أ.د. ناصر أحمد سنه
عجباً لهذا الدين.. دين الإسلام، وروحه ومقوماته وقوته الذاتية الآسرة. وعجبا لهذه الأمة.. الأمة العربية الإسلامية، ورموزها، ورجالاتها الُمخلصين، العلماء العاملين، أمة الرسالة الخاتمة، والريادة الراشدة، أمة القضايا العادلة المشروعة.
لا يتجرد متجرد، عن كل هوي، وتقليد، وحُكم عنصري مُسبق، وكبر واستكبار..، لتأمل هذا الدين، دين الإسلام، ودراسته، واختباره إلا يصدح بالحق كما قالت "تالي" :"إنه أعظم هدية للإنسانية". هدية يقبل عليها كل يوم ن وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، المئات والآلاف من المهتدين إلي دين الإسلام.
فعلي سبيل المثال في عام 2006 اختار أكثر من أربعة ألاف شخص أن يصبحوا مسلمين بحسب المعهد المركزي الالمانى لأرشيف الإسلام مقابل 1152 شخصا عام 2005 و250 فقط عام 2000 ويقدر هذا المعهد عدد المسلمين المنحدرين من أصل المانى بثمانية عشر الفا من اصل 3,4 مليون مسلم يقيمون فى ألمانيا كما نشرت صحيفة (الفاننشيال تايمز )تقريرا بعنوان (عودة النهضة الإسلامية) أعده جيمس ويلدسون يؤكد فيه تزايد إعداد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر والتى كانت سببا رئيسيا فى المد الإسلامي بأوربا وأمريكا حيث اشتاق الآلاف لمعرفة هذا الدين وعندما قرأوا عنه وعن سماحته اعتنقوه.
في حين أن المجلس الاستشاري القومي للمساجد والأئمة فى بريطانيا طلب مراقبة أئمة المساجد هناك بعد تزايد أعداد المسلمين ..كما وقعت الحكومة الهولندية اتفاقا مع كبرى الهيئات الإسلامية في البلاد اتفاقا يمثل اعترافا عمليا ورسميا بالإسلام بعد ان لاحظت الحكومة الهولندية المد الإسلامي الكثيف فى الفترة الأخيرة كما وجهت جريدة هيومان ايفنتس (احداث إنسانية ) وهى الجريدة الأمريكية التي تعبر عن توجهات تيار المحافظين واليمين الامريكى المتشدد نداء لإعداد كبيرة من المحافظين الامريكين لشراء كتاب يتخوف فيه ابرز الكتاب المنتمين لهذا التيار من تنامي أعداد المسلمين في أوربا. ورأت الجريدة فى معرض ترويجها للكتاب انه اذا كان المؤلف يحذر فى كتابه من أن القارة الأوربية سوف تختفي فى ظل المد الإسلامي فان هذا المد سيمتد قريبا لأمريكا التى ستستيقظ بدورها قريبا على صوت الآذان نشرت صحيفة (هارتس ) أيضا تحذيرا من زيادة ((الاسلاموفوبيا)) وتسعى منظمات صهيونية بتسويق الهولوكست كوسيلة تعليمية للطلاب للحد من المد الإسلامي.
فلا شك بعد مسيرة طويلة في التفكير والتأمل والاقتناع، والتضامن والدفاع عن القضايا الفلسطينية والدينية هاهي "تالي فحيما" تعلن إسلامها في مسجد الملساء بمدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني، حيث حضر إعلان إسلامها الشيخ الدكتور رائد فتحي، والشيخ يوسف الباز، وإمام مسجد الملساء الشيخ توفيق يوسف، والشيخ مصطفى رضا.
تؤكد "فحيما" أنّ معرفتها بالشيخ (رائد صلاح)، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، هو ما جعلها تحب الإسلام, وتشير إلى أنها عندما رأت الشيخ صلاح لأول مرة "شعرت بشيء ما هزها من الداخل". وقالت : "رغم أن هذا الرجل لم يكلمني كلمة واحدة، ولكن قسمات وجهه وتواضعه وكل شيء فيه كان يناديني إلى الإسلام"، على حد قولها.
وفي أعقاب استماعها إلى شرح وافٍ حول تعاليم الإسلام، توجهت "فاحيما" إلى منزل الشيخ "رائد" في المدينة ذاتها، لتزف إليه بشرى إسلامها. وقدمت شكرها للشيخ الذي استقبلها بمنزله، حيث قالت: "إن الله يسر لي بالشيخ صلاح لكي يسوق إلي أعظم هدية عرفتها البشرية، ألا وهي انتمائي لدين الإسلام".
وقد رفضت "فحيما" الإدلاء بأي تعقيب علي إسلامها لموقع صهيوني، قائلة:" أنها لا تدلي بأحاديث صحافية للصحافة الصهيونية".
يشار إلى أن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، تنفذ مشاريع دعوية ضخمة في أروقة المساجد والجامعات والمدن, وشهد العام الماضي إعلان عدد من اليهود الإسرائيليين إسلامهم في مدينتي يافا وأم الفحم، وتعد الأغلبية الساحقة من اليهود الذين يعلنون الإسلام من الإناث. وكان الشيخ "يوسف الباز" قد ذكر: "لطالما شجعت (فحيما)، وطلبت منها مواصلة طريقها في مواجهة الظلم، تحدثت إليها خلال ذلك عن القيم الإسلامية، وأخبرتها بانّ الدين الإسلامي يعارض كل أساليب الظلم في كل العالم".
"تالي فحيما" أو "طالي فحيمة" التي ولدت لعائلة يهودية مغربية، عام 1979 في بلدة ‘كريات ملاخي’، الواقعة جنوب الدولة العبرية، خدمت في الجيش الإسرائيلي، وانتمت لحزب الليكود اليميني، الذي يرأسه اليوم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، وتشبعت بالأفكار العنصرية ضد العرب والمسلمين.
تأثرت تالي كباقي أبناء جنسها بمعطيات الواقع السياسي الإسرائيلي الذي أعقب اتفاق أوسلو وإنشاء سلطة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية, وهي معطيات اعتبرت بالنسبة للإسرائيليين تنازلا كبيرا من جانبهم لدرجة تطرف البعض في رفض ما حدث عندما أقدم احدهم على قتل إسحاق رابين لتوقيعه اتفاق السلام مع الفلسطينيين ورأى فيه البعض الآخر ثمنا يستحقه السلام والأمن الذي ينشدونه . كانت تالي بنزعتها اليمينية المتشددة كباقي إفراد أسرتها تنشد الأمن بعيدا عن الفلسطينيين . ولذا فقد رفضت فكرة التعايش مع الفلسطينيين تماما, بل ورأت , حسب ما تعلمته منذ صغرها, أن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة ويجب ان يطردوا بعيدا , خاصة وان المنظمة الصهيونية العالمية صورت لليهود أنهم مضطهدون ومكروهون من جميع جيرانهم .
انتقلت - فحيما- الى تل أبيب في عام 1997 للعمل وهي لا تزال في الثالثة والعشرين من عمرها. ونجحت في الحصول على وظيفة في مكتب محاماة. وعاشت كباقي بنات جنسها راضية بما حصلت عليه من وضع مادي من وظيفتها وظل وفاؤها لحزب الليكود قائما والذي كانت ورثته عن والدتها - سارة اتشياني . كان اندلاع انتفاضة الاقصى في أيلول عام 2000 سببا في عودة حالة التوتر الأمني بعد هدوء نسبي . فخلال عامين فقط من عمر الانتفاضة الثانية شهدت المناطق داخل الخط الأخضر مئة عملية استشهادية . وبطبيعة الحال تأثرت تالي بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والترسانة الإعلامية الإسرائيلية التي صورت الفلسطينيين بالإرهابيين الراغبين في الموت وقتل الآخرين. ولكن هذا الأمر لم يكن ليقنع فحيما . فقد عرف عنها كما وصفها أصدقاؤها بالفضولية التي تملك رغبة عارمة لمعرفة كل شيء. فحاولت البحث عن الحقيقة من مصدر مختلف. غير معروف تماما متى انقلب توجه وتفكير تالي السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومتى بالضبط أصبحت يسارية وناشطة سلام.
عاشت "فاحيما" انقلابا إيديولوجيا، على اثر الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة جنين، في مارس (اذار) من العام 2002، اذ تابعت "فحيما" الإخبار المتعلقة بالشؤون الفلسطينية، وأدركت حجم الجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فتوجهت في اعقاب ذلك إلى جنين لتشكل درعا واقيا للفلسطينيين هناك، وتعرفت آنذاك على "زكريا زبيدي"، قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، والذي حاولت قوات الاحتلال اغتياله عدة مرات.
ومن خلال معاينتها لأوضاع الفلسطينيين وحياتهم اليومية قالت "فاحيما" في احد لقاءاتها التي تنوعت ما بين الإذاعة والتلفزيون والصحافة: أنها أدركت أن المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية كانت مضللة إلى حد كبير، بل وأصبحت على قناعة تامة أن الاحتلال هو سبب المشكلة وجوهر القضية . وتضيف فتقول:" أنها شاهدت بأم عينيها ما فعلته القوات الإسرائيلية بمنزل ام زكريا الزبيدي في جنين حيث قتلت والدته في الطابق العلوي أثناء القصف له عام ,2002
أصبحت "تالي" مطلوبة للقضاء الإسرائيلي، بتهمة التخابر مع عميل أجنبي، وإيصال معلومات للعدو. لم يسفر التحقيق عن شيء، واعتقلتها السلطات الإسرائيلية عام 2004 وحاول مستجوبوها كثيرا تهديدها لإبعادها عن مناصرة الفلسطينيين ومحاولة تجنيدها للعمل ضد الفلسطينيين .لكن رفض تالي المستمر وإصرارها على الخروج لوسائل الإعلام المحلية والعالمية للحديث عن الفلسطينيين وحلمهم العادل بإقامة دولة على أرضهم وظلم الاحتلال تسبب في تخوف السلطات الأمنية هناك من تزايد المتعاطفين وجناح اليسار في إسرائيل مع الشعب الفلسطيني
وزُج يها في سجن انفرادي طيلة 6 شهور، ثم حكمت عليها محكمة إسرائيلية بالسجن ثلاث سنوات، وأطلق سراحها بعد سنتين في 2007، شريطة ألا تتنقل او تسافر إلى خارج الدولة العبرية.
لقد سبق "تالي" إلي الإسلام العديد من اليهوديات (تشير مصادر إعلامية إسرائيلية أن سنويا يوجد نحو 150 من اليهود في إسرائيل يعتنقون الإسلام) منهن: "مارو دافيديوبيتشى"، و "الونة ايلياف، أو ملاك"، وهناك من البريطانية " أيفون ريدلي" التي عايشت طالبان أفغانستان فأسلمت، و"جوان بيلي" المحامية من برادفورد في أنجلترا، و"كريستيان بيكر" أشهر مذيعات "إم تي في" الموسيقية. فضلاً عن الألمانية "مريم شكر الله"، والنسماوية "ياسمينا كورنيليا كوف مان" مصممة الجرافيك التي تنقلت بين المسيحية والهندوسية وأخيرا اطمأن قلبها للإسلام، كما أطمئن قلب الأردنية "ربي قعوار"، والمبشرة "ميليسا كوكينيس"، والقاضية التشيكية" إيفانا هاردكوف"،ا والإسبانية "لورا رودريجيز"الرئيسة الحالية لاتحاد النساء المسلمات في إسبانيا، والاسترالية "ريبكا إيف براون "وغيرهن كثير.
كما سبق هؤلاء السيدات العديد والعديد من الرجال، منهم علي سبيل المثال (من الرياضيين): اللاعب الفرنسي "نيكولاس انيلكا/ أو"بلال"، واللاعب الهولندي "فان بيرسي"، لاعب الأرسنال، ونجم منتخب مالى الكبير ولاعب أشبيلية الإسبانى الشهير عمر كانوتيه، و"إبيل خافيير/فيصل" نجم كرة القدم البرتغالي السابق، والمدرب الفرنسي عمر "فيليب" تروسيه، وداوود فاتي، وعمر داف، ولاعب غونيون الفرنسي "نبيل بركاك"، و"موسى سو" مهاجم نادي رين، ومدافع سوشو الفرنسي "فريدرك دوبلس"، والمهاجم الغاني إسماعيل أدوو" ، واللاعب مارلون كينج، مهاجم فريق "ويجان أتليتيك السابق، و"أنتوني مكمولن" الرياضي الايرلندي،الخ.
وهناك المُبرمِج اليهودي " ريتشارد ليمان"، و"آدم اوسبورن" الشقيق الاصغر لوزير خزانة حكومة الظل البريطانية جورج أوسبورن ، "ادريس توفيق" الكاتب و المفكر البريطاني، والضابط "ريتشارد فيرلي/راشد"، كبير مفتشي فرقة مكافحة الإرهاب البريطانية، واللمليونير الأمريكي "مارك شيفر"، وعمدة بلدة ماكون بولاية جورجيا الأمريكية "جاك إيليس"، ومغني الراب الأمريكي تشوسي حوكنز والشهير باسم (LOON) الذي غير اسمه إلى (أمير)، والدكتور المستشار مجدي مرجان، والقس السابق "جمال زكريا إبراهيم زكريا، والشماس السابق"عماد المهدي"، والقسيس السابق كينث جينكس أو عبد الله الفاروق ، والإمام زيد شاكر (ريكي ميتشل(،و "بلال فيلبس "، والدكتور جفري لانغ، ، وبطل العالم للملاكمة للوزن الثقيل "داني وليامز"، وغيرهم
لذا ولغيره يا "تالي" يا أختاه:"هنيئا لك إسلامك، وأدعو الله تعالي أن يرزقك الإخلاص في السر والعلن، وابتهلي معي لله العلي القدير أن يُسلم أيضا "نيتياهو"، و"باراك"، و"ليبرمان"، والناس أجمعين.
بقلم: أ.د. ناصر أحمد سنه ..كاتب وأكاديمي من مصر
E.mail:عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يا "تالي فحيما" يا أختاه: ابتهلي معي لله العلي القدير أن يُسلم أيضا "نيتياهو"، و"باراك"، و"ليبرمان"، والناس أجمعين.
- التفاصيل