقبطيَّة!! وأما الملحق الأخير فقد خصصه عامري لتفنيد كتاب منصّر يدعى: حمدان داغر لأن كتابه رائج جدًّا في شبكة الإنترنت بين النصارى وزعاماتهم الموتورة.

وكتاب سامي عامري، مزود بفهارس للآيات القرآنيَّة الكريمة والأحاديث الشريفة الواردة في الكتاب، ثم بيان بالمراجع وهي بالمئات باللغات العربيَّة والإنجليزيَّة والفرنسيَّة، الأمر الذي يفسِّر سعة إطلاع المؤلف وقدرته على تتبع خطايا القوم وسقطاتهم الشنيعة وكذلك الكتابات النقدية المتعقلة التي صدرت بلغات غير العربيَّة.

إن هذا الكتاب السفر العظيم ليُعدّ مرجعًا علميًا رصينًا؛ لا يستغني عنه باحث عن الحق، أو دارس في مقارنة الأديان، خاصة أنه حفل بقائمة متنوعة من المصادر والمراجع بشتى اللغات وهذه إطلالة على الكتاب لاغني عن الإطلاع عليه لأن ما ورد فيه من الصعب ترك جزئية حتى لو كانت صغيرة..

المؤلف
سامي عامري باحث ومتخصص في دراسات العهد الجديد والاستشراق التنصيري، درس في كليّة الحقوق قبل أن يلتحق بدراسة الشريعة، ويجيد اللغات العربيَّة والإنجليزيَّة والفرنسيَّة, واللغتين العبريَّة والسريانيَّة, بالإضافة إلى يونانيّة العهد الجديد.

له عدد كبير من المؤلّفات ما بين مطبوع ومخطوط منها : الحجاب.. شريعة الله في الإسلام واليهوديَّة والنصرانيَّة، محمد صلى الله عليه وسلّم في الكتب المقدسة،

بشرى موسى عليه بمحمد صلى الله عليه وسلّم لا بيسوع، قيامة المسيح من الموت.. حقيقة أم خرافة؟ نقْض شبهة اقتباس القرآن الكريم من كتب اليهود والنصارى، والحقائق العلميَّة الحديثة.. بين إعجاز القرآن الكريم وأخطاء التوراة والإنجيل..

JoomShaper