أفنان أبو عريضة

عمان- أمضى كل من جون بيرد وإدوارد سوليڤان، رئيسا شركة لتدريب الموظفين، السنين الأخيرة في محاولة إيجاد إجابة على سؤال: ما هو سر النجاح؟. وقام كلاهما ببناء إمبراطورية من التدريب المهني من خلال المساهمة في بناء مئات من الشركات الأكثر نجاحاً في العالم؛ كآبل ونايك وتويتر. وأيضاً يعملان مع الشركات حديثة النشأة من حول العالم لمساعدة أصحاب هذه الشركات على الإحاطة بكل التفاصيل والمصاعب التي تواجههم؛ من التوظيف والتمويل إلى بناء استراتيجيات العمل.


يوضح سوليڤان أن أكثر القادة والمدراء الذين عملوا معهم نجاحاً وتطوراً في عملهم، هم أكثرهم فضولاً. فهم لا يتوقفون عن طرح الأسئلة عند فشل شيء ما أو وقوع مشكلة: يريدون معرفة لماذا حدث ذلك، وما الممكن القيام به بشكل مختلف لحل المشكلة. ويشير سوليڤان إلى أن طرح الأسئلة يساعد القادة على “التعلم والتحسن المستمر في منهجية العمل”، وفق ما نشر على موقع “سي أن بي سي”.
جميع المهنيين، أياً كان مجال عملهم، يستطيعون الإفادة من طرح الأسئلة والحصول على آراء ووجهات نظر الزملاء في العمل. ويشير بيرد وسوليڤان إلى أن خلال الجائحة، أصبح التواصل البشري والحصول على الإلهام في العمل أصعب بكثير. فيقول بيرد: “أن الناس أصبحت تعمل لساعات أطول، وأصبحوا أقل ثقة بخياراتهم المهنية أو مستقبل شركاتهم.. كان على الكثير منا تجديد طريقتنا في العمل، ولهذا أصبح الحصول على آراء وردود فعل الزملاء على عملنا شديد الأهمية”.
وعلى الأفراد عند شعورهم بالضياع في مسارهم المهني أو شعورهم بالشك في قدراتهم، بتذكر “الهدف” وراء اختيارهم هذا العمل أو المنصب وتذكر “الإلهام” الذي كان وقودهم من قبل. وعلى المدراء أيضاً التفكير في كيفية تحسين دعمهم لموظفيهم خلال هذه الفترة الانتقالية. وعليهم بذل الكثير من الجهد في تفقد الحالة والاحتياجات النفسية والصحية لموظفيهم كل أسبوع. ويقول سوليڤان: “أن على كل مدير سؤال نفسه: “ما الذي يحتاجه الموظفين لدي ليصبحوا أكثر إبداعاً واجتهاداً؟” أحياناً يكون الجواب، توفير المزيد من الحواسيب والمعدات والمكاتب، لكن أحياناً أخرى، ما يحتاجه الناس هو الدعم والتقدير. يحتاج الموظفين إلى الشعور بأنهم ينتمون إلى بيئة العمل وأن ما يقدمونه يضيف قيمة حقيقية”.
كان لموجة الاستقالة العظيمة، والتي شهدت استقالة ملايين الأمريكيين من أعمالهم منذ بداية الجائحة، الفضل الكثير في تذكير الشركات أن ولاء الموظفين للشركات ليس حتمياً – لذا يفضل الاستحواذ على المواهب بالإضافة إلى محاولة المدراء بناء علاقات متينة وشخصية بموظفيهم. ما أثبتته الدراسات، هو أن التواصل المستمر وإعطاء تقييم مستمر للأداء يساعد الموظفين على التميز والإبداع. قد يكون جانباً مليئاً بالتحدي عند التطبيق، لأنه من غير الممكن معرفة فيما إذا كان الموظفين منسجمين مع عملهم أم لا، أو فيما إذا كانوا ينوون البقاء أو المغادرة، دون التواصل المستمر مع الموظفين.
وينصح بيرد وسوليڤان بطرح ثلاثة أسئلة أساسية لمساعدة القادة والمدراء في معرفة الموظفين والتحديات التي تواجههم عن قرب: “ما الذي تقوم به اليوم ويقدم لك نتائج فعالة؟”، “ما الذي لا يقدم أي نتائج لك؟”، “وكيف لي، كمديرك دعمك ومساعدتك؟”. والنقاشات التي تنشأ بفعل هذه الأسئلة، تقوم بتحسين الوعي والتعاطف في مكان العمل.

JoomShaper