"فوجئنا بهذا المقال عن رابطتنا في موقع سوري مرموق هو موقع نساء سورية. وقد تلقيناه بألم وأسف لأنه لم يسبق لنا أن ذكرنا شخصا أو هيئة او موقع بسوء. وإنما نحن نرصد الظواهر في الموقف المجتمعي العام..
مع كل الاحترام للرأي الذي قيل فينا، وإن كنا منذ البداية نراسل إدارة هذا الموقع ولا يراسلوننا. وبعد أن وصل إلينا هذا المقال متأخرا عن طريق صديق، نحب ان نؤكد أنه ليس في مشروعنا الانجرار إلى سجالات. وكل يعمل على شاكلته ويخاطب جمهوره.
ولنا سؤال واحد ليس للقائمين على الموقع فقط وإنما للكاتبين والكاتبات فيه فنحن نتابع الكثير من الملاحظات السلبية تصاغ على أقلامهم بطريقة ساخرة وقاسية عن القرآن وشريعةالاسلام
هل من ملاحظات مثلها عن المواثيق الدولية...
أم أن العصمة انتقلت إلى هناك..
مع كامل الاحترام
"

أمهات بلا حدود

 

نساء سورية: منذ أشهر انطلقت مجموعة جديدة في العمل في قضايا الأسرة تحت اسم "الرابطة الأهلية لنساء سورية"، دون أن توضح من هي الجهات والأفراد الذين يقودونها، ولا أين يعيشون ويعملون.


موقع الرابطة الأهليةومع متابعتنا لما صدر عن هذه الرابطة، فقد اعتبرنا أنه لا بأس ببعض الوقت قبل أن يتم التعريف بالرابطة. إلا أن أشهرا مرت دون أن يعرف أحد من هي هذه الجهة التي تعرف عن نفسها كما لو كانت "مرخصة"، إذ تتضمن أوراقها المنشورة إعلانا عن التأسيس، وما يشبه النظام الداخلي. دون أن يكون واضحا إن كانت مرخصة فعلا أم لا، ودون أن تتضمن أية أسماء لمن يعمل بها. وتكاد لا ترد أسماء في موقع الرابطة إلا حين تكون المواد منقولة عن جهات أخرى.
ورغم أن بعض أهداف "الرابطة" مثيرة للتساؤل، إذ يقف على رأس "دوافع" تأسيسها: "خدمة السلم الاجتماعي"! كما تقول صفحة "من نحن" خاصتها! وهو هدف يبدو غريبا بالنسبة للواقع السوري. إلا أن أهدافا أخرى تبدو واضحة إلى هذا الحد أو ذاك، منه "أن الغبن على المرأة يكرس بطريقة أو بأخرى بنص شرعي يساء فهمه ويساء تفسيره وتوظيفه لخدمة استمرارية تاريخية، أنقضت ظروفها، وغربت شموسها".
ويركز التعريف على "الدفاع عن (الأمومة)"، ولذلك حمل المقوع عنوانا له هو "أمهات بلا حدود". إلا أن التعريف يعتبر أن الأمومة مستهدفة من قبل "ساسة رأسماليين معلومين، اتخذوا من هيئة الأمم المتحدة مطية سياسية واقتصادية واجتماعية لتحقيق مآربهم"! في تكرار للجمع المعومة التي هدفت دائم إلى الانقضاض على حقوق المرأة وسلبها باسم "الخصوصية" الثقافية أو الدينية أو المجتمعية.
ولم يوفر التعريف أن يشرع فورا بمهاجمة من لا يتفق مع وجهة نظر "الرابطة"، إذ يقول: "فوجئنا بعد انخراطنا في العمل الميداني بوجود مجموعات من أصحاب وصاحبات (الحوانيتت) الأمريكية العاملة تحت مسميات مختلفة وفي شتى الأقطار العربية، يحملن الأجندة الأممية أو الرأسمالية الأمريكية تحت مسميات _ المجتمع المدني وحقوق الإنسان، والمؤتمرات الدولية، والسيداو ـ بلا تحرج ولا تمييز!!
ويشارك أصحاب (الحوانيت) هؤلاء ممن كان يطلق عليهم من قبل: لقب الطابور الخامس. في تشويه صورة مجتمعاتنا."
وهو ما يظهر بسرعة شديدة مع تصفح الموقع الذي يركز اهتماما شديدا على إظهار الاتفاقيات الدولية، والحقوق العالمية التي وصلت إليها البشرية في هذا المجال، كما لو كانت مصاغة حصريا وضد تصورات البعض عن "الإسلام" و"المجتمعات الإسلامية". فما هو ليس مطابق لهم ولتصوراتهم هو بالضرورة "طابور خامس"! فيما يعرفون هم حق المعرفة أن الطابور الخامس الحقيقي لا يعرف تمييزا بين التعري والتخفي، فهو  يتضمن أشخاصا أقسموا على ممارسة العنف والتمييز ضد المرأة، بعضهم من أشد "الورعين والتقاة"، وبعضهم من أشد "المنحلين"، بعضهم/ن ممن  يمشي عاريا دون لباس في الشوارع، وبعضهم/ن ممن يمشي عاريا في "نقاب" مزر في الشوارع، وجميعهم شركاء إقطاعية واحدة هي اقطاعية العنف والاضطهاد.
وبالطبع لا توفر هذه الرابطة جهدا لتأكيد أن تلك الجهات ليست إلا "مستخدمات" لدى "الأجندة الأممية أو الرأسمالية الأمريكية تحت مسميات: المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمؤتمرات الدولية والسيداو.."!  فيما لا تقدم أي تأكيد على اتهاماتها هذه، ولا تنطق بحرف عن الإرهاب الأصولي الذي يستخدم من قبل الإقطاع الديني الداخلي والخارجي، والذي يهدف إلى تدمير الأمومة نفسها التي يدافعون عنها شر تدمير، بتحويل المرأة إلى جارية للرجل وعبدة له ومأجورة إنجاب وإرضاع لأطفاله.
ويقول التعريف: "كنا نظن أن النساء السوريات الناشطات سيتعاونّ جميعاً على إصلاح الواقع الاجتماعي بهذا التمييز المبصر، وليس بالتقليد الأرعن لكل ما يفعله الأعداء، والاستحسان المطلق لكل مقرراتهم ولو كانت تقسيم فلسطين، وهدم الأقصى، وتدمير الأسرة، وتجميل الشذوذ، وإباحة الزنا، والدعوة إلى تكثير اللقطاء..."
والواقع أن هذه الرابطة قد نسفت مسبقا كل إمكانية للتعاون. فما دامت تعتمد صراحة ودون لبس مبدأ "بوش" نفسه في أن "من ليس معنا فهو ضدنا"، فهي تضع نفسها تلقائيا في خدمة المشروع التدميري لمجتمعاتنا الذي تشارك فيه قوى لا ترى في هذه المجتمعات إلا حظائر لتصوراتها ومصالحها، سواء تلبست هذه المصالح لبوس الدين، أو تلبست لبوس الاقتصاد، أو تلبست لبوس الخصوصية أو العالمية، فكلها سواء في محاولتها استعبادنا وتحويلنا إلى "رعية" صالحة لإقطاعييها.
والواقع إذا أرادت تلك "الرابطة" أن ترى بعين الشراكة والتعاون، فأول ما يجب عليها فعله هو التصريح عمن هي، ومن الذي يعمل بها. ومن ثم التوقف عن كيل الاتهامات السخيفة لمن لا يوافقها الرأي، واعتبار أن العاملين والعاملات في المجتمع السوري جميعا هم على قدم المساواة من الوطنية والنزاهة والإخلاص، اختفلت الرابطة معهم/ن أم اتفقت. أما أن تضع الرابطة نفسها في مكان "الإرهاب المجتمعي"، فهذا يعني ببساطة أنه تضع نفسها شريكة في العمل على تكريس العنف والتمييز، وبالتالي تكريس تدمير الأسرة السورية التي لا يمكن لها أن تقوم على العنف والتمييز، سواء سمي "شرعيا" أم "أمميا".

 

JoomShaper