زهراء أحمد
تسعى الأمهات العربيات في بلاد الغربة إلى تبسيط أحداث الحرب على غزة لأطفالهن، وشرح أسباب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بطريقة مبسطة ومباشرة في الوقت نفسه، لكنهن يواجهن عائق اللغة، وبخاصة إذا لم تكن العربية لغة ثانية للطفل.
ولتعريف طفلك بالتراث الفلسطيني والحرب على غزة، بطريقة قصصية، نقدم لكِ 5 كتب متاحة بلغات عدة، كما أنها تناسب 5 مراحل عمرية مختلفة، بدءًا من تعلم طفلكِ الحروف الأبجدية حتى سنوات مراهقته المتأخرة:
1- "فاء.. فلسطين"
تعود فكرة كتب الحروف الأبجدية لعشرات السنين، وتتناول عددًا لا يحصى من الموضوعات والدول، ولتعريف الأطفال في عمر أقل من 5 سنوات بأمم وثقافات مختلفة، لكن لم تكن فلسطين من بين كتب الهجاء باللغة الإنجليزية قبل صدور ذلك الكتاب عام 2017.
يروي "فاء.. فلسطين" قصة دولة فلسطين وشعبها بأسلوب تعليمي، مع رسوم، وأغنيات، تأخذ الصغار في رحلة أبجدية إلى فلسطين، ومدنها، وأبطالها.
وقد ألفت الكتاب الروائية السويدية من أصل إيراني، جولبارج باشي، بعدما فكرت في شراء كتاب عن فلسطين لأطفالها، وللزيارات المدرسية التي تجريها بانتظام للمدارس العامة في نيويورك، لكنها لم تجد كتاب حروف للأبجدية الإنجليزية عن فلسطين، لذلك استعانت بالرسامة الإيرانية باشي جولروخ نفيسي، بعدما حققت سلسلة كتبها المصورة للأطفال نجاحًا.
2- "بابا ماذا يعني اسمي؟"
يحكي "بابا ماذا يعني اسمي؟" قصة اللاجئة الفلسطينية "صامدة" التي تدرس في مدرسة بأميركا، وحينما سألها أصدقاؤها عن معنى اسمها لم تعرف ماذا تقول.
سألت "صامدة" والدها، ولم تحصل على إجابة فقط، بل اصطحبها في مغامرة أشبعت فضولها وشغفها، ورحلة استكشافية إلى عالم سحري، مليء بالأغنيات، والرسوم التوضيحية المبهرة، مما يجعلها قصة مناسبة للأطفال من عمر 4 سنوات، ليتعرف طفلكِ على تاريخ فلسطين، ومعاني أسماء مدنها، ويفهم معاني النضال، والانتماء، والإصرار على العودة.
وقد ألفت القصة الكاتبة الأميركية المسلمة من أصل فلسطيني رفق عبيد، وهي أخصائية لعلاج صعوبات النطق والتواصل لدى الأطفال، وألفت 3 قصص مصورة للأطفال عن فلسطين، هي "أنت اللون"، و"بابا! ماذا يعني اسمي؟"، و"رحلة إلى فلسطين".
وتم ترشيح القصة الأخيرة لنيل جائزة كتاب فلسطين لعام 2020، وحازت القصة على إشادة لجنة التحكيم، كذلك أنتجت "رفق فيلم رسوم متحركة بعنوان "أنا من فلسطين" والذي يدور حول تجربة طفلة فلسطينية بالمدارس الأميركية.
Sitti's Secrets أسرار ستي
3- "أسرار ستي"
تحكي قصة "أسرار ستي" حكايات عن الأسرة والانتماء رغم المسافات، فتعيش جدة منى في قرية فلسطينية على الجانب الآخر من الأرض، ولم تعرف منى عنها شيئًا إلا بعدما سافرت لزيارة فلسطين في عمر 14 عاما، وعاشت هناك فترة قصيرة في رام الله والقدس، حيث تلقت جزءًا من تعليمها الثانوي.
وتحدثت الجدة والحفيدة لغتين مختلفتين، لذلك اخترعتا لغتهما الخاصة، وتعرفتا على عوالم بعضهما، وكشفتا عن أسرارهما، فتأثرت منى بحياة جدتها اليومية، وعرفت كيفية الاعتناء بشجر الليمون، كما تعلمت طريقة الخبز في الطابون، واللعب بالبلية (الكرات الزجاجية الصغيرة الملونة) مع الأقارب، إلى أن حان موعد سفر منى، لكنها احتفظت بالعلاقة التي وطدتها مع جدتها.
وقد ألفت القصة الشاعرة الفلسطينية الأميركية نعومي شهاب، الحائزة على جوائز عدة في فئة أدب الأطفال، وتناسب القصة الأطفال من عمر 5 سنوات إلى 8 سنوات، وتعد مثالية لقراءة مسائية مع طفلكِ قبل النوم.
4- "قطعة صغيرة من الأرض"
تروي "قطعة صغيرة من الأرض" قصة عائلة العبودي بمدينة رام الله الفلسطينية، وابنها علي الذي عاش قسوة حصار الدبابات الإسرائيلية للشارع الذي يسكنه، وحظر التجول الذي حرمه من الاستمتاع بقطعة أرض مهجورة استغلها وأصدقاؤه للعب كرة القدم.
وتعد مؤلفة الكتاب، إليزابيث ليرد، واحدة من أشهر مؤلفي روايات المراهقين في بريطانيا، مما أتاح لتلك الرواية فرصة الانتشار في دول أجنبية، وترجمتها للغات عدة منها: العربية، الإيطالية، الألمانية.
وقد ألفت ليرد الرواية بالشراكة مع عالمة الآثار الفلسطينية والمترجمة سونيا نمر، لمساعدتها على نقل الواقع الذي اقتربت منه ليرد طويلًا، بعد إقامتها وزوجها في بيروت، أثناء الحرب الأهلية، ومعرفتها لأول مرة بمأساة اللاجئين الفلسطينيين، وإدراكها مدى جهل الغرب بفظاعة الاحتلال الإسرائيلي.
وستساعد تلك الرواية ابنكِ المراهق على فك مزيد من تعقيدات أحد أسوأ أنظمة الاحتلال في عصرنا الحديث، وفهم الأحداث الحالية، وتكوين رأي حولها.
5- "حينما كان للشوارع أسماء"
تحكي "حينما كان للشوارع أسماء" قصة الطفلة حياة (13 عاما) ومعاناتها من أجل الحصول على دواء جدتها الوحيد، والمتمثل في حفنة تراب من منزل أجداد جدتها زينب بالقدس، لكن هناك مشكلة تمنع حياة من تحقيق أمنية جدتها، وهي جدار الفصل العنصري الذي يقسم فلسطين، بخلاف لجان التفتيش وحظر التجول.
وقد ألفت الرواية الكاتبة والناشطة في حقوق الإنسان راندا عبد الفتاح التي ولدت في سيدني الأسترالية، من أصول مصرية وفلسطينية.
واستغلت راندا نشاطها السياسي والحقوقي لمعاونة المهاجرين واللاجئين، ودعم سبل الحوار بين الأديان، كما كانت أيضًا ضيفة منتظمة بالمدارس في جميع أنحاء أستراليا، لمناقشة قضايا العدالة الاجتماعية مع الطلاب، وساعدتها نقاشاتها مع الطلاب في الكتابة للمراهقين قبل سن الجامعة.