الدستور ـ طلعت شناعة
يقال: إن الانسان حين يضحك تتحرك كل عضلات جسمه. وحين يبتسم تتثاءب روحه . ولكنه حين يفرح بتحول الى كتلة من العمل والنشاط والاقدام على الحياة. هكذا يمنحنا الفرح اكسير الحياة التي قد تتلون بنا وتوقف تحركاتنا تارة باسم الاحباط وتارة بفعل الاكتئاب الذي يعد مرض العصر.
الطفل يحتاج الى الفرح. فتجده يفرح وهو ينتظر باص المدرسة ويفرح حين تقول له المدرسة:"احسنت ". ويفرح حين يعود الى البيت ليجد والده او والدته في انتظاره عند مدخل العمارة.
الطفل يفرح للاجازة وكذلك يفعل الكبار حين يحصلون على الوظيفة وحين يحصلون على زيادة في الراتب. وهو ما يعني تحقيق المشاريع المؤجلة او تلك التي توقفت بفعل الحياة ذاتها. الفتاة تفرح كما تقول نداء تحسين حين يشتري لها والدها لعبة او"دبدوبا"في عيد ميلادها. ورغم بساطة الهدية الا أنها تسعد بها . وتزيد نداء: الانسان بحاجة دوما للفرح ولا ينسى من يمنح له تلك البهجة الغائبة.

واذا كانت الفتاة تفرح لأن والدها قادر على اسعادها ، فان المرأة ايضا تفرح حين تستمع الى كلمة طيبة من زوجها وبخاصة بعد مرور سنوات على زواجهما. وتقول ام علي : رغم انني متزوجة منذ عشرين عاما الا انني اسعد لمفاجآت زوجي حين يباغتني بامتداح "طبختي" فان ذلك يعني انني ما زلت قريبة من نفسه . وكذلك حين يبوح لها بآماله وامنياته. ولكنها تتحول الى طفلة صغيرة حين يقول لها"احبك ". فان ذلك يعني انها لا تزال محبوبة وان السنين لم تنل من جمالها ومن عزيمتها.

ويقول ابراهيم السعيد: ان الفرح اساس الحياة وبدونه تتحول الحياة الى ماكينات تحصد ارواحنا ليل نهار.

ولهذا انا مع اقتراح اية مناسبة لممارسة الفرح حتى لو كانت مجرد رحلة الى مكان هادىء مثل رحلة نهاية الاسبوع الى اي مكان . ويضيف : انا عادة ما اهيء عائلتي للانبساط وللفرح وادعوهم دوما الى عدم نسيانه كعمل مواز للتعبير عن مكنونات النفس الانسانية التي تتلوى احيانا من كثرة ما يصيبها من تحولات بفعل ما تقوم به من نشاطات . حيث نجد من يصل الليل بالنهار من أجل تأمين قوت عياله. وهو يفعل ذلك تحت تأثير الأمل وما يسعد الابناء وافراد الأسرة: يسعده حتى لو بات ليلته متعبا من شدة الارهاق.

اذن لا بد من الامل ، ولا بد من البحث عن الايمان بما يبهج النفس كما يؤكد الدكتور سري ناصر استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الذي يصر على ان كل انسان في المجتمع يستطيع ان يكون سعيدا بطريقة او بأخرى ما دام يمتلك روح الانسان الحقيقية. فالعمل يحقق جزءا من الفرح وتوفير اسباب الراحة للابناء بقربنا من الفرح والغناء والفن يمنحنا واحة الفرح ، وهكذا نحن اسرى البحث عما يمكننا من البهجة والاستمرار في الحياة.

وترى شادية عثمان ( مدرسة ) ان الفرح لا يعرف وقتا خاصا به ولهذا لا ينبغي للمرء مهما كان ان يقنط منه ومن لقائه حتى لو اكفهرت ايامه وبدت وكأن صاحبه يسير في طريق مسدود. لا بد من الأمل ولا بد من الفرح،،.

JoomShaper