ابني.. لا يكفي أن أحبك (رحلة إلى قلب الطفل وعقله)
- التفاصيل
المؤلف: سلوى يوسف المؤيد.
عدد الصفحات : 225.
الناشر: دار المعارف.
الحب غريزة فطرية بين الأم وأبنائها، ولكن لا يكفي فقط أن تحبهم أو توفر لهم الاحتياجات المادية ، بل تحتاج الأم إلى جهد تربوي لفهم نفسياتهم واحترام شخصياتهم لكي يكونوا راغبين في تطوير سلوكهم بأنفسهم وقادرين على تحمل مسئولياتهم ليصلوا إلى السعادة والنجاح .
ويحاول هذا الكتاب طرح نماذج عملية لمواجهة المواقف التربوية النفسية التي تمر على الآباء مع أبناءهم وهم يقومون بتربيتهم لتحقيق أهداف التربية السليمة، حيث يناقش كيف نتوجه بالنقد للطفل دون أن نجرح كبرياؤه ، وكيف نصل إلى عقله وقلبه لنحصل على تجاوبه ، وكيف نتعامل مع غرائزه ونعدل من حدة الغيرة والشجار بين الأطفال ؟ وذلك في ستة فصول ضمها الكتاب.
الفصل الأول "فهم الطفل .. الطريق إلى قلبه وعقله " وتوضح فيه المؤلفة سلوى المؤيد أن الطفل لا يستطيع أن يخفي ما يشعر به وأكثر ما يؤلمه ان نستخف بمشاعره أو نتجاهلها فهو يريد من والديه أن يفهما شعوره عندما يكون غاضبا أو غيورا أو حزينا او خائفا ، وعندما لا يجد ذلك التجاوب فإنه يثور عليهما ، وربما لا يدرك الوالدان سبب ثورته ، إلا انهم بشكل عام يمكنهم أن يتعلموا كيف يفهمون تصرفات أبناءهم وكيف يتعاملون معهم وبالصبر والتمرين سيمتلكون هذه المقدرة.
وتلخص المؤلفة هذه المهارة في ثلاث خطوات:
1 ـ الإصغاء باهتمام لما يقوله الطفل.
2 ـ محاولة تشكيل ما يريد أن يعبر عنه في ذهنك.
3 – إعادة صياغة مشاعر الطفل بتعبيرك الخاص.
وتفيد هذه الطريقة في استعادة هدوء الطفل النفسي ونظرته الموضوعية لما أثار ضيقه وإخراج الشحنة الانفعالية.
وتؤكد المؤلفة أن الإحساس بمشاعر الطفل ومشاركته إياها وعدم التقليل من شان الأمور التي تضايقهم ، يدفع الطفل إلى إلى الارتياح واحتواء مشاعره وبالتالي يطور نفسه.
وفي الفصل الثاني، توضح المؤلفة كيف نوجه الانتقاد للطفل ليطور نفسه وننتقده بشكل ايجابي يساعده على أن يطور شخصيته؛ فانتقاد أخطائه باستمرار دون ذكر الجوانب الجيدة في شخصيته يُشعره بأنه إنسان فاشل لا فائدة منه ويفقده الثقة بنفسه ويدعم السلوك السلبي لديه ، ولكن يجب أن يتعلم الآباء الانتقاد البناء الذي يساعدهم على تطوير شخصياتهم بأنفسهم ، فمثلا اذا اخطأ الطفل في عمل ما وقال له والده انه يقدر أن ما يفعله قد يكون صعبا لكنه متأكد انه سينفذه بالشكل الأمثل فهنا يشعر الطفل انه يحس به ثم يمنحه الثقة في القدرة على العمل ، وبهذا يوجه نقدا بناءا يقوم سلوك الطفل.
وتطالب المؤلفة الوالدين بعدم انتقاد الطفل نفسه بل انتقاد سلوكه فحسب ومساعدته على تغييره، وتقديم الشرح الكافي للاختيارات الموجودة أمامه ثم تركه ليأخذ القرار بنفسه.
كما تشير المؤلفة إلى أهمية التواصل من الناحية العاطفية وإظهار مشاعر الحب والاهتمام ثم توضيح أن كل النصائح من منطلق الحب والحرص على مصلحة الطفل، وكذلك عدم الانتقاص من شخصية الطفل أثناء انتقاده.
أما الفصل الثالث فيتحدث عن كيفية وضع حدود للطفل وكيفية معاقبته بشكل ايجابي ، حيث توضح أن التدليل المفرط بمثابة سوس ينخر في شخصية الأبناء وانه من الخطأ الفادح التساهل في وضع الحدود والضوابط للأبناء حتى لو كانوا غير راضين عنها ولكن بمكن بنوع من الود واللطف افهام الطفل ان هذه الحدود في مصلحته .
وتطالب المؤلفة الأم بالحزم مع الطفل دون الثورة والصراخ في وجهه لأن الصراخ يفقد الأم هيبتها أمام الطفل وسيتعود على هذا الأسلوب، ولكن يكفي استخدام نبرة الحزم في الكلام ، وعند رفض الطفل الالتزام توقع الأم العقاب المناسب عليه.
وقد يكون من المفيد أحيانا أن يشرح الوالدان سبب رفضهما لأمر ما ولكن لايجب استخدام هذا الشرح في الامور اليومية البسيطة.
أما الفصل الرابع فيتعرض لمشكلة دائمة لدى الكثير من الأمهات وهي مشاجرات الأبناء، وتوضح فيه المؤلفة أن أهم ما يحتاج إليه الطفل الغيور أن نتفهم مشاعره ولا نهاجمها حتى لا ندفعه إلى المزيد من الإحساس بالذنب وعدم الاطمئنان فمثلا إذا ضرب طفل أخيه الصغير فلأمه أن تقول له يبدو انك لا تحب أخاك، أرني ما يسببه لك من أذى وتعطيه عروسة ينفث فيها غضبه وربما يضربها ، وبعدها يتحدث الأب إلى ابنه ويحدثه بلطف عن أخيه ، ويطلب منه اذا كان غاضبا أن يتحدث لوالده ولا يتعنف على أخيه.
كما يطالب الكتاب الوالدين أن يمنحا أطفالهما وقتا واهتماما كافيا وإعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه ، كما تنصح المؤلفة بعدم التدخل في شجار الأبناء بشكل منحاز ، وعدم التوجه بالنقد المسبق لأحدهم ، إلى جانب العدل والمساواة بين الأنباء.
وفي الفصل الخامس: تشرح المؤلفة كيفية تحكم الآباء في غضبهم تجاه الأبناء، وتتلخص في عدة طرق ؛ أولها التعبير عن مشاعر الوالدان تجاه الابن بدلا من توجيه اللوم فيعبران عن سبب ضيقهما دون التوجه بالعنف والصراخ تجاه الطفل.
والأمر الثاني هو الابتعاد عن الطفل وقت الغضب ، ومناقشته في وقت لاحق عندما يذهب الغضب، والأمر الثالث هو تعلم قبول اعتذار الطفل .
وفي الفصل السادس والأخير: يتحدث الكتاب عن تعويد الأطفال على تحمل المسئولية وذلك بتجنب الإفراط في مساعدة الطفل في كل أموره وتعويده على الالتزام، ومعاقبته إذا قصر في التزاماته.
ومن أهم القواعد لزرع المسئولية في نفس الطفل هي الاهتمام بكل ما يفكر به الطفل وما يشعر به، وسؤاله عما يؤرقه، وتفادي الانتقاص من شأنه أو توجيه اللوم إليه ، ثم توضيح الآباء للأمر المطلوب من الابن دون أن يهاجم شخصيته.