د. محمد علي
في زمن التطوُّر الكبير لتكنولوجيا المعلومات نجد أنَّه لم يعد هناك مكانٌ للضعفاء، فتجد التنافُس المحموم في كل المجالات وعلى مدار اللحظة، ولم يعد التنافُس فيه على الوجود؛ بل على الجودة، هنا يجب عليك التفكير في خطواتك بدقَّة، ولا يكفي أن تكون خطوتك الأولى صحيحةً؛ بل ينبغي أن تكون واثقةً، بمعنى أن يكون نصف تفوُّقها لها، والنصف الآخر تهيئة للخطوات التالية؛ بل الأفضل والضامن للربح هو أن تكون تلك الخطوة محسوبةً لكل المراحل والخطوات التالية لها، بهذا التفكير وهذه العقلية، وهذا النفَس تستطيع التقدُّم وإحراز الفوز وضمان الاستمرار، أمَّا إذا

كان الأمر لا يتعدَّى التفكير في (الآن)؛ استنادًا إلى أسباب لا تعدو أن تكون اتِّكالًا؛ فهذه هي الخسارة المحسومة سلَفًا.
الميدان مفتوح للجميع، ونحن كل يوم؛ بل كل ساعة نشهد ولادة أعمال وموت أخرى، وهذه هي سُنَّة الحياة، وكل سُنَّة لها أسبابها، ولكل سببٍ مُسبِّبه، والأمور يأخذ بعضُها بعضًا، وممَّا يُلاحَظ على بعض تلك الأعمال طموحها للريادة، واتِّخاذها التميُّز عنوانًا، وهذا الأمر هو الأصل والمنتظر نعم، ولكن السؤال هو: هل نتعدَّى دائرة التنظير إلى ميدان العمل، ومرحلة الادِّعاء إلى جدارة الحقيقة!
الطموح مطلوب، والتميُّز مطلب، والنجاح ضرورة، وكلُّها مفردات للديمومة وطيب الأثر، فهل نعمل عليها؟ وهل خطواتنا كلُّها (واثقة) ومحسوبة، ويقوم بعضها إثر بعض حتى تؤدِّي إلى النتيجة المرجوَّة! تساؤل أطرحه لكل عمل قائم أو سيقوم؛ مراجعةً للحساب، وتنبيهًا على الخطأ والصواب، بدلالة الواقع المعاش، وبإشارة (الخطوة الواثقة).

JoomShaper