جيمس مليك
يستطيع بعض الناس استغلال العلاقات في العمل لتعزيز مواقعهم غير ان تلك العلاقات قد تتحول أيضا إلى اداة قمع واضطهاد تقف عقبة أمام التطور الوظيفي.
وقد أوضحت الدراسات ان نسبة كبيرة من العاملين في بريطانيا لديهم علاقات عديدة مع الزملاء أو الزميلات في مكان العمل. لكن ماذا يحدث اذا كان المنافس أو الرئيس في العمل هو الطرف في تلك العلاقة؟!
هنالك دائما خطر استغلال هذا الأمر وفقا لقول بيتر هاندل من مركز تدريب كارنيغي الذي يشير إلى ان المشكلة الفعلية تبرز عندما تكون لطرف سلطة على الطرف الآخر.
ويتولى هاندل تدريب موظفين ينتمون إلى 75 بلدا في كيفية التعامل مع هذا الموضوع الحساس والصعب.
ويقول «هناك موضوعان مهمان: كيف يتأكد المرء من ان العلاقة تقوم على التوافق فيما بين الطرفين من دون وجود ارغام خفي أو مباشر، أو ان كان هنالك تضارب في المصالح».
سياسات الشركة
لدى الشركات المختلفة سياسات متباينة حول دخول موظفيهم في علاقات مع الزملاء والزميلات. فبعض الشركات تفرض حظرا شاملا على تلك العلاقات.
ويرى هاندل ان هذا الأسلوب يأتي بنتائج عكسية، بيد انه يتفق في الوقت ذاته بان هذه العلاقات قد تقود إلى مشكلات تعيق ادارة تلك المؤسسات بصورة سليمة.
«اذا كانت زميلة لديها علاقة جنسية مع الرئيس، فكيف لنا ان نتأكد ما اذا كانت تلك الزميلة لا تحصل على زيادة في الراتب وعلى مهام أفضل».
والعديد من الشركات تعمل على نقل أحد الطرفين إلى مكان آخر، غير ان ذلك قد يؤدي إلى مشكلات من نوع مختلف. ويقول هاندل «اذا نقلت الطرف المرؤوس قد لا تكون تلك خطوة عادلة، لكن اذا ما تم نقل الرئيس فان المؤسسة قد تفقد قائدا جيدا».
جوانب قانونية
وفضلا عن ذلك، فان نقل الموظفين إلى مكان آخر قد لا يشكل خيارا بالنسبة للشركات والمؤسسات الأصغر حجما. كما ان التخلص منهم قد لا يكون سهلا كذلك.
فهنالك جوانب قانونية يجب وضعها في الاعتبار عند نقل الموظف أو انهاء خدماته.
ويضيف هاندل «اذا انهيت خدمات الموظفة فان المؤسسة قد تواجه اتهامات بالتحرش الجنسي».
وتقول الحكمة الشائعة ان العلاقات بين الزملاء يجب ادانتها. واذا كان الرئيس أحد طرفيها فيجب ان تتخذ خطوات أبعد أو اللجوء إلى محام.
وتظهر الابحاث التي اعدها اندرو كاكاباداسي استاذ تنمية الادارة الدولية في جامعة كرانفيلد في انكلترا، ان نسبة 60 في المائة من مجموع الموظفين البريطانيين لديهم علاقة حميمة مع زميل أو زميلة في العمل.
ووصف ما يعنيه بعبارة «حميمة» بقوله انها أكثر من صداقة و«خطوة واحدة قبل التحول إلى علاقة جسدية». ويضيف «هنالك عدد كبير من العلاقات تتحول إلى علاقات جنسية».
ويقر بانه قد يكون من الصعب الاعتقاد ان ستة من بين عشرة زملاء لديهم علاقات حميمة.
ويقول ان الناس بدأوا يصدقون تلك الاحصائية عندما يسألون انفسهم «لماذا يتخذ الرئيس هذه القرارات لمصلحة بعض الأطراف؟».
السلطة والنساء
ويقول رود ليديل من مجلة «سبيكتاتور» «في مكان العمل عادة ما تجد النساء لديهن علاقة مع رجال يتولون مناصب أرفع ويميل الرجال عادة إلى الشباب والجمال في المرأة، بينما تنجذب المرأة تجاه السلطة». ويضيف ليديل «لا يمكننا ضبط مثل تلك التصرفات».
وتشير تقارير المنظمة الوطنية للمرأة في الولايات المتحدة إلى ان ما بين 50 في المائة إلى 75 في المائة من النساء الموظفات عانين من شكل من اشكال التحرش الجنسي في العمل.
ووفقا لاتحاد الادارة الاميركي، فان نصف عدد العلاقات الرومانسية في مكان العمل تقود إلى اقامة علاقات مستديمة أو تنتهي بالزواج.
كما انه في بعض المجتمعات فان مكان العمل يمثل المكان الطبيعي للقاء مع شريك المستقبل.
خدمة بي بي سي العالمية