سيدتي - سارة نبيل
انعدام التلذذ هو عدم القدرة على الشعور بالمتعة، وهو عارض شائع من أعراض الاكتئاب، واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام. ويفهم معظم الناس شعور المتعة، بأنهم يتوقعون أشياء معينة في الحياة تجعلهم سعداء، فربما تستمتعين بركوب دراجتكِ أو الاستماع إلى صوت البحر أو الإمساك بيد شخص تحبينه؛ ولكن البعض يفقد القدرة على الشعور بالبهجة. فيما الأمور التي جعلتهم سعداء في وقت ما، لم تعد ممتعة على الإطلاق، وهذا هو انعدام التلذذ.


أنواع انعدام التلذذ
وهناك نوعان رئيسيان من انعدام التلذذ:
-انعدام التلذذ الاجتماعي: وهو عدم الرغبة في قضاء الوقت مع أشخاص آخرين.
-انعدام التلذذ الجسدي: وهو عدم الاستمتاع بالأحاسيس الجسدية، حيث يجعلك العناق تشعرين بالفراغ وليس بالرعاية، والأطعمة المفضلة لديك لم تعد تمنحكِ مذاقاً لذيذاً.
يجعل انعدام التلذذ العلاقات، بما في ذلك العلاقات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، صراعًا، فمع اختفاء مكافأة الاستمتاع، من الصعب أن يكون لديكِ دافع لقضاء الوقت مع الآخرين، فقد ترفضين الدعوات وتتجنبين المشاركة في الاحتفالات، مثل الحفلات الموسيقية وحتى اللقاءات الفردية لأنك تعتقدين أنه ليس هناك أي فائدة من المشاركة. كما يمكن أن يكون لديكِ قلق اجتماعي، خاصة عند مقابلة أشخاص جدد.
أسباب انعدام الاستمتاع
يرتبط انعدام التلذذ أو الاستمتاع ارتباطاً وثيقًا بالاكتئاب، ولكن لا داعي لأن تكوني مكتئبة أو تشعري بالحزن. كما أنه يؤثر على الأشخاص المصابين بأمراض عقلية أخرى، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يظهر لدى الأشخاص الذين لديهم مخاوف صحية تبدو غير ذات صلة مثل مرض باركنسون والسكري ومرض الشريان التاجي. ويعتقد العلماء أن انعدام التلذذ قد يكون مرتبطاً بالتغييرات في نشاط الدماغ، فقد تكون لديك مشكلة في الطريقة التي ينتج بها دماغك أو يستجيب للدوبامين، وهو مادة كيميائية للحالة المزاجية التي تساعد على الشعور بالرضا. ويشير بعض الأبحاث المبكرة (على الفئران) إلى أن الخلايا العصبية "الدوبامين" في منطقة من الدماغ التي تسمى قشرة الفص الجبهي قد تكون مفرطة النشاط لدى الأشخاص المصابين بانعدام التلذذ، ويتعارض هذا بطريقة ما مع المسارات التي تتحكم في كيفية سعينا وراء المكافآت وتجربتها.
ما رأيك بالتعرف على تمارين التنفس العميق للتخلص من التوتر والقلق؟
طرق علاجية فاعلة في مواجهة انعدام التلذذ
يمكن أن يكون علاج انعدام التلذذ خادعاً، فلا توجد طريقة واضحة للقيام بذلك، فيما تتمثل الخطوة الأولى بشكل عام في العثور على أي سبب غير معروف، والتركيز على معالجة هذه المشكلة، على أمل أن تتحسن حالة انعدام التلذذ نتيجة لذلك. وغالباً ما يكون هذا صحيحاً، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، قد يجد الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادّة للاكتئاب (مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو SSRIs) أن انعدام التلذذ يتحسّن جنبًا إلى جنب مع بقية أعراض الاكتئاب لديهم، ولكن هذا ليس هو الحال دائماً، ففي بعض الأحيان تخفف هذه الأدوية من المشاعر وتجعل هذه المشكلة أسوأ. ويعمل العلماء على علاجات جديدة للأشخاص الذين يعانون من انعدام التلذذ والذين لا يتحسنون مع علاجات مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية والعلاج بالكلام. وأحد الأدوية الواعدة هو الكيتامين، وهو دواء له تأثير مضادّ للاكتئاب، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حوله. وقد وجدت دراسة واحدة على الأقل أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ثنائي القطب والذين يعانون من انعدام التلذذ قد ارتدّوا عن هذه الأعراض في غضون 40 دقيقة من تناول جرعة الكيتامين.

JoomShaper