نهى سعد
تتطلب رحلة العثور عن المعالج النفسي الكثير من البحث والسؤال، لإيجاد الطبيب المناسب والمتوافق مع قدراتك المادية وأهدافك. وبعد العثور عليه، قد يصعب الحكم على مدى كفاءة المعالج لعدم وجود الخبرة والعلم الكافي.
ولتسهيل رحلة البحث وعدم إهدار طاقتك ووقتك ومالك، هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه لها، خاصة خلال المرحلة الأولى، إذ تنذرك هذه الرايات الحمراء بعدم كفاءة المعالج النفسي أو أنه غير مناسب لك ويجب البحث عن طبيب آخر.
يدون معظم المعالجين الملاحظات المهمة ويراجعونها قبل كل جلسة، فإذا وجدت نفسك تذكر معالجك معظم الأوقات بمعلومات أساسية عنك، أو نقاط مهمة تخص ما تمت مناقشته سابقا، فقد تحتاج للبحث عن معالج آخر.
لا يحترم المواعيد
تستغرق جلسة العلاج النموذجية من 45 إلى 60 دقيقة، ويتم الاتفاق على مدة الجلسة خلال المرحلة الأولى، حتى تكون على علم بالوقت المسموح لك وتحدد ما تود التحدث به.
فإذا وجدت أن المعالج يبدأ الجلسات في أغلب الأوقات متأخرا أو ينتهي مبكرا أو يلغي الجلسات بشكل متكرر، يمكنك التحدث أولا معه حول هذا الموضوع، وإذا لم تجد استجابة منه واحتراما لجلساتك، فهذه علامة للبحث عن العلاج في مكان آخر.
ينظر إلى الساعة كثيرا
إذا كان المعالج يتفحص ساعته بشكل متكرر أثناء جلساتك، قد يعني هذا أنه لا يتفاعل مع ما تقوله وينصت لك، فالمعالج المناسب لن يراقب الساعة أكثر مما ينظر وينتبه إليك.
يتساهل في الحدود
ينبغي للمعالج ألا يتعامل مع العميل على أنه صديق له أو فرد من العائلة أو شخص تربطه به علاقة شخصية وثيقة، فهذا يحد من قدرة الطبيب على القيام بمهمته بموضوعية.
ويشمل التساهل في الحدود قبول الهدايا أو إجراء استثناءات باعتبارك "العميل المفضل" أو المبالغة في التعامل بلطف.
وقد تشعر أن محاولة المعالج توطيد علاقته بك مؤشر على الاهتمام، ولكن تذكر أن الحدود في العلاقة العلاجية لمساعدتك، وخرقها قد يضر بك وبأهدافك، وهنا يمكنك التفكير في العثور على طبيب آخر.
ينتهك سرية معلوماتك
ما تقوله خلال الجلسة يجب أن يظل في الجلسة، فالسرية جزء لا يتجزأ من العلاج، ويجب على المعالجين الحفاظ على خصوصية معلومات العميل، ما لم يُسمح لهم بمشاركتها مع طرف آخر.
فإذا شارك المعالج معلومات عنك مع أحد أفراد الأسرة دون موافقتك، أو إذا شارك معك معلومات مفصلة حول عميل آخر، فقد حان الوقت للعثور على معالج جديد.
يشارك كثيرا بمعلومات عن نفسه
مشاركة المعالج بمعلومات عن نفسه يجب أن تكون نادرة وفي حدود إفادة العميل، إذ يستجيب بعض العملاء بشكل أفضل عندما يجدون أن معالجهم يفهمهم، ويشاركهم خبرات متشابهة ويشعر حقا بما يمرون بهم.
لكن الإفصاح عن الذات يصبح مشكلة عندما يتم إجراؤه بشكل مفرط، لدرجة أن الجلسة تتمحور حول المعالج، أو عندما يكشف المعالج عن معلومات شخصية تجعل المريض غير مرتاح.
وتقول عالمة النفس الدكتورة إلينور غرينبيرغ لموقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday) "كشف المعالج عن معلومات شخصية فقط أداة، ويجب أن يكون حريصا أن ما يقول من أجل مصلحة المريض".
يعطي وعودا كاذبة
يجب أن يكون المعالجون قادرين على شرح طريقتهم في العلاج والإطار الزمني لذلك، لكن لا يتضمن ذلك تقديم وعود أو ضمانات محددة، مثل "خلال 10 جلسات ستشفى" فطبيعة البشر مختلفة، والإدلاء بتصريحات عامة لجميع المرضى ليس نهجا مهنيا أو أخلاقيا.
يشعرك بالخزي
المعالج لديه آراء مثل أي شخص آخر، ولكن إذا شعرت أنه يشعرك بالخزي أو يحكم عليك بناء على دينك أو مهنتك أو مستواك المادي أو تاريخك في الإدمان أو أي سبب آخر، سيكون من الصعب إحراز تقدم في العلاج، إذ لا تستطيع أن تنفتح وتكون على حقيقتك.
ويقول الأخصائي الاجتماعي الأميركي آدم هيويت لموقع "سايك سنترال" (Psych Central) "الموضوعية صعبة، لكنها ضرورية لعدم السماح للتحيزات أو الأحكام بتوجيه المعالجين" لذا إذا وجدت نفسك تشعر بالخزي أو الإحراج أو أن معالجك يقوم بوصمك بما قلته، فقد حان الوقت للبحث عن غيره.
مشتت الانتباه
من حقك خلال جلساتك أن تحظى باهتمام معالجك الكامل، فإذا استمر المعالج في تقسيم انتباهه بين شيء آخر وبين جلستك، مثل الرد على المكالمات الهاتفية، أو مناقشة أحد العاملين في العيادة حول أمر آخر، فهذه علامة على أهمية العثور على معالج جديد.
يدلي بتعليقات غير لائقة
إذا كان المعالج يلمسك بدون سبب، أو يدلي بتعليقات موحية جنسيا، فهذا مؤشر كبير على أن الوقت قد حان لإنهاء العلاج معه.
وقد أشار بحث نشرته جامعة كامبريدج عام 2018 -حول انتهاكات الحدود الجنسية من قبل المتخصصين بالرعاية الصحية- إلى أن العملاء الذين يعانون من انتهاكات جنسية قد يستغرقون سنوات للتعافي من الأذى الذي لحق بهم.
يتصرف بسلبية
قد يكون بعض المعالجين انتهازيين للغاية، وقد يكون البعض الآخر سلبيا جدا.
فإذا وجدت معالجك يتردد كثيرا لإعطائك أي نصيحة أو توجيه، أو يتحدث قليلا، وليس لديه خطة لمساعدتك، وتشعر أنك لا تحرز أي تقدم، يمكنك التحدث لمعرفة سبب تصرفه، ولكن إذا استمر الحال دون تفسير منطقي، فقد حان الوقت للتوقف عن رؤية هذا المعالج.
العلاقة العلاجية ليست كأي علاقة مألوفة في حياتنا، ونحتاج لتعلم حقوقنا وما علينا انتظاره، وما نتوقعه من المعالج، وحدود التعامل خلال الجلسات.
ومثل أي خبرة جديدة، قد تحتاج لتجربة أكثر من طبيب حتى تستقر مع من تجد عنده ضالتك، فهذا أمر طبيعي، وعليك ألا تشعر باليأس.
المصدر : مواقع إلكترونية