داليا الشيمي
محترمة.. ومثيرة.. وأم.. ومثقفة.. ومنفتحة.. ومنغلقة.. تجيد التواصل.. ولكن لا تتواصل إلا بشروطى.. تعمل وتساعد وتعيش وسط المجتمع.. لكن فى نفس الوقت ربة منزل ليس لها سوى البيت والأسرة والأولاد وأنا.. يحسدني الجميع على شكلها. لكن دون أن تظهره إلا يعنى لو حبيت اتمنظر مثلاً مفيش مانع يكون الحجاب بين بين.. المساحيق تستخدم.. لكن بحرص لإنها طبعا متدينة.. أه ده من أهم شروطي !!!!!!!!!!!!!!!!
البداية
أهلا بكم ... ما سبق من كلمات هي تلك الخصائص التي يريدها الرجل الشرقي في المرأة التي يتزوجها .. وأرجو ألا تشعروا فيها بتناقض، فهو لا يشعر بذلك، ويرى أنه من البديهي أن تحملها..
وبالطبع نحن لا نحجر على رأيه، ولا نتدخل في التعليق عليها ، خاصة أنه في كثير من الأحيان يخرج لنا مهللاً.. وجـــــــــدتها..
وحينها نبدأ في أن نقول الحمد لله كنا مخطئين في أننا تصورنا أن هذه المرأة لا وجود لها.. فقد وجدها صديقنا أو زميلنا أو جارنا..
وفورا نذهب لتهنئته وانتظار الذرية التي تكلل هذا الحب .. ويبدأ كل منهما في شرح كيف وجد الأخر.. وكيف كان ينتظره إلى أن مَن الله عليه بالطرف الأخر.. إلى هذا الحد.. الأمر أكثر من رائع .
وهذه هى تطورات الموضوع
فجأة وبدون مقدمات يبدو على الزميل أو الجار أو القريب أنه في حالة ملل .. ثم حالة من الشكوى المتتالية سواء بالتصريح أو التلميح..
وفجأة أيضاً يبدأ في مدح سمة أو خاصية اكتشف بالصدفة أنها ليست متوافرة في زوجته ..
فهي تأكل وتشرب وتنظف فقط ولكنها فقد الثقافة والمشاركة الاجتماعية أو فجأة بدأت تهتم بعملها على حساب بيتها ولا يجد لنفسه مساحة ..
أو لا تغطى احتياجاتي وأشعر أن هناك شيء ينقصني ربما لا أعرفه، ولكنها بكل ما تملك لا تستوعبني..
وطبعاااااااااااااا .. هذه مقدمات لبداية رحلة جديدة في البحث عن صاحبة الخصائص الأولى .. وبالطبع ما زعزع الأمان، وما جعل زميلنا يكتشف أن زوجته ينقصها شيء ما هو ظهور امرأة أخرى تبدى خصائص ربما من خلال طبيعة العلاقة مع هذا الرجل تظهر بشكل أكبر.. فمثلا هي طموحة لأنها زميلة هذا الرجل ولا يشاهد منها سوى هذا الجانب.. أو هي شيك ومتأنقة لأنه يراها في المكتب أو في اجتماع .. بالإضافة إلى أنها ربما تصرف جل مرتبها على هذا المنظر الذي يراه ولا تختلف في المنزل عن زوجته ..
أو هي تعامله برقة أو اهتمام لأنه مديرها وفى مجال مقابلتهم لا ينازعه لا أولاد، ولا الحنفية التي تسقط ماء بح صوت زوجته في طلب سباك أو قسط الغسالة الذي تذكره به على السفرة لأنه لا يتواجد يقظاً وعلى قيد الحياة إلا وقتها..
وتظل هذه الدوافع الخارجية مع الطوارد الداخلية تعتمل عنده، تضرب هنا، وتنمو هناك.. ويبقى عليه الاختيار .
وتبدأ حكـــاية جديدة
يبدأ زميلنا وصديقنا وجارنا في الحديث حول أن المرأة التي تزوجها لم تكن حلمه.. فاكرين (الأولى) اللي هي قيل عنها وجدتها أرجو ألا تكونوا نسيتموها أو ارجعوا كام سطر تلك الكائن غير البشرى الذي نزل له من السماء ليحمل كل الخصائص حتى ما يبدو لنا أنه ربما متعارض أو وجود سمة بدرجة قد يقلل من سمة أو سلوك أخر ..
ويبدأ في الحديث عن الجديدة .. وللحق ربما لا يكون هناك جديدة، لكن تنتابه حالة من الرفض للوضع القائم، فلم يجد ما هلل لنا وانزعجنا به حينما قال وجدتها..
وقد يكون الحل من وجهة نظره في زيجة ثانية، وفيها يقول أيضاً
"وجدتها" ويبدأ في نفس الخطوات السابقة، ويبدأ وجهه في عكس نفس المراحل التي أصبحنا نفهمها ..
وقد يخشى البعض التعبير عن ذلك كي لا يقال عنه أنه لا يرضى أو إنه مزواج أو ... ولكن تبقى حياته وعمله وكل ملامحه تقول لك "أنا مش سعيد".
عايزة أقول إيه
عايزة أقول إني بكون مصدقة كل أصحابي وأصدقائي وزملائي ومن يستشيروني كأخصائية إرشاد زواجي في كل ما يقولون ..
نعم عزيزي الرجل أنت صادق، فزوجتك لا تغطى احتياجاتك، وهى ليست المرأة التي تمنيتها، وليست المرأة التي تكلفت مصاريف ومتاعب الزواج لأجلها..
وأقر أنني لست ضد زواجك من ثانية، ولا ثالثة، ولا رابعة، ولا أكثر دون جمع فهذا حق منحه الله، وأنا أنتمي لمدرسة عملية واجتماعية تتقبل ذلك في حالة الاتفاق بين الطرفين عليه.. بل أعتبرك أصدق من من يقف على الخط بين إعادة الاختيار أو تقبل الوضع الراهن ..
ويبقى اختلافي معك في نقطتين أساسيتين : -
1- هل يوجد هذا الشخص الذي تتمناه ؟؟
هل توجد المرأة التي تطلبها حينما تفكر في الزواج ؟!!! هل توجد امرأة كما وصفها لي أحد زوار مركزي لاستشارتي حين قال لي أنه في الرابعة والأربعين من عمره في انتظارها ومواصفاتها.. سامحوني هستخدم بعضا من كلماته وسأحذف البعض .. "في الحياة الزوجية تكون سيدة محترمة مثل أمي .. وفى الدين تكون على هدى الصحابيات .. وفى الشكل تشبه نجمات السينما حتى تمنعني من النظر عليهن .. وفى السرير تشبه (اسم مطربة معروفة بالإثارة) وفى رعايتها لأبنائها تشبه أمي أيضا.. وفى مظهرها الخارجي تشرفني ويحسدني الناس عليها، وفى نفس الوقت تحفظني ولا يطلع أحد على جسمها.. طموحة وتشارك في المجتمع.. ولكن ربة منزل لا تتأخرعنه .. مفكرة وقارئة تتحدث في أي مجتمع، لكن ليس لها خبرات ولا توجهات........" هو كتب لى حوالى صفحة و4 أسطر
عزيزي لقد تزوجت ما تمنتيه .. وليس ما هو كائن بالفعل.. (لقد خلعت عليها) ما بداخلك من نماذج جمعت بين أمك المحترمة وبين هذه الفنانة التي تغريك وتثيرك جنسيا .. وبين زميلتك أو هذه التي تناضل لقضية ..
اعلم عزيزي الرجل.. أن بقدر ما تحمل ستأخذ .. فإذا كنت تتمنى شخص كامل فهل أنت كذلك ؟؟ إذا كنت كذلك فأقدم اعتذاري وحقك تطلب ما تريد.. وإذا لم يكن :
فرتب أولوياتك.. حدد ما تستطيع الاستغناء عنه وما لا تستطيع، وإذا أحببت فقد أخذت (باكيدج) على بعضه لا يمكن أن تبدأ في فحصه، فلم يكن هذا هو الاتفاق من البداية ..
2- الأمر الثاني الذي اختلف معك فيه:
هو الاستمرار في ذكر سلبيات المرأة الأولى سواء عن حق أو مبالغة .. ليحق لك اتخاذ أي موقف.. أو كمبرر لفعل كالزواج من أخرى أو الحب لأخرى ..
فليس لهذا أو ذاك حاجة إلى أن تبرره، فالحب قد يأتي بعد الزواج، فهو مشاعر انسانية لا تقتل بعقد المأذون ..
والزواج الثاني حق لا فصال فيه ، وبالتالي فأنت لست في حاجة إلى ذلك.. وأعلم أن هذا يقلل من أرصدتك لدى الأخرى.. ولدى من تتحدث لديهم..
ألا يكفيك أن تقول أن لك حاجة في الأخرى .. حب.. عشرة.. رغبة.. وأنك ستلزم حدود الله..
ألا يكفيك أن تقول أن زوجتك الأولى سيدة رائعة ومن أحببتها بعدها امرأة ذات ملامح أخرى جعلتك (مع قدرتك.. ودون تدمير للأسرة) ستتزوجها وتحفظ حدود الله ..
لماذا تضع نفسك في موقف المدافع، وأنت صاحب حق (بشروط) لم يكن من بينها أن تسب الأولى التي لم تشبه حلمك ..
وصلنا لنهاية الموضوع لكامة ( حلمك ) نعم أنت تحلم بخصائص، وتقنع نفسك بأنها موجودة في هذه المرأة .. ثم تحملها مسؤولية أن مقاساتها لم تكن بنفس درجة مقاسات حلمك ..
وللمرأة عندي حديث أخر .. في موضوع قادم إن شاء الله .
عين على بكرة