تتحدث الرسالة الإلكترونية عن أربع فوائد للزوجة "النكدية"؛ الأولى تساهم في جعل لسان الزوج رطباً دوماً بذكر الله بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل". والثانية تدفعه لوصل رحمه ببقائه عند والدته هرباً منها. والثالثة تدفعه دوماً للنجاح في عمله؛ لأنه سيفضل البقاء فيه حتى لا يواجهها.
أما الفائدة الرابعة بحسب الرسالة فتكمن في محافظة الزوج على وزنه؛ لأن زوجته النكدية بطبيعة الحال ستتسبب في فقدانه لشهيته. هذه الفوائد التي أحصاها مرسل الرسالة وضحك عليها مئات الرجال، تقف عاجزة أمام سؤال مهم "ما هي أسباب ودوافع الزوجة للنكد؟!!".
وتصف الدكتورة "هيرفون" في كتابها (النكد الزوجي) مسألة "النكد" بأنه: "التعكير الدائم لصفو الآخر، وهو تماماً كالحرب النفسية، وترجع سببه إلى الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه أو لتربية خاطئة خضع لها منذ الصغر، أو محاولة لجذب انتباه الآخر كانتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلا".
ولم يحتر الرجال فقط في معرفة أسباب النكد في البيوت ولكن احتار معهم عشرات علماء الاجتماع والنفس الذين عجزوا عن تحديد سبب واضح ولكنهم فيما يبدو أجمعوا أن الرجل هو الذي يقف وراء "نكد" زوجته في الغالب.
ويرى الشاب عبد الملك.ع أن المنغص الأكبر في الحياة الزوجية هي الغيرة، مشيراً إلى أن وراء كل نكد زوجة غيرة أو خوفاً من أن يتزوج زوجها بأخرى.
وقال "لكن كل زوجة لها طريقة في الغيرة، فمن الممكن أن تحافظ على زوجها وتمنعه من النظر دون أن تنغص عليه حياته"، موضحاً أن تجربة أخيه الشخصية كانت خير دليل على ذلك".
وأضاف "أخي تزوج الأولى فنكدت عليه حياته خوفاً من أن يتزوج بأخرى، فتزوج الثانية التي اتبعت طريقة الأولى فما كان منه إلا أن بحث عن ثالثة وهو الآن يعيش بسعادة".
وغالباً ما تتهم الزوجة السعودية خاصة والعربية عامة بأنها زوجة نكدية وهو ما ترفضه سمر العمري وهي أم لثلاثة أطفال، حيث تصر على أنه لا توجد زوجة نكدية بطبعها ولكن ما تواجهه أي زوجة من مشاكل يومية مع أطفالها وفي بيتها يدفعها للعصبية الزائدة، مشيرة إلى أن أغلب الزوجات تتوقف حياتهن على أزواجهن وعندما يجدن تجاهلاً يبدأن في التعبير عن ضيقهن وهو ما يعتبره الرجل نكداً.
في حين يبدي أبو عبد الرحمن ضيقه من زوجته معتبراً إياها مثالاً للنكد بعد أن تسببت في تعلق أبنائه به بشكل أكبر وبعدهم عنها، قائلاً "الصراخ هواية لدى زوجتي ودوماً ما تختلق المشاكل بدون أي داع".
ويعتبر أبو عبد الرحمن أن الشيء الوحيد الذي يجيده لمواجهة ثورات زوجته "النكدية" هو الصمت، قائلاً "رغم أن الصمت يزيد ثورتها، إلا أن الجدال أخطر وربما يستمر لساعات لذا أفضل الصمت دائماً".
ومن جانبها رفضت مديرة الخدمات الاجتماعية ببرنامج الأمان السري الوطني الدكتورة نورة الصويان التعميم على الزوجة الشرقية أو السعودية بشكل عام أنها زوجة نكدية، معتبرة أن ذلك فيه ظلم لكثير من النساء.
وأضافت الصويان في حديثها لـ"سبق": "المراحل الأولى من أي زواج يكون فيه كثير من المشاكل، لكن الحقيقة أن المرأة ميالة بطبيعتها لحل الخلافات وتحسين العلاقة مع زوجها".
ولكن لكل مجتمع ظروفه الخاصة التي لا تتطابق مع أي مجتمع آخر، هذا ما تؤكده د.الصويان بقولها: "المرأة في مجتمعنا دائماً ما تربى على أن حياتها ملك لزوجها وأطفالها، فاهتمامها يكون محصوراً في زوجها خاصة في بداية حياتها الزوجية".
وأكدت في الوقت ذاته أن المرأة إذا ما شعرت أنها لا تحقق ذاتها في شيء معين، ربما تختلق المشاكل كنوع من التعويض، قائلة "لذا من الممكن أن تسعى المرأة في هذه الحالة لأن يكون لها طموح أو من الممكن أن تشغل بعضاً من وقتها في العمل التطوعي".
وأكدت في الوقت ذاته أن الحياة الزوجية قد تتحول إلى ما يشبه بحوار الطرشان في حال فقدان الزوج والزوجة لمهارات التواصل والحديث، مشددة في الوقت ذاته على أن يستمع الطرفان بعضهما لبعض.
وقالت" المرأة تميل دوماً للحديث؛ لأنها في حاجة إلى من يسمع لها، ولكن الرجل يميل إلى تقديم حلول وهو ما يبدو للزوجة عدم اهتمام بحديثها"، مطالبة الأزواج باحتواء زوجاتهم والاستماع لما يضايقهن وهو ما ستقدره الزوجة لاحقاً.
كما أكدت الصويان على ضرورة أن تفهم كل زوجة ذاتها، مشيرة إلى أن العصبية الزائدة تؤدي إلى شيء أكبر من ذلك، وربما تؤدي إلى عدم إحساس بالأمان.
وقالت "يجب أن يقدر كل طرف الضغوط التي يتعرض لها الطرف الآخر سواء في عمله أو علاقاته مع الآخرين مع تجنب التحفز، مشيرة إلى أن طرح المشكلة لا يعني الشجار وإنما محاولة التوصل لحل سوياً؛ لأن الزواج شركة وليس ساحة للعراك".
ودعت الصويان الزوجات إلى طلب المساعدة والتعبير عن غضبهن وقت الحاجة واللجوء إلى المتخصصين.
لكن دعوة الصويان وغيرها من المتخصصين لم تصل لزوج مصري أقدم على قتل زوجته للخلاص من نكدها بعد ثلاثين سنة من الزواج. وبحسب التقارير الصحفية فإن المزارع المصري وهو جد لـ13 طفلاً لم يجد حلاً سوى قتل زوجته وطعنها ليتخلص من نكدها، ليصلي بعدها ركعتين شكراً على الخلاص.
ومن جانبها قالت المحامية بيان الزهران: لا يصح أن يتم التعميم على أن الزوجات نكديات أو نطلق هذه الصفة على شخص معين، مشيرة إلى أن الكثير من القضايا التي ترافعت به كان فيها الزوج يطلق على الزوجة "نكدية" حتى أصبحت الزوجة غير قادرة على الاستمرار وتتجه للطلاق.
وأرجعت المحامية بيان نكد الزوجات إلى الأزواج أنفسهم، قائلة "بعض الأزواج لا يعاشرون أزواجهن بالمعروف وعندما يطالبن بحقوقهن يبدأ الزوج باتهام زوجته بأنها نكدية"، داعية الأزواج كافة إلى محاولة حل مشاكلهم بالصلح وعدم جعل الطلاق أول الحلول
موقع وطن