لندن ـ «القدس العربي»: أظهر بعض أعظم العقول، مثل ألبرت أينشتاين وتشارلز داروين، سلوكيات غريبة مثل العزلة وحرق زيت منتصف الليل، وبينما قد يجد العالم هذه العادات غريبة، فقد ربطتها العديد من الدراسات بارتفاع معدل الذكاء، وذلك لأن ممارساتنا اليومية لها تأثير كبير على ذكائنا ويمكن أن تغير حتى طريقة تفكيرنا.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فقد حدد علماء النفس ما لا يقل عن سبعة سلوكيات غريبة يعتقدون أنها علامات على العبقرية، وهذه السلوكيات هي التالي:
أولاً: التحدث إلى نفسك، فإذا تحدثت إلى نفسك، فأنت لست مجنوناً، وإنما قد يكون هذا في الواقع علامة على أنك أذكى من الشخص العادي.
وعلى الرغم من أن هذا السلوك غير عقلاني إلى حد ما، فقد دلت مجموعة متزايدة من الأدلة أنه له فوائد معرفية كبيرة، بما في ذلك تذكر أفضل للذاكرة والثقة والتركيز وأشياء أخرى كثيرة.
وفي دراسة أجريت عام 2012 وضع فريق من الباحثين الأمريكيين للمشاركين في البحث 20 صورة لأشياء مختلفة وطلبوا منهم العثور على شيء محدد. ووجد العلماء أن الأشخاص الذين تحدثوا إلى أنفسهم أثناء النظر إلى الصور كانوا قادرين على تحديد الكائن بشكل أسرع.
واكتشفت دراسة أخرى أجراها باحثون من المملكة المتحدة في عام 2017 أن أدمغتنا تتصرف مثل أدمغة القرود عندما نتوقف عن التحدث إلى أنفسنا. وفي التجربة، طلب الباحثون من المشاركين تكرار الأصوات التي لا معنى لها بصوت عالٍ، وذلك أثناء أداء المهام البصرية والصوتية.
وكتبت بالوما ماري بيفا، المحاضرة البارزة في جامعة بانجور: «نظراً لأننا لا نستطيع قول شيئين في نفس الوقت، فإن التذمر بهذه الأصوات جعل المشاركين غير قادرين على إخبار أنفسهم بما يجب عليهم فعله في كل مهمة». وأضافت: «في ظل هذه الظروف، تصرف البشر مثل القرود، حيث قاموا بتنشيط مناطق بصرية وصوتية منفصلة في الدماغ لكل مهمة».
ثانياً: السهر حتى وقت متأخر، فقد يُصاب الطائر المبكر بالدوامة، ولكن الأدلة تشير إلى أن البوم الليلي يتمتع في الواقع بمعدلات ذكاء أعلى.
وحللت دراسة نُشرت في كانون الثاني/يناير بيانات من 26 ألف شخص بالغ، ووجدت أن أولئك الذين يسهرون حتى وقت متأخر سجلوا درجات أعلى بكثير في الاختبارات المعرفية من أولئك الذين يستيقظون مبكراً.
وسجل البوم الليلي درجات أعلى بنحو 13.5 في المئة من الأشخاص الصباحيين في مجموعة واحدة وأعلى بنحو 7.5 في المئة من الأشخاص الصباحيين في مجموعة أخرى.
ومن المعروف أن العديد من العقول اللامعة لديها عادات ليلية، بما في ذلك داروين ومارسيل بروست. وإذا كان عقلك أكثر نشاطاً بينما ينام بقية العالم، فقد يكون لديك معدل ذكاء مرتفع.
ثالثاً: أحلام اليقظة، حيث غالباً ما يُنظر إلى الضياع في أحلام اليقظة على أنه شرود ذهني، لكن العلماء قالوا إن هذا في الواقع علامة على أنك ذكي ومبدع.
وقال إريك شوماخر، أستاذ علم النفس المساعد في معهد جورجيا للتكنولوجيا، في بيان: «قد يكون لدى الأشخاص ذوي الأدمغة الفعالة سعة دماغية كبيرة جداً لمنع عقولهم من التجوال». ووجد بحثه أن الأشخاص الذين يبلغون عن أحلام اليقظة المتكررة يحصلون على درجات أعلى في اختبارات القدرة الفكرية والإبداعية.
وأظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أيضاً أن هؤلاء الأشخاص لديهم أنظمة دماغية أكثر كفاءة. ويشير هذا الدليل إلى أن أحلام اليقظة هي في الواقع تمرين رائع لعقلك، لذا إذا وجدت عقلك يتجول، فهذه علامة جيدة.
رابعاً: الازدهار في الفوضى، فلا يستطيع بعض الأشخاص تحمل غرفة أو مكتب فوضوي، لكن يبدو أن الأشخاص الأذكياء للغاية لا يمانعون ذلك، أو ربما يفضلونه.
وشرع فريق من الباحثين في تحديد سبب ذلك، حيث وضعوا المشاركين في الدراسة إما في مساحة مكتبية فوضوية أو مرتبة وطلبوا منهم التوصل إلى استخدامات جديدة لكرات تنس الطاولة.
وعلى الرغم من أن المجموعتين توصلتا إلى عدد مماثل من الأفكار، إلا أن الباحثين وجدوا أن المشاركين في الغرفة الفوضوية توصلوا إلى أفكار أكثر إبداعاً وإثارة للاهتمام.
وقالت كاثلين فوهس، العالمة الرائدة وراء التجربة: «يبدو أن البيئات غير المنظمة تلهم التحرر من التقاليد، مما قد ينتج عنه رؤى جديدة». وأضافت: «على النقيض من ذلك، تشجع البيئات المنظمة على التقاليد واللعب بأمان». لذا، فإن ترك مساحتك غير مرتبة قد يساعدك على التفكير خارج الصندوق.
خامساً: طرح الكثير من الأسئلة، فإذا كنت تسأل باستمرار عن كيفية عمل الأشياء، ومن أين أتت، وعشرات الأسئلة الأخرى التي تخطر ببالك، فمن المحتمل أنك ذكي للغاية.
ويقول العلماء إن الفضول هو أحد أكثر علامات الذكاء شيوعاً، حيث إنه علامة على أن عقلك يسعى دائماً إلى فهم العالم من حولك. وهذا يعني أيضاً أنك تتعلم وتخزن دائماً معلومات جديدة، وكلما طرحت أسئلة أكثر، كلما اتسع فهمك.
وقد يبدو الأمر مزعجاً بالنسبة للبعض، ولكن بالنسبة للأشخاص ذوي معدل الذكاء المرتفع، فإن هذا الفضول الذي لا يشبع أمر طبيعي. وكما قال أينشتاين ذات مرة: «ليس لدي موهبة خاصة. أنا فقط فضولي بشغف».
سادساً: الانطواء، حيث من المعروف أن العديد من العباقرة يختبئون للعمل أو التفكير في سلام وهدوء. وهذا منطقي، فقد يكون من الصعب التركيز بينما تحيط بك الثرثرة المستمرة وتحفيز البيئة الاجتماعية.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الانطوائيين يميلون إلى الانخراط في معالجة معرفية أعمق من المنفتحين، حيث إنهم يميلون إلى التفكير بشكل أكثر شمولاً وانتقاداً، وهو ما يمكن أن يرتبط بمعدل ذكاء أعلى.
ويميل الانطوائيون أيضاً إلى تفضيل الأنشطة التي تتطلب التركيز والجهد العقلي المستمر، مثل القراءة والبحث، والتي يمكن أن تعزز التطور الفكري.
سابعاً: التهام الكتب، حيث يتعلم القراء المتحمسون باستمرار معلومات جديدة وكلمات ومفردات وأفكار معقدة ووجهات نظر مختلفة، فهو مثل تمرين للعقل. وبالإضافة إلى ذلك، تساعد القراءة على تقوية التركيز الذهني والخيال وقدرتنا على التعاطف مع الآخرين. كما أن الأشخاص الذين يقرؤون كثيراً يطورون ذكاءهم باستمرار، مما يعني أنهم أكثر عرضة لامتلاك معدل ذكاء مرتفع.