* عبدالكريم بيروتي
تشكو المرأة العازبة التي تبحث عن زوج، من أن الرجال الطيبين والممتازين تزوجوا بالفعل، بينما تشكو النساء المتزوجات من رذالة أزواجهنّ المزعجبين.. وهذا ما يدل بطبيعة الحال، على أنه لا يوجد رجل طيب وممتاز في هذا العالم!
"بربارة نوفاك" فتاة أمريكية عادية تخرجت في مدرسة قروية بالقرب من المزرعة التي كان يملكها والدها، وكان من المفترض أن تنتظر فارس الأحلام الذي يتقدم لطلب يدها بعد تخرجها في الجامعة، لا سيما أن القدر لم يضع في طريقها شابّاً مناسباً طوال أربع سنوات من دراستها الجامعية.
لكن تلك الفتاة التي تربّت في بيئة ريفية تعجّ بالفلاحين، اهتدت إلى شعار عجيب جعلت منه عنواناً لقناعاتها بالنسبة إلى مسائل الحب، والحياة الزوجية، وتحقيق الذات؛ فقد طورت قناعة مفادها أن على المرأة أن "تحارب الحب" بكل السبل، وألا تسمح لعواطفها بأن تتحول إلى حجر عثرة في طريق تحقيق أحلامها وآمالها العريضة.
وسرعان ما تحولت تلك القناعة إلى دراسة؛ إذ بدأت "بربارة" في الإعداد لأول كتاب لها وهو بعنوان "يسقط الحب"، ضمّنت صفحاته كل ما استطاعت جمعه من حجج وبراهين تؤكد أن الحب يمثل إعاقة تمنع المرأة من تحقيق طموحاتها ويعرقل صعودها على طريق النجاح والمجد.
وهي تدعو نساء العالم إلى رفع الصوت عالياً لرفض ذلك "الشيء" الذي يسمى الحب، لأنه من وجه نظرها، ما هو إلا "خدعة كبرى" تمنع المرأة من تحقيق أحلامها.
ومن الغريب أن كتاب "بربارة" استطاع خلال أشهر قليلة أن يطيح أكثر الكتب مبيعاً في السوق الأمريكية، وأن يتربع على عرش المبيعات، وتم طرح أربع طبعات منه في العام الأول لصدوره.
وفي مراجعات القرّاء المنشورة على موقع الكتب الشهير "أمازون دوت كوم"، هناك الكثير من الآراء التي تدل على حماسة النساء تجاه الشعارات التي ترفعها هذه الكاتبة. ولو أردنا تلخيص تعليقات النساء اللواتي قرأن الكتاب في جملة واحدة، فهي: "يسقط الحب.. وتحيا الوظيفة". وبما أن الكتاب يقدم أفكاره بطريقة درامية، فقد تم تحويله إلى فيلم سينمائي حقق هو الآخر إقبالاً منقطع النظير.

 

موقع البلاغ

JoomShaper