جمانة سليم
انتشرت في الآونة الأخيرة اشكالّ غريبة "للحجاب" ، هذه الاشكال تعتمد على طريقة لبس الفتيات له بأشكال قد يراها البعض انها غير لائقة لطبيعة هذا الغطاء الشرعي والذي يهدف الى ستر العورة وليس للفت الانتباه لها.
الطرق الغريبة التي يتم فيها ارتداء الحجاب من نسبة كبيرة من الفتيات ، عادة ما تكون غير مألوفة لما اعتدنا ان يكون عليه فتارة نجده "الحجاب" وقد تقلص حجمه لدرجة ان يغطي الشعر ويكشف الأذنين والرقبة وتارة اخرى نراه وقد تحول الى شكل جبل هرمي بحيث يُظهر حجم الرأس كبيرا جدا ، وتارة اخرى نجده يغطى منتصف الرأس الخلفي مع بقاء الجزء الامامي مكشوفا واسدال "غرة" امامية ناهيك عن الالوان الفاقعة التي يخترنها ليتميزن.
الملفت للانتباه هو ان هناك نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي يلبسن الحجاب بهذه الطريقة ، عادة ما تكون غير مناسبة لطبيعة اشكالهن ، خاصة من يرتدينه بشكل يظهر رأسهن بحجم كبير قد يكون اكبر من حجم اجسادهن فيظهرن وكأنهن عبارة عن رأس متحركة بحيث لا يضفي عليهن اي مظهر جمالي بل يظهرهن بشكل اشبه مضحك.

"الدستور" اقتربت من هؤلاء الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب باشكال غريبة وقد كان لكل منهن تفسير ووجهة نظر خاصة بما تراه يخصها او يظهر جمالها في طريقة لبسها له.

اشكال مختلفة

اعتبرت "تغريد"19 عاما ، ان طريقة لبسها للحجاب تعتبر الطريقة العصرية والتي ترتديها جميع الفتيات سواء في الجامعة او في الحياة العامة واشارت الى انها تختار الوانا هادئة تتلاءم مع طبيعة بشرتها وانها تضع "مشبكا كبيرا" في شعرها عند ارتداء الحجاب وذلك لكى يعطي حجما اضافيا للحجاب ، مشيرة الى ان هذه الطريقة هي الاكثر انتشارا بين الفتيات.

وعلقت تغريد على بعض الفتيات اللاتي يبالغن في تكبير حجم رؤوسهن بوضع "مشابك" كبيرة تحت الحجاب والتي تعكس مظهرا منفرا خاصة اذا كانت الفتاة نحيفة حيث تبدو وكأنها عبارة عن رأس متحرك.

اما "نوران" 22 عاما فاشارت الى انها تنتقد طريقة لبس بعض الفتيات للحجاب بشكل يزيد من حجم رؤوسهن بوضع قطع اضافية تحته ، وذكرت بانها تستغرب من مبالغة البعض في زيادة حجم حجابهن وكأنهن يضعن جبلا فوق رؤوسهن.

وعن الطريقة التى ترتدى فيها الحجاب ذكرت بانها ترتدي الحجاب "التقليدي" والذي يتكون من قطعتين قطعة امامية والاخرى دائرية تغطي جوانب الرأس ، مشيرة الى انها لم تغير نوعية حجابها منذ سنوات وانها فقط تنوع في اختيار الوانه التي تتناسب مع طبيعة بشرتها وكذلك الوان ملابسها.

ولا تجد "زاهرة" 27 عاما اي مشكلة في ان يدخل الحجاب في تقليعة "الموضة" والتغيير في الشكل على ان يحافظ على خصوصيته ، مشيرة الى ان الحجاب هو جزء من لبسها الاساسي واليومى وهو واجهة شكلها ولهذا فانها تهتم جدا بتغيير الطريقة التي ترتديه فيها من وقت لاخر من اجل كسر الروتين والتألق بمظهر جديد.

وذكرت انها تفضل ارتداء الحجاب بالطريقة الاكثر انتشارا حاليا بين الفتيات وهي "بتكبير حجم الرأس" بوضع مشابك كبيرة في مؤخرة الرأس تحت الحجاب الا انها حاولت ان تتبع هذه الطريقة باكثر من شكل لكنها لم تفلح وذلك بسبب عدم ملاءمة هذه الطريقة لوجهها وكذلك لطبيعة حجمها حيث أنها تعانى من زيادة في الوزن وهذه الطريقة في ارتدائها للحجاب تظهرها بحجم اكبر .ولهذا فانها ترتدي الحجاب بالطريقة المعروفة بالنمط "المصري" وهو بلف الشعر بالحجاب واظهار الأذنين ظاهرتين حيث تضع فيهما الاقراط بالوان مختلفة تتناسب مع لون الحجاب وملابسها.

طرق تقليدية

ولا تفضل "فاطمة" 24 عاما ان ترتدى الحجاب على الطريقة التي يعتبرها البعض بأنها عصرية وحديثة ، مؤكدة بان الهدف من ارتداء الحجاب هو ستر العورة وليس للفت الانتباه من خلال لبسه بطرق غريبة قد تسيء لطبيعته الشرعية ، مشيرة الى ان هناك نسبة من الفتيات يرتدين الحجاب بوضعه لتغطية نصف الرأس وترك النصف الآخر ظاهرا وهذا يغيب الهدف والذي وجد من اجله الحجاب.

وتمنت فاطمة ان لا يدخل اللباس الشرعي ضمن الانماط السلوكية المعاصرة وبالتالي يتعرض لسلبياته والاخطر من ذلك كله الانطباع الذي يتركه هذا النمط لدى اولئك الذين لديهم نظرة مسبقة الى الحجاب عامة.

ومهما كانت الاشكال فإن الحجاب والملابس عامة سواء أكانت شرعية او غير شرعية ينبغى الا تخرج عن كونها سترا للجسد وبخاصة جسد المرأة .

اما بالنسبة لـ"لأشارب" او الشال او المنديل فإنه يبقى في اطاره السليم والشرعي ما دام يخفي الشعر والمناطق الظاهرة من العنق والرقبة والأذنين بحيث يسترها جميعها دون أن ينحسر عن اية مساحة تثير الفتنة.

الاصل في الحجاب

وفي هذا الموضوع يقول الدكتور محمود السرطاوى استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية ان الاصل في اللباس ان يكون ساترا فلا يكون شفافا او مفصلا للجسد وكذلك الاصل في الحجاب هو أن يستر الشعر بحيث لا يكون الحجاب مثيرا او ملفتا للنظر من خلال ادخال بعض الاضافات المبهرجة عليه واستخدام الالوان الفاقعة ، وهذا لا يعني ان ترتدي الفتاة الألوان السوداء والغامقة بل لها مطلق الحرية في اختيار الوان الحجاب التى تتناسب مع طبيعة بشرتها وملابسها الشرعية وذلك احتراما لهذا الغطاء الشرعي والذي يهدف الى السترة وليس للفت النظر اليه سواء في ألوانه او في طريقة لبسه.

 

جريدة الدستور

JoomShaper