أسامة طبش
أُحدِّثك عن قيمتان غاليتان في حياة الإنسان، ألا وهما: "التفاؤل، والأمل".
قيل لي: إنَّ الواحد منا، تصلُ به الحياة لأن يشعر بالإحباط والحزن والفشل، ويرى المستقبل مظلمًا بين عينيه، لأنه عاكسته ظروف في حينها، فلم تترك له متسعًا لأن يتنفس.
هذا صحيح، غير أن في الذات طاقة له أن يستجلبها ويُفعِّلها، ويتمكن من خلالها من التغلب على هذه العوائق، والمضي قدمًا بعزيمة وثبات.


الحياة ليست جرعة من العسل تتجرعها وتستمتع بمذاقها، بل هي امتحان واختبار، تُسخِّر كامل قوتك لأجله، وتعمل وتجتهد وتثابر، لأن تَخْرُجَ من عنق الزجاجة باقتدار.
ترى الناس من حولك، يكابدون المعاناة ذاتها، ثم ينتصرون عليها، تستمد هذه النظرة المستنيرة وتثق بنفسك وإمكانياتك، وتعمل على الاقتداء بهذا المسار.
يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5 - 6[، آيتان تهزان الجبال، وترفع الهمم وتُقوِّى الإرادة وتُمتِّنها، طبِّقها في حياتك، واجعل منها مدادك من العزيمة الذي لا ينضب.
كلماتي أوجهها إليك، بأن تؤمن بأن لك هدفًا في الحياة، ورسالة تؤديها حتى تمامها، فما خُلقت عبثًا، إنما خُلقتَ لأن تكون في خدمة غيرك، وتنثر الخير ما استطعت، وتجوب الآفاق، وتملأ الأرض عمارة وعملا.

JoomShaper