حياتنا مليئة بالتحديات والمشاغل والمشكلات, ومثلما ينعم الانسان بالسعادة والفرح احيانا نجده يعاني من الضيق والترح في احيان اخرى ولهذا السبب تنتاب الانسان احيانا نوبات من البؤس والتوتر لا يستطيع السيطرة عليها, وقد يتصرف الانسان في هذه الحالات بطريقة غير محسوبة, وتصدر منه اخطاء يندم عليها بعد ذلك.
لهذا ينبغي على الانسان ان يعرف وسائل السيطرة على التوتر. ومن أهم هذه الوسائل المزح والضحك وعلينا ان نفسح مجالا للضحك يوميا, ويرى الخبراء ان للضحك فوائد كثيرة خصوصا في اوقات الفراغ (Leisure Time) وهذا يعني ان علينا الاهتمام بالمرح وافساح المجال الكافي له في حياتنا اليومية ويرجع السبب الى ان للمرح فوائد جمة للصحة, وهو صنو السعادة وركيزة البهجة وعدو الاكتئاب والتوتر. فيما يلي بعض الستراتيجيات التي تمكننا من توسيع نطاق المرح في حياتنا اليومية:
كثير الناس يرون انهم مشغولون جدا بل ان هذا الانشغال اكبر حجما مما يرون أو حتى يتخيلون اننا جميعا, ندرك بأن العمل الذي يشغلنا ليل نهار مهم للغاية, لكن علينا ان ندرك ايضا ان للمرح والترفيه والفكاهة اهمية مماثلة واذا كان نمط حياتنا في هذا العصر يحفل بالضغوط الزائدة ويحرمنا من الاسترخاء وتلقائية السلوك وعفوية التصرفات فان اهتمامنا بلقاء اصدقائنا وقضاء وقت ممتع كاف معهم - وبصورة منتظمة- من شأنه توسيع نطاق المرح وافساح المجال امام الاستمتاع بالانس والمودة والبهجة.
واذا كان المكان او المنزل غير مرتب او منظم فانه بالامكان اجراء التعديلات اللازمة والقيام بعملية نظافة شاملة تجعل المكان مريحا ومناسباً للقاء ومريحا للاعصاب بحيث يرتاح الجميع ويأنسون وتنفرج اساريرهم وتسود مشاعر البهجة والسعادة.
كثيرا من تحفل المجلات والصحف والبريد المكتوب والبريد الالكتروني وافلام التلفزيون والمسرحيات بالمواضيع المسلية, والرسائل المرحة المضحكة وفي هذه الحالات يضحك الجميع للنكات والمفارقات التي يراها او يقرأ عنها او يشاهدها وهذا يعني ان المرح اصبح يحتل جانبا مهما من جوانب حياتنا.
كثير من الناس يربط المرح والترفيه بالالعاب التي يمارسها - الا ان عدد الذين يمارسون العاب التسلية والترفيه ليلا قليل وسواء بقيت في بيتك حيث تلعب مع افراد الاسرة, او خرجت الى بيت احد من اصدقائك وفق جدول يتم فيه تدوير مواعيد اللعب الجماعي للاصدقاء كل اسبوع بحيث يتم اللقاء في بيت احدهم مرة كل اسبوع فانك انت واصدقاءك ستستمتعون بالمرح وتتخلصون جميعاً من مشاعر التوتر.
احيانا نأسى على ما مضى ونتخوف مما سيأتي وهذا خطأ والشاعر يقول:
ما مضى فات والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت فيها
لهذا ينبغي ان يعيش الانسان حاضرة, ولا يشغل باله بما فات ولا بما هو آت وبهذه الطريقة يكون هو اقرب الى المرح والضحك والسعادة.
يمكن ان يحول الانسان مشاعر الضيق والتوتر الى مشاعر بهجة ومرح اذا هو تقبل الامر ببساطة وبحس فكاهي وبهذه الطريقة يمكن ان يواجه الانسان الموقف المتأزم او الصعب بهدوء وراحة بال وباسلوب يتسم بالمرح وعندئذ يستبق الانسان مشاعر البهجة والانشراح المنتظرة ويتمتع بها قبل ان تأتي ومن دون ان ينتظرها طويلا.

JoomShaper