أ.د. ناصر أحمد سنه/ كاتب وأكاديمي.
 
وانهمرت أدمُعي أنهاراً
لُذت إليها فراراً.
صرت ابكي نهاية
رحلتي، فسكبتها مدراراً.
صرت أبكي وحدتي
أموت غريباً وسط الأمصارا.
شكوت بها علتي، رجائي
عفو ربي ، إنه غفاراً. بكيت ذنوباً جنيتها،
ملئت سفرا، وأسفاراً.
بكيت غربتي في دنيا
 لا تقدر سوي الدينارا.
فإذا ظفرت به فالكل
حولك خلاناً وأنصارا.
وإن كنت أبياً لا تَذل
له،عيّـروك إعسارا.
وإذا ما قنعت برزقٍ
قالوا: لا تقل أشعاراً.
بل ابق دوماً لاهثاً
عبداً لبطنك، ليلا ونهاراً.
وابذل حيلك ، وفكرك
تُمطر بالذهب أمطارا.
وأنس عشاً حلمت به
تهدم العُش، وصار قفاراً.
وحلمك بفتاة تعي الحياة
تبدي، وصارا كما صاراً.
لا تلق بالاً لما رويته
بدموع الحب تبغي ثماراً.
وأراضٍ حرثتها، تهفو زرعها
أجدبت، وباتت بواراًَ.
وإن صرخت معترضاً
رموك بالقذر، أقذراً.
دعوني فحياتي صغتها
مترنماً بالقناعة أوتاراً.
أعيش لربي متخففاً
عن طين، وعن أوزارا.
أطير محلقاً بسمائه
متوكلاً، وهو يرزق الأطيارا.
سأعيش عفيفاً مُخلصاً
أبذل الحب الصادق أنهاراً.
يا صاحبي : ما امتلأت نفسك
حباً جُدت بها إيثارا.
وإن وصمتموني بجنون..
لقد ذهب عقله وطارا.
سأظل أشكو لله علتي
رجائي عفو منه إنه غفارا.

JoomShaper