لها أون لاين
بعض المثقفين العرب الذين لا يكفون عن الاستهزاء بالإسلام وقيمه، استثارتهم الموجه الأخيرة من دعوات حرق المصحف في أمريكا، وتنامي موجة الكراهية غير المسبوقة للمظاهر الإسلامية هناك، كما أثارهم التمييز العنصري بين الطلاب المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى، وحرمان المرأة المسلمة من حقها في الزي الشرعي الذي تراه مناسبا لدينها وثقافتها.

ونسى هؤلاء المثقفون أن كل هذا الرفض وهذه العنصرية من قبل المجتمع الغربي، ليست إلا حصاد أقلامهم التي كرست هذه الصورة وثبتتها في الذهن الغربي، بل وكرستها في الذهن المسلم الذي بات يرى نفسه في صورة المهزوم دائما! غير أن فريقا من هؤلاء المثقفين انتبه وتفاجأ مذعورا من حجم هذا الرفض وهذه العداونية، وراح يتساءل في سذاجة: لماذا يكرهنا الغرب؟ وماذا نفعل لبيان الصورة الحقيقة لديننا وحضارتنا؟.. وسؤاله مشروع ومطلوب خصوصا وأن المثقفين هم الذين يجب عليهم أن يتقدموا العوام، وأن يشرحوا لهم علاقتنا بغيرنا من الناس، ويوضحوا لهم آداب هذه العلاقة من كافة جوانبها.

ونحن نسأل هؤلاء المثقفين ومن على شاكلتهم: أليس ما يحصل اليوم هو من غرس أيديكم؟ أليس ما يحدث للإنسان المسلم في الغرب والشرق، هو حصاد أفكاركم، وجهادكم في إقصاء الإسلام عن حياة المسلمين؟ ألستم من أطلق بذرة التنكر للدين، ودعوتم لجعله خلفنا وأقبلتم على الغرب الذي لم تكونوا في حسابه يوما ما، واليوم لا يفرق بينكم ـ باعتباركم محسوبين عليه ـ وبين غيركم من عموم المسلمين وخاصتهم من الدعاة والمثقفين؟

هل آن الآوان ليقود المثقفون العرب شعوبهم ويصدعون بالحق والكلمة الطيبة التي تعرض الصورة الحقيقة المضيئة للإسلام أمام الغرب وغيره من العالمين؛ الذين طالما حاولوا البحث عن حقيقة الإسلام وجوهره، لكن بعضهم ـ سامحهم الله ـ كانوا يصدرون صورة واحدة ونمطا واحدا سلبيا ومهزوما؟
 هل آن الآوان أن يبذلوا قليلا من الجهد وكثيرا من النية الصادقة، وأن يقبلوا الصفحة ويأخذوا القرار السديد؟

JoomShaper