بثينة محمود
كان يقول أن النظام هو أبو الحياة
وأن الحياة المحسوبة سلفاً هي الحياة التي ينبغي أن تُعاش
وأن تأجيل كل الأمور يمنحك فرصة إعادة التفكير..ثم إعادة التفكير..ومن بعده إعادة التفكير..وربما تدفعك إعادة التفكير إلى رؤية أفضل..وربما لا تفعل..ولكنها في كل الأحوال ستجنبك المجازفة
أليس كل صبر مفتاح للفرج؟
أليست الندامة في العجلة؟ والعجلة في الندامة؟
...
تلمس جنينها بيد حانية بعد أن تحول إلى رجل كامل في سنوات مرت كبرق خاطف وتوقظه في رفق ليلحق بموعد عمله
كان جنينا يسكن أحشائها عندما وقفت كصخرة تطلب طلاقا جعل الجميع ينعتونها لأجله بالجنون
كيف تقضي على نفسها بالنهاية السريعة والتي تنهي زيجتها بعد أشهر قليلة
...
كانت تضحك لكلماته وهو يضع عنوانا رائعا لكل مغالطة.. وقيمة أخلاقية لكل تصرف عجيب يفعله بل ويضع معنى يحث عليه الدين متبعاً منهج قصف الآيات
كانت تظن بنفسها التفهم والإحتواء وتظن به مثالية واختلاف وترى أن 'عاصفة الحب' كفيلة بمداراة الغرائب بل وإصلاحها
...
يخبرها طفلها الوحيد أنه لن يأتي لتناول الغداء معها وسيذهب لزيارة بيت أبيه..تسأله إن كان دعاه بالفعل فأباه لا يحب المفاجآت.. وتذكره بوجوب شراء الحلوى لإخوته من أبيه.. وتذكره وهو يغادر أن يعود بأي وقت يشاء ولا يحمل هماً بوجودها وحيدة فستأتي صديقة لزيارتها
لم تشعر يوما بوحدتها فقد أغنت حياتها بعد جفاف
....
تتذكر ما حوّلها لصخرة في ذلك الزمن البعيد
إنها قُبلة بخل بها
أجل كانت مجرد قُبلة
تحملت كل درجات البخل الذي تنوع حتى شمل كل تفاصيل الحياة بنفس راضية..مبررة له حرصه على استقامة الحياة وانتظامها
كانت تؤكد لنفسها أن الحب يكفيها
الحب يروي كل ما يأفل في حياتها التي أخذت تجف سريعا في شهور قليلة
لكنه بخل بالحب
تراجعت شفتاه عن قبلة.. بحجة أن القبلات لها موعدها المحدد حتى لا تفقد معانيها
...
لم يصدق يوماً أن تلك اللحظة كانت سبباً في فراق أبدي
ولكن كان يكفيها ما رأته ووعته في تلك اللحظة
يكفيها تماما
مدونة طيارة ورق