الكتاب:الثورة السورية "ثورة وطن"
المؤلف:مجاهد الرفاعي
الطبعة:الأولى 2012م
عدد المجلدات: الثاني
عرض:محمد بركة
صدر حديثًا في مجلدين كتاب (الثورة السورية، ثورة وطن، غرس الأجداد وملحمة الأحفاد، دماء زكية تتدفق، ومستقبل راشد يتألق) للكاتب/ مجاهد بن حامد الرفاعي.
يقوم المؤلف في المجلد الأول من الكتاب بتوثيق جانب من جوانب الثورة السورية، وهي جوانب عديدة تحدث عنها عدد كبير من أبناء الشعب السوري، الذين اجتمعت كلمتُهم وانعقدت إرادتُهم على أمر واحد؛ ألا وهو إسقاط النظام السوري.
يقول الكاتب: نحن اليوم أمام حالة ثورة عفْوية، ولَّدها الظلم والطغيان، فهي باعتقادي تدبير رباني، جاء ليجعل تدمير ظلم الظالمين بتدبيرهم {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين}. فهي ثورة مسالمة لا تملك سلاحًا إلا سلاح طلب النصرة من الله تعالى، ومن ثم سلاح الإرادة الصلبة والتصميم الجازم على التحرر من ظلم الظالمين وإقامة حياة حرة كريمة. وهذه فرصة ومنحة ربانية ينبغي على أهل السنة ألا يضيعوها، وذلك بالمبادرة إلى الاهتمام بالثورة السورية، وتوفير أسباب نصرتها، وتحقيق أهدافها؛ بإسقاط النظام السوري، وإنهاء أخطر مرتكز ومقوِّم من مقوِّمات التحالف الإستراتيجي الإيراني السوري العراقي وحزب الله، وتحطيم كل المخاوف التي تقلق شعوب ودول المنطقة، مثلما تقلق العالم من عواقب استمراره وتحقيق مقاصده. وبالأمس كان المجتمع الدولي يبحث عن خيارات تُنهي الرعب الإيراني وتحالفه مع سوريا وحزب الله، فها هو الخيار قد جاء عَفْويًّا من داخل أخطر مرتكزات هذا التحالف المجرم؛ فلماذا هذا الصمت الإقليمي والدولي حياله؟!
ويأتي الكتاب للحديث عن تاريخ رجال وقيادات حوران التي انطلقت منها الثورة السورية المجيدة، وعن رجالات الحكم الوطني بقدر ما توفر من معلومات، وللربط بين بطولات أبناء الشعب السوري في ثورتهم الحبيبة الجارية بوجه الطغاة اليوم، وبين بطولات آبائهم وأجدادهم مع الغزاة الطغاة المحتلين عبر التاريخ.
وقال الرفاعي: إن الشعب السوري ماضٍ في ثورته التي تسير من نجاح إلى نجاح.
وهذا هو المجلد الأول من موسوعة الثورة السورية بمناسبة مرور عام.
وضم الكتاب الأول من الموسوعة مجموعةَ مقالاتٍ وصورًا وأرشيفًا عن تاريخ حقبة ما قبل الاستقلال إضافة إلى مقالة افتتاحية بعنوان: "ماذا يجري في العالم اليوم؟ متعمقةً بالساحة العالمية وخفاياها، طارحةً سؤالًا هو: ماذا نحن فاعلون؟
كما تطرق الكتاب إلى (ما يجري في سوريا منذ 1967م إلى وضعنا الراهن) بتفصيل وتحليل مهمين.
انطلاقة الثورة السورية
تحدث الكتاب عن انطلاقة الثورة السورية من حوران بتاريخ 9/3/2011م حين خرج أطفال حوران (درعا) وهم الأكثر تضررًا ومعاناةً من مظالم النظام، فعبروا بشكل عفْوي عن مشاعرهم بعبارات ضد النظام، كتبوها على جدران مدارسهم، مما أثار غضب وجنون الحاكم العسكري هناك المدعو العميد/ عاطف نجيب -وهو ابن خالة بشار الأسد- فاعتقل الأطفال وعذبهم بل وشنَّع في تعذيبهم، فاقتلع أظافر أيديهم وأرجلهم، مما أثار غضب أهاليهم الذين جُنَّ جنونُهم عندما رأَوْا حالة أطفالهم، فاندلعت الغضبة الحورانية العارمة، تطالب بالبدء بمعاقبة المجرم عاطف نجيب، ولكن غطرسة العصابة أبت أن تسمح للمظلوم أن يُعبِّرَ عن حالة ظلمه والمطالبة بمعاقبة من ظلمه؛ لأنهم يعتبرون ما قام به الحاكم العسكري بدرعا إنما هو من أخص خصوصيات واجبات مهمته، بالإضافة إلى أن قانون الطوارئ -الذي يسود في سوريا منذ ما يقرب من نصف قرن- يقضي بعدم معاقبة أي رجل أمن على أية جريمة يرتكبها أثناء قيامه بواجب حماية النظام وأمنه، وراح الإعلام السوري يكيل التهم الكاذبة لأبناء حوران ويتهمهم بالعمالة لإسرائيل -وهم أبناء العشائر العربية الأصيلة الأبية- مما زاد من توتر الحالة، وخرج أبناء حوران بقضهم وقضيضهم يُعَبِّرون عن غضبتهم ورفضِهم الطعنَ بأصالة هويتهم وإخلاصهم لوطنهم، الذي حُرِّر بدماء آبائهم وأجدادهم، فكان الرد الوحشي الدموي من عصابة النظام وبتحريض من إيران مكشوفًا مفضوحًا، وذلك لتحذير الشعب السوري من التجرؤ على رفع رأسه، بعد أن حسبوا أنهم قد أذلوه وركَّعوا إرادته وعزته، فجاءهم الرد بالشكل الذي لم يكن بحسبانهم من أهل حوران، حيث هب أهل حوران هبة رجل واحد؛ رجالًا ونساءً، وشبابًا وشاباتٍ، يقودهم رؤساء عشائرهم وعلماؤهم ومثقفوهم وممثلوهم في مجلس الشعب السوري؛ حيث أعلن الشيخ/ ناصر محمد خير بيك الحريري -شيخ مشايخ حوران- انسحابه من مجلس الشعب السوري احتجاجًا على ما تمارسه السلطة من قمع وحشي بحق أبناء حوران، وقال بالحرف الواحد: إن لم أستطع حماية أبنائي من رصاص الغدر فلا معنى لوجودي في مجلس الشعب. وبذلك يكون أول من انشق على الإطلاق عن النظام السوري، ولن ينسى له التاريخ ذلك.
ولحق به وأيده الشيخ المهندس/ خليل إبراهيم محسن الرفاعي، شيخ مشايخ عشائر الرفاعي في حوران وسورية.
ولحق بهما وأيدهما الشيخ/ يوسف محمد أبو رومية، شيخ عشيرة السعدي في حوران.
ولحق بهم وأيدهم الشيخ/ يمان مقداد، شيخ عشيرة المقداد في حوران.
واستقال الشيخ/ رزق أبازيد، مفتي درعا.
ثم أعلن الشيخ/ أحمد الصياصنه -إمام وخطيب المسجد العمري الكبير- رفضَه واستنكارَه للبطش الشنيع الذي تمارسه السلطات الأمنية بحق أهالي حوران.
ثم استقال العشرات من رؤساء الدوائر الحكومية من البعثيين وغيرهم؛ احتجاجًا على مجازر النظام في درعا.
ولبى مواقفَ عزتهم وشممهم أبناءُ سوريا الأبية من أقصاها إلى أقصاها، حيث انفجرت ثورة عزة وشمم عفْوية، عمت سوريا بكاملها؛ نتيجة للمخزون التراكمي من الاحتقان الطائفي والاجتماعي والسياسي على مدار ما يقرب من نصف قرن، أي منذ سقوط النظام الوطني السوري عام 1963م.
وطرح الكتاب رؤية في (مصطلح الحكم المدني)، و (سوريا الغد)، و (مسودة الميثاق الاجتماعي الجديد). وتضمن وثائق لمراسلات غاية في الأهمية تخص الثورة السورية.
وختم الجزء الأول من الموسوعة الكتاب بالتحدث عن (حوران الماضي ونضالها).
جرائم العصابة القرداحية الوحشية
ثم يأتي المجلد الثاني من الكتاب لتوثيق جوانب أخرى عديدة من الثورة السورية المجيدة التي تضمنها المجلد الأول وتحدث عنها عدد كبير من أبناء الشعب السوري الأبي الأشم، الذين اجتمعت كلمتهم، وانعقدت إرادتهم على أمر واحد، ألا وهو إسقاط العصابة القرداحية المحتلة للوطن السوري، والمستلبة لإرادته وسيادته، والمزورة لهوية انتمائه العربي والإسلامي منذ 1963م.
كما يتحدث عن مستجدات الثورة السورية المجيدة، ويرصد المزيد من جرائم العصابة القرداحية الوحشية، معتمدًا في جل مادته من معلومات ووثائق على ما اقتبسه من موقع (المجلس الأعلى للثورة السورية) وبعض المواقع الأخرى وهي كثيرة، أما لماذا الاعتماد على موقع المجلس الأعلى المذكور آنفًا؟ فقد ذكر الكاتب في المجلد الأول لذلك سببين:
أولا: سبقه على غيره من المواقع الأخرى في التحدث بشكل علمي وموضوعي عن الثورة.
ثانيا: لكون مادته جاهزة ومرتبة ومتسلسلة الأمر الذي تفتقر إليه مادة المواقع الأخرى.
يقول الكاتب: بكل تأكيد إن ثورة الحرية والتحرير الجارية في سوريةَ الأبية قد فجر براكينَها ورفع مشاعل أنوارها شبابُ وشاباتُ سوريةَ ورجالُها ونساؤها الأباة، فهي صناعة وجدانية خالصة جاءت استجابة لنداءِ ضمائِرهم الحية، وتلبية لصرخات نفوسهم الأبية، ووفاء لمن سبقوهم في ميادينِ التضحية والفداء من آبائهم وأجدادهم من أجل حرية سوريا وعزة شعبِها وكرامته، جمعت كلمتَهم قيمُ العزة والكرامة، وألَّفت بين قلوبِهم ورصت صفوفَهم مرارةُ ضروب المعاناة من جرائمِ الطغاة والطغيان ومن جور الظلم والظالمين، قيادتُهم في رءوسهم، وتَوجهاتُهم نابعة من ضمائِرهم؛ فلا يستطيع أحد من داخل سوريا أو من خارجها أن يدَّعيَ تفردًا أو فضلًا خاصًّا في صناعتها وتفجير ينابيع خيرها، وإنه لكذب وافتراء أن تُنسبَ رايةُ هذه الثورة الحرة الشريفة إلى حزبٍ ما أو مذهبٍ ما أو طائفةٍ ما, أو جهةٍ ما, أو تنظيمٍ ما، من داخل سوريا أو من خارجها. أجل إنها ثورة شعب أبي شجاع ضاق ذَرْعًا لعقودٍ عديدةٍ بجرائم طُغْمة مارقة تسلَّلتْ في ظروفٍ استثنائيةٍ إلى مواقع السلطة والتحكُّم بمصائر البلاد والعباد، ففرَّطوا بأمنِ الوطن، وارتهنوا سيادته وإرادته، ومسخوا هويَّته وثقافته، باعوا أرضه، وأذلُّوا عزة أهله، وانتهكوا كرامتهم، وأذاقوهم أبشع صنوف القهر والحرمان، بل حرموهم من أبسط حقوق المواطنة والسيادة والانتماء.
كما تحدث الكاتب عن بنود وثيقة الخيانة التي تحدث عنها المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة وهو يخاطب المندوب السوري بشار الجعفري، والتي تؤكد أن بعض العلويين أكدوا تاريخيًّا -كما يظهر في الوثيقة- استعدادَهم للتحالف مع اليهود عملًا على الانغماس في مجتمعاتهم العربية. وكان أبرز الموقعين على الوثيقة سليمان الوحش والد حافظ الأسد.
وقدم الكاتب رؤية حول المشهد السوري والتحولات المتسارعة؛ أكد فيها أن حركة تفاعل الأحداث في سوريا أشبه ما تكون بحركة البورصة الدولية، ففي كل دقيقة تتغير لوحة الأرقام وتتغير المعطيات؛ مما يجعل المشهد السوري يتغير بسرعة على مدار الساعة، إلا أن هناك مرتكزات أساسية وأهدافًا إستراتيجية ثابتة وراء آلية حركة تَشكُّل المشهد السوري وتغيراته، وأن المواجهة المحتدمة في دمشق بين الثوار والعصابة المحتلة ثم حدوث المواجهة في حلب يعني تكامل مقومات معركة الحسم والنصر إن شاء الله، ويؤكد أن سقوط العصابة النصيرية وحلفائها أصبح وشيكًا.
وكانت خاتمةُ الكتاب فصلًا يوثق لجرائمَ لم يعرفْها التاريخ البشري قط للعصابة القرداحية وحلفائها من عصابات الحرس الثوري الفارسي وقتلة ما يسمى جيش المهدي وصبيان حسن نصر اللاة .
الكاتب:
هو الشيخ مجاهد بن حامد بن أحمد بن زعل باشا الرفاعي، وهو سليل مشايخ حوران.
حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد الإسلامي.
خبير في بحوث الاقتصاد الإسلامي.
مدير عام المنتدى الإسلامي العالمي للحوار.
مدير عام مؤتمر العالم الإسلامي.
عضو المؤتمر الدولي الإسلامي لقيادات من أجل العدل والمساواة.
الأمين العام لتآلف شباب عشائر سوريا.
عضو المكتب التنفيذي لمجلس القبائل العربية السورية.
أمين عام الحزب الوطني.
كتبه العبد الفقير إلى ربه العلي القدير
بشر بن فهد البشر
الثورة السورية "ثورة وطن"
- التفاصيل