ماثيو بيرغير/وكالة انتر بريس سيرفس
واشنطن, يناير (آي بي إس) - يستهلك المواطن الأمريكي، يوميا، ما يزيد عن وزنه من حيث الكتلة، وإذا إستمرت هذه العقلية الإستهلاكية وإنتشرت بهذا القدر بين شعوب الأرض، لإتسع العالم لمجرد 1,4 مليار نسمة أي نحو خمس سكانه الحاليين.
هذا هو ما خلص إليه تقرير معهد وورلد ووتش المعنون "حالة العالم 2010: التحول من ثقافة الإستهلاكية إلي ثقافة الإستدامة"، الذي نبه إلي أن نصف القرن الأخير شاهد زيادة غير مسبوقة في معدلات الإستهلاك.
ووصف التقرير "ثقافة الإستهلاكية" السائدة بأنها "فيل في دكان خزف" خاصة عندما يتعلق الأمر بحل كبري المشاكل البيئية القائمة حاليا، ما يحتم البدء في التحول تجاه "ثقافة الإستدامة" كبديل لها.

وقال مدير المعهد كريستوفر فلافين أن "ثقافة الإستهلاكية ربما بدأت في الولات المتحدة، لكنها إنتشرت بلدا بعد بلد، ومن ثم يمكن الحديث عن ثقافة إستهلاكية عالمية تحولت إلي قوة جبارة في مختلف أرجاء الأرض".

وشرح التقرير أن "الناس يجدون معنى وقناعة في ما يستهلكونه" لكن هذا التوجه له آثار ه الكبيرة على المجتمع وعلى كوكب الأرض. وذكر علي سبيل المثال أن إستهلاك المواطنين الأمريكيين يرتفع يوما بعد يوم، بما يزيد عن وزنهم من حيث الكتلة.

وأقر فلافين بأن الإستهلاكية ليست هي العامل الوحيد المسبب للتدهور البيئي، وإن كان أحد الأسباب الرئيسية التي تنبني عليها عوامل أخري. وقال "في الهند والصين مثلا، لا يقتصر الأمر علي محاكاة الثقافة الإستهلاكية الأمريكية والأوروبية فحسب، بل ويمتد إلي محاكاتها بمعدلات أكبر".

هذا ولقد تضاعفت الإستهلاكية بمعدل ستة أضعاف منذ 1960 وفقا لبيانات البنك الدولي، وهو ما يعني - بإحتساب الزيادة السكانية في العالم- أن نفقات الإستهلاك للفرد الواحد قد تضاعفت بمعدل ثلاثة أضعاف. وأدي هذا الإرتفاع إلي زيادات مشابهة في إستهلاك الموارد.

فعلي سبيل المثال، زاد إستهلاك المعادن بنسبة ستة أضعاف، والنفط بنسبة ثمانية أضعاف، والغاز الطبيعي 14 ضعفا، كل هذا في الفترة المذكورة. وأضاف التقرير "في المجموع، يجري حاليا إستخراج 60 مليار طنا من الموارد الطبيعية، سنويا، بزيادة قدرها 50 في المائة علي مدي الثلاثين عاما الأخيرة".

كذلك فقد أدي تصاعد الإستهلاكية إلي نظم توزيع وإنتاج غير مستدامة. ففي القطاع الزراعي مثلا، يحصل المزارع علي مجرد ء سنت من دولار من أضل كل دورا ينفق علس أستهلاك الطعام في الولايات المتحدة، فيما تجني شبكة التوزيع 73 سنتا.

وعن الأضرار البيئية وتداعيات الإستهلاكية في مجال التغيير المناخي، فقد أشار هذا التقرير المعد من 244 صفحة إلي أنه حتي ولو حققت دول العالم أكثر أهداف خفض الإنبعاثات طموحا، فإن درجات الجرارة سوف ترتفع بنحو 3,5 درجة مئية بحلول عام 2100.

وأفاد تقرير معهد وورلد ووتش بأن التوجه نحو الإنتقال من ثقافة الإستهلاكية نحو ثقافة الإستدامة قد بدأ بالفعل في دول مختلفة من العالم.

وذكر علي سبيل المثال دستور إكوادور الذي يكرس حقوق الطبيعة، ويعمم مفهوم الإستدامة بين أطفال المدارس، حيث يجري تزويدهم بالمأكولات الصحية المزروعة محليا وتشجيعهم علي السير أو ركوب الدراجات بدلا من وسائل النقل في تنقلاتهم.(آي بي إس / 2010)

JoomShaper